
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنِ الـدِّيَارُ بِجَـانِبِ الْحِبْـسِ
كَمَخَــطّ ذِي الْحَاجَـاتِ بِـالنِّقْسِ
دارٌ لِعَمْــرَةَ إذْ شــَعِفْتُ بِهـا
عَرَضـاً وإذْ وَقَعَـتْ علـى نَفْسـي
بَيْضــاءُ مِثْــلُ غمامَـةٍ طَلَعَـتْ
بالصـّيْفِ بيْـنَ الغَوْر والجَلْسِ
حَلَفَــتْ بِـرَبّ الرّاقصـاتِ ضـُحىً
بفِنـاءِ زَمْـزَمَ مَطْلِـعَ الشـَّمسِ
قَسـماً لنـا: مـا باتَ مِنْ أحَدٍ
مِنّــي عَلــى طَمَــعٍ ولا يَـأسِ
أمّــا لَيــاليَ كُنْــتُ جاريَـةً
فمَشــَيْتُ بالرُّقَبـاءِ والحَبْـسِ
حتّـى إذا مـا البَيْـتُ أبْرزَني
نُبِــذَ الرّجـالُ بزَوْلـةٍ جَلْـسِ
وبِجـــارةٍ شــَوْهاءَ تَرْصــُدُني
وحمــاً يَخِـرُّ كَمَنْبِـذِ الحِلْـسِ
فَكَأنّمـــا كُســـِيَتْ قَلائِدُهــا
وحشــِيّةً نَظَــرَتْ إلـى الإنْـسِ
وبِعَيْنِهـــا رشـــَأٌ تراقبُــهُ
مُتَكَفّـــتُ الأحْشــاءِ كالســَّلسِ
مِـنْ وَحْـشِ وَجْرَةً أوْ ظِباءِ خُلائلٍ
ضـمَرَتْ علـى الأوْراقِ والخَلْـسِ
لَيْســَتْ إذا ســَمِنَتْ بِجــابئةٍ
عَنْهـا العُيـونُ كَريهةِ اللّمْسِ
مُســْتَأثِرٍ بــاللّحْمِ كاهِلْهــا
وقْصــاءَ مِنْطقُهـا علـى حِلْـسِ
ولقَدْ نَظَرْتُ إلى الحُمول كأنّها
زُمَـرُ الأشـياءِ بِجـانِبَيْ حَـرْسِ
واللّيْــلُ قـدْ ظَهـرَتْ نَحِيزَتُـهُ
والشـّمْسُ فـي صـَفْراءَ كـالوَرْسِ
إنّ امْرَأيْنَ منَ العَشِيرَةِ أُوِلعَا
يَتَنَقُّــضِ الأعْــراضِ والــوَهْسِ
إنَّ امْـــرَأً دَاوَيْـــتُ عُرّتَــهُ
فَتَنقّصــَتْ بَعــدِي لــذُو وَقْـسِ
ومُخَــوْضٍ صــَوْتُ الغَطــاطِ بـه
رأدَ الضـُّحى كَتَراطُـنِ الفُـرْسِ
كَنّعـائِم الصـّحراءِ فـي داوِيّةٍ
يَمْحَصــْنَها كتَواهُــق النُّمـس
حُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ، مِنْ بَنِي هِلالِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، كانَ كُلُّ مَنْ هاجاهُ غَلَبَهُ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ غزوةَ حُنِينٍ مَعَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسٍ وَهُمْ: حُمَيدٌ وَابنُ مُقْبِلٍ وَالشَّمّاخُ وَابْنُ أَحْمَرَ وَالرّاعِي النُّمَيْرِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي زَمَنِ وَفاتِهِ فَقِيلَ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ وَقِيلَ أَدْرَكَ بَعْضَ الخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ.