
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَــنِ الـدَّارُ تَعَفَّـتْ بِخِيَـمْ
أَصـْبَحْتَ غَيَّرَهَـا طُـولُ الْقِدَمْ
مَـا تَبِينُ الْعَيْنُ مِنْ آيَاتِهَا
غَيْـرَ نُـؤْيٍ مِثْـلِ خَطٍّ بِالْقَلَمْ
صـَالِحاً قَـدْ لَفَّهَا فَاسْتَوَسَقَتْ
لَـفَّ بَـازِيٍّ حَمَامـاً فِـي سَلَمْ
وَثَلَاثٍ كَالْحَمَامَـــاتِ بِهَـــا
عِنْـدَ مَجْثَـاهُنَّ تَوْشِيمُ الْفَحَمْ
أَسـْأَلُ الـدَّارَ وَقَـدْ حَيَّيْتُهَا
عَـنْ حَبِيـبٍ فَـإِذَا فِيهَا صَمَمْ
وَلَعَمْـرُ الـدَّارِ لَـوْ أَنَّ بِهَا
أَهْلَهَـا إِذْ دَمْـعُ عَيْنَيْكَ سَجَمْ
جَزِعـاً مَـا أَعْرَضـَتْ عَنْ بَائِنٍ
جَـاءَ يَسْتَشـْفِي شِفَاءً مِنْ سَقَمْ
وَلَقَـدْ أَغْـدُو وَيَغْـدُو صٌحْبَتِي
بَكُمَيْــــتٍ كَعُكَـــاظِّيِّ الْأُدُمْ
فَضــَلَ الْخَيْـلَ بِعْـرِقٍ صـَالِحٍ
بَيْـنَ يَعْبُـوبٍ وَمِـنْ آلِ سـَحَمْ
فَتَنَــامَتْ أَفْحُــلٌ نُجْـبٌ بِـهِ
فَهْـوَ كَالتِّمْثَـالِ جَيَّـاشٌ هَزِمْ
مُســـْتَخِفِّينَ بِلَا أَزْوَادِنَـــا
ثِقَـةً بِـالْمُهْرِ مِـنْ غَيْرِ عَدَمْ
فَإِذَا الْعَانَةُ فِي كَهْرِ الضُّحَى
دُونَهَـا أَحْقَـبُ ذُو لَحْـمٍ زَبِمْ
زَهِــمُ الصـُّلْبِ رَبَـاعٌ جَـانِبٌ
مَـارِحُ الْآخِـرِ مِنْـهُ قَـدْ نَجَمْ
لَا صــَغِيرٌ ضــَارِعٌ ذُو سـَقْطَةٍ
أَوْ كَبِيـرٌ كَـارِبٌ سـِنَّ الْهَرَمْ
فَرَآنَـــا وَأَتَانَــا صــَحِلَا
أَرِنَــا يَجْشـُمُهَا حَـدَّ الْأَكَـمْ
يُعْلِـقُ النَّابَيْنِ فِي أَكْفَانِهَا
كُلَّمَـا يَلْفُـظُ إِدْبَـاراً عَـدَمْ
وَإِذَا يَرْكَــبُ رَأْســاً كَفَّــهُ
زَاعِــبيٌّ فِــي رُدَيْنِـيٍّ أَصـَمْ
وَأَمَرْنَــاهُ بِـهِ مِـنْ بَيْنِهَـا
بَعْدَ مَا انْصَاعَ مُصِرّاً أَوْ كَصَمْ
فَهْـوَ كَالـدَّلْوِ بِكَفِّ الْمُسْتَقِي
خُـذِلَتْ مِنْهُ الْعَرَاقِي فَانْجَذَمْ
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.