
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبْصـَرَتْ عَيْنِـي عِشـَاءً ضـَوْءَ نَارِ
مِـنْ سـَنَاهَا عَـرْفُ هِنْـدِيٍّ وَغَـارِ
أَرَّثَـــتْ فِــي عَــرَفٍ مَوْقِــدَهَا
فَأَضــَاءَتْ لَمْــعَ كَــفٍّ بِســِوَارِ
مَـــيُّ إنَّـــي بِكُـــمُ مُرْتَهَــنٌ
غَيْـرَ مَـا أَكْـذِبُ نَفْسـِي وَأُمَارِي
أَبْلِــغِ النُّعْمَـانَ عَنِّـي مَالُكـاً
أَنَّـهُ قَـدْ طَـالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي
لَـوْ بِغَيْـرِ الْمَـاءِ حَلْقِـي شـَرِقٌ
كُنْـتُ كَالْغَصَّانِ بِالْمَاءِ اعْتِصَارِي
لَيْـتَ شـِعْرِي عَـنْ دَخِيـلٍ يَفْتَـرِي
حَيْثُمَــا أَدْرَكَ لَيْلِــي وَنَهَـارِي
قَاعِــداً يَكْــرُبُ نَفْســِي بَثُّهَـا
وَحَرَامـاً كَـانَ سـِجْنِي وَاحْتِصَارِي
أَجْــلَ نُعْمَــى رَبَّهَــا أَوْلُكُــمْ
وَدُنُـوِّي كَـانَ مِنْكُـمْ وَاصـْطِهَارِي
أَجْــلَ أَنَّ اللــهَ قَــدْ فَضـَّلَكُمْ
فَـوْقَ مَـنْ أَحْكَـأَ صـُلْباً بِـإِزَارِ
نَحْـنُ كُنَّـا قَـدْ عَلْمِتُـمْ قَبْلَكُـمْ
عُمُــدَ الْبَيْـتِ وَأَوْتَـادَ الْإِصـَارِ
نُحْسـِنُ الْهِنـءَ إِذَا اسـْتَهْنَأَتْنَا
وَدِفَاعـاً عَنْـكَ بِالْأََيْـدِي الْكِبَارِ
وَأَبُـوكَ الْمَـرْءُ لَـمْ يُشـْنَأْ بِـهِ
يَوْمَ سِيمَ الْخَسْفَ مِنَّا ذُو الْخَسَارِ
وَعِـــدَاتِي شـــَمِتَتْ أَعْجَبَهُـــمُ
أَنَّنِـي غُيِّبْـتُ عَنْهُـمْ فِـي أَسـَارِ
لِامْــرِئٍ لَــمْ يَبْـلُ مِنِّـي سـَقْطَةً
إِنْ أَصــَابَتْهُ مُلِمَّــاتُ الْعِثَـارِ
فَلَئِنْ دَهْـــرِي تَـــوَلَّى خَيْــرُهُ
وَجَـرَتْ بِالشـَّرِّ لِي مِنْهُ الْجَوَارِي
لَبِمَــا أَلْهُــو بِخَــوْدٍ كَــاعِبٍ
تَمْلَأُ الْعَيْـنَ عَـنِ الْفُحْـشِ نَـوَارِ
رُبَّ دَهْــرٍ قَــدْ تَمَتَّعْــتُ بِهَــا
وَقَصـَرْتُ الْيَـوْمَ فِـي بَيْتِ عِذَارِي
بَســَمَاعٍ يَــأْذَنُ الشــَّيْخُ لَــهُ
وَحَــدِيثٍ مِثْــلِ مَــاذِيٍّ مُشــَارِ
فَقَضـــَيْنَا حَاجَــةً مِــنْ لَــذَّةٍ
وَحَيَـاةُ الْمَـرْءِ كَالشَّيْءِ الْمُعَارِ
لَثِــقِ الرِّيــشِ تَــدَلَّى غُــدْوَةً
مِـنْ أَعَـالِي صَعْبَةِ الْمَرْقَى طِمَارِ
عَدِيٌّ بْنُ زَيْدٍ العِبادِيُّ، يرجعُ نسبهُ إلى قَبِيلَةِ تَمِيمٍ، وكان أَجْدادُهُ مِمَّنْ سَكَنُوا الحَيْرَةَ وَسُمُّوْاً بِالعِبادِ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ وَضَعَهُ ابْنُ سَلامٍ فِي الطَّبَقَةِ الرّابِعَةِ مِنْ طَبَقاتِ فُحُولِ الشُّعَراءِ، وغَلَبَ عَلَى شِعْرِهِ وَصْفُ الخَمْرِ وَالحِكْمَةِ وَالتَأَمُّلِ فِي المَصِيرِ، نَشَأَ فِي أُسْرَةٍ ذاتِ مَكانَةٍ فِي الحيرة ثمّ في بَلاطِ كِسْرَى، وَقَدْ تَعَلَّمَ الكِتابَةَ بِالعَرَبِيَّةِ وَالفارِسِيَّةِ فَاتَّخَذَهُ كِسْرَى تَرْجُماناً بَيْنَهُ وَبَيْنَ العَرَبِ، وَكانَ أَوَّلُ كاتِبٍ بِالعَرَبِيَّةِ فِي دِيوانِ كِسْرَى، حَبَسَهُ النُّعْمانُ بْنُ المُنْذِرِ بَعْدَ أَنْ وَشَى بِهِ مُقَرَّبُونَ مِنْهُ، وَماتَ فِي سِجْنِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 35ق.هـ/590م.