
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَـــالَ لَيْلِــي أُرَاقِــبُ التَّنْــوِيرَا
أَرْقُــبُ الصــُّبْحَ بِالصــَّبَاحِ بَصــِيرَا
إِثْــرَ لَيْلَــى تَحَمَّلَــتْ ثُــمَّ بَــانَتْ
لَــمْ تُعَــرِّجْ وَلَــمْ تُــوَاجِرْ أَمِيـرَا
طَـــارَ صـــَبْرِي فَلِـــمْ يُلَامُ صــَبْرِي
حِيـنَ عَـانَى َعلَـى الْجَمَـالِ الْخُـدُورَا
وَعَـــدَتْنِي وَمَنَّـــتِ الْخُلْــدَ مِنْهَــا
قَـــدْ تُوَاتِيــكَ أَوْ تَجِيــءَ يَســِيرَا
وَإِذَا الْوَصـــْلُ لَـــمْ يُوَاتِيــكَ إِلاَّ
نَكَـــــــداً أَوْ مُقَلَّلاً مَخْفُــــــورَا
أَوْ كَمَــاءِ الْمَثْمُــودِ بَعْــدَ جِمَــامٍ
زَرِمِ الــــدَّمْعِ لَا يَـــؤُوبُ نَـــزُورَا
شــَطَّ وَصــْلُ الَّــذِي تُرِيــدِينَ مِنِّــي
وَصــَغِيرُ الْأُمُــورِ يَجْنِــي الْكَبِيــرَا
قَـــدْ أَرَانَـــا وَأَهْلَنَـــا بِحَفِيــرٍ
نَحْســَبُ الــدَّهْرَ وَالســِّنِينَ شــُهُورَا
فَأَمِنَّـــــا وَغَرَّنَــــا ذَاكَ حَتَّــــى
رَاعَنَــا الـدَّهْرُ قَـدْ أَتَانَـا مُغِيـرَا
إنَّ لِلــــدَّهْرِ صـــَوْلَةً فَاحْـــذَرَنْهَا
لَا تَبِيتَـــنَّ قَــدْ أَمِنْــتَ الــدُّهُورَا
قَــدْ يَنَــامُ الْفَتَـى صـَحِيحاً فَيَـرْدَى
وَلَقَـــدْ بَـــاتَ آمِنـــاً مَســـْرُورَا
إِنَّمَـــا الـــدَّهْرُ لَيِّـــنٌ وَنَطُـــوحٌ
يَتْـــرُكُ الْعَظْــمَ وَاهِيــاً مَكْســُورَا
فَاســـْأَلِ النَّــاسَ أَيْــنَ آلُ قُبَيْــسٍ
طَحْطَـــحَ الــدَّهْرُ قَبْلَهُــمْ ســَابُورَا
خَطِفَتْــــــهُ مَنِيَّـــــةٌ فَتَـــــرَدَّى
وَهْــوَ فِــي ذَاكَ يَأْمُــلُ التَّعْمِيــرَا
وَلَقَـــدْ كَـــانَ ذَا جُنُـــودٍ وَتَــاجٍ
تَرْهَـــبُ الْأُســْدُ صــَوْلَهُ وَالزَّئِيــرَا
وَبَنُـــو الْأَصـــْفَرِ الْكِـــرَامِ مُلُــو
كُ الــرُّومِ لَـمْ يَبْـقَ مِنْهُـمُ مَـذْكُورَا
فَــادْعُ نَفْســاً لرُشــْدِهَا قَبْـلَ هُلْـكٍ
إِنَّمَــا الْهُلْــكُ أَنْ تَـزُورَ الْقُبُـورَا
لَا تَنَــــاَمَنَّ كُــــلَّ يَوْمِــــكَ جَهْلاً
وَتَــــذَكَّرْ وَحَــــادِثِ التَّــــذْكِيرَا
وَاكْسـِبِ النَّفْـسَ فِـي الْبَـرَاءَةِ عُـذْراً
وَجَــــوَازاً يُيَســــِّرُ التَّعْســــِيرَا
أَيُّهَـــا الْمُبْتَغِـــي ســَبِيلَ نَجَــاةٍ
أَشــْعِرِ الْبِــرَّ فِـي الْفُـؤَادِ ضـَمِيرَا
إنَّ يَوْمَيْــكَ يُوْشــِكُ الْيَــوْمَ فَـاعْلَمْ
أَيُّ يَوْمَيْـــكَ مِنْهُمَـــا أَنْ يَـــدُورَا
لَا أَرَى الْمَــوْتَ يَسـْبِقُ الْمَـوْتَ شـَيْئاً
نَغَّــصَ الْمَـوْتُ ذَا الْغِنَـى وَالْفَقِيـرَا
يُـــدْرِكُ الْآبِـــدَ الْغَـــرُورَ وَيُـــرْ
دِي الطَّيْرَ فِي النِّيْقِ يَنْتَئِينَ الْوُكُورَا
أَيْــنَ أَيْــنَ الْفِــرَارُ مِمَّـا سـَيَأْتِي
لَا أَرَى طَـــائِراً نَجَـــا أَنْ يَطِيــرَا
أَيُّهَـــا النَّــائِمُ الْمُغَفَّــلُ أَبْصــِرْ
أَنْ تَكُـــونَ الْمُضـــَلَّلَ الْمَغْـــرُورَا
وَدَعِ النَّفْــسَ عَــنْ هَوَاهَــا حِفَاظــاً
أَنْ تَكُـــونَ الْمُبَـــادَرَ الْمَبْــدُورَا
أَيْـــنَ آبَاؤُنَـــا وَنَحْـــنُ نُرَجِّـــي
بَعْـــدَ آبَائِنَــا الْخُلُــودَ غُــرُورَا
وَالْمَنَايَــــا مَـــعَ الْغُـــدُوِّ رَوَاحٌ
كُـــلَّ يَـــوْمٍ نَــرَى لَهُــنَّ عَقِيــرَا
كَــمْ تَـرَى الْيَـوْمَ مِـنْ صـَحِيحٍ يُمْشـِّي
وَغَـــدَا حَشـــْوَ رِيطَـــةٍ مَقْبُـــورَا
وَصــــــَرِيعٍ مُضـــــَرَّجٍ بِـــــدِمَاءٍ
أَجْزَرَتْــهُ قَنَــا الُحْــرُوبِ النُّسـُورَا
شــــَدَّتِ الْحَـــرْبُ شـــَدَّةً فَحَشـــَتْهُ
لَهْــــذَماً ذَا سَفَاســــِقٍ مَطْـــرُورَا
فَــامْشِ قَصــْداً إِذَا مَشــَيْتَ وَأَبْصــِرْ
إِنَّ فِــي القَصــْدِ مَنْهَجــاً وَجُســُورَا
إنَّ فِــي الْقَصــْدِ لِابْــنِ آدَمَ خَيْــراً
وســـَبِيلاً عَلَـــى الضــَّعِيفِ يَســِيرَا
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.