
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلَا الرَّبْــعَ أَنِّـى يَمَّمَـتُ أُمُّ سـَالِمٍ
وَهَــلْ عَــادَةٌ لِلرَّبْــعِ أَنْ يَتَكَلَّمَــا
وَقُـولَا لَـهُ يَـا حَبْـذَا أَنْـتِ هَـلْ بَدَا
وَهَــلْ عَــادَةٌ لِلرَّبْــعِ أَنْ يَتَكَلَّمَــا
وَلَــوْ أَنَّ رَبْعــاً رَدَّ رَجْعــاً لِسـَائِلٍ
لَـــرَدَّ إِلــيَّ الرَّبْــعُ أَوْ لَتَفَهَّمَــا
شــَهِدَتْ وَأَشــْهَدَتِ الْفِــرَاقَ وَأَشْخَصـَتْ
بِنَـا الـدَّارَ بَعْـدَ الْإِلْـفِ حَوْلاً مُجَرَّمَا
وَلَــوْ نَطَـقَ الرَّبْعَـانِ قَبْلِـي لَبَيَّنَـا
لِصـَاحِبِ هِنْـدٍ وَامِـرِئِ الْقَيْـسِ مَنْسـَمَا
وَمَــا ســَأَلَا فَـوْقَ السـُّؤَالِ وَأَفْضـَلَا
عَلَــى كُــلِّ بَــاكٍ عَوْلَــةً وَتَلَوُّمَــا
وَزَادَا عَلَــى قَـوْلِ الْوُشـَاةِ وَأَنْشـَدَا
مِـنَ الشـِّعْرِ مَا يُغْوِي الْغَوِيَّ الْمُلَوَّمَا
أَرَى بَصــَرِي قَــدْ رَابَنِـي بَعْـدَ حِـدَّةٍ
وَحَســـْبُكَ دَاءً أَنْ تَصـــِحَّ وَتَســـْلَمَا
وَلَا يَلْبَــثُ الْعَصــْرَانِ يَوْمـاً وَلَيْلَـةً
إِذَا طَلَبَــا أَنْ يُــدْرِكَا مَـا تَيَمَّمَـا
وَصــَوْتٍ عَلَــى فَــوْتٍ ســَمِعْتُ وَنَظْـرَةٍ
تَلَافَيتُهَـا وَاللَّيْـلُ قَـدْ عَـادَ أَدْهَمَـا
بِجِـــدَّةِ غُصــْنٍ مِــنْ شــَبَابٍ كَــأَنَّهُ
إِذَا قُمْـــتُ يَكْســُونِي رِدَاءً مُســَهَّمَا
أَجِـــدَّكَ شــَاقَتْكَ الْحُمُــولُ تَيَمَّمَــتْ
هَــدَانَيْنِ وَاجْتَـازَتْ يَمِينـاً يَرَمْرَمَـا
عَلَــى كُــلِّ مَنْســُوجٍ بِنِيرَيْـنِ كُلِّفَـتْ
قُــوَى نِسـْعَتَيْهِ مَحْزِمـاً غَيْـرَ أَهْضـَمَا
جِلَادٌ تَخَاطَتْهَـــا الرِّعَــاءُ فَــأُهْمِلَتْ
وَآلَفْــنَ رَجَّافــاً جُــرَازاً قَلَهْزَمَــا
رَعَيْـنَ الْمُـرَارَ الْجَـوْنَ مِـنْ كُلِّ مِذْنَبٍ
شــُهُورَ جُمَــادَى كُلَّهَــا وَالْمُحَرَّمَــا
إِلَـى النِّيـرِ فَاللَّغْبَـاءِ حَتَّـى تَبَدَّلَتْ
مَكَــانَ رَوَاغَيْهَـا الضـَّرِيبَ الْمُسـَدَّمَا
وَحتَّــى تَعَغَّـى النِّضـْوُ مِنْهَـا وَجُـرِّدَتْ
حَوَالِبُهَــا مِــنْ مَرْبَــعٍ قَـدْ تَجَرَّمَـا
وَعَـــادَ مُــدَمَّاهَا كُمَيْتــاً وَشــُبِّهَتْ
مَكَـانُ الْكُلَـى مِنْهَـا وِجَـاراً مُهَـدَّمَا
وَخَاضــَتْ بِأَيْـدِيهَا النِّطَـافَ وَذَعْـذَعَتْ
بِأَقْيَانِهَــا إِلَّا الْوَظِيــفَ الْمُخَــدَّمَا
وَقَـدْ عَـادَ فِيهَـا ذُو السَّفَاسِقِ وَاضِحاً
هِجَانـاً كَلَـوْنِ الثَّـوْرِ وَالْجَوْنُ أَصْحَمَا
تَنَــاوَلُ أَطْــرَافَ الْحِمَــى فَتَنَــالُهُ
وَتَعْجَــزُ عَــنْ أَوْســَاطِهِ أَنْ تَقَــدَّمَا
فَجَــاءَ بِهَـا الـرُّدَّادُ يْحْجُـزُ بَيْنَهَـا
سـُدىً بَيْـنَ قَرْقَـارِ الْهَـدِيرِ وَأَعْجَمَـا
وَقَــامَتْ إِلَيْهِــنَّ الْعَـذَارَى فَأُقْـدِعَتْ
أَكُــفَّ الْعَــذَارَى عِــزَّةً أَنْ تُخَطَّمَــا
فَلَمَّــا ارْعَــوَى لِلزَّجْــرِ كُـلُّ مُلَبَّـثٍ
كَصـَدْرِ الصـَّفَا يَتْلُـو جِرَانـاً مُلَـدَّمَا
إِذَا عِــزَّةُ النَّفْـسِ الَّتِـي ظَـلَّ يَتَّقِـي
بِهَــا حَبْلَـهُ لَـمْ تُنْسـِهِ مَـا تَعَلَّمَـا
فَلَمَّــا أََتَتْــهُ أَثْبَتَــتْ فِـي خِشَاشـِهِ
زِمَامــاً كَثُعْبَــانِ الْحَمَاطَـةِ أَرْثَمَـا
شـــَدِيدٌ تَــوَقِّيهِ الزِّمَــامَ كَأَنَّمَــا
يُرَاهَــا أَعَضــَّتْ بِالْخَشَاشــَةِ أَرْقَمَـا
وَقَرَّبْـــنَ مُقْـــوَرّاً كَـــأَنَّ وَضــِينَهُ
بِنِيـقٍ إِذَا مَـا رَامَـهُ الْغُفْـرُ أَحْجَمَا
صــِلَخْدٌ لَــوَ انَّ الْجِـنَّ تَعْـزِفُ حَـوْلَهُ
وَضــَرْبَ الْمُغَنِّــى دُفَّـهُ مَـا تَرَمْرَمَـا
رَعَـى الْقَسـْوَرَ الْجَـوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ
وَمِـنْ بَطْـنِ سـَقْمَانَ الـدُّعَاَع الْمُدَيَّمَا
تَـرَاهُ إِذَا اسـْتَدْبَرْتَهُ مُدْمَـجَ الْقَـرَا
وَفَعْمـاً إِذَا أَقْبَلْتَـهُ الْعَيْـنَ سـَلْجَمَا
بَعِيــرُ حَيــاً جَــاءَتْ بِــهِ أَرْحَبِيَّـةٌ
أَطَــالَ بِــهِ عَـامُ النِّتَـاجِ وَأَعْظَمَـا
ضـــُبَارِمُ طَــيِّ الْحَــاجِبَيْنِ إِذَا عَلَا
عَلَــى الأُكْــمِ وَلَّاهَـا حِـذَاءً عَثَمْثَمَـا
رَعَـى السـُّرَّةَ الْمِحْلَالَ مَـا بَيْـنَ زَابِنٍ
إِلَـى الْخَـوْرِ وَسـْمِيَّ الْبُقُولِ الْمُدَيَّمَا
فَجِئْنَ بِــهِ غَـوْجَ الْمِلَاطَيْـنِ لَـمْ يَكُـنْ
حِــدَاجَ الرِّعَـاءِ ذَا عَثَـانِينَ مُسـْنِمَا
فَلمَّــا أَنَــاخَتْهُ إِلَـى جَنْـبِ خِـدْرِهَا
عَجَــا شــِدْقَهُ أَْوْ هَــمَّ أَنْ يَتَرَغَّمَــا
تَـرَاهُ إِذَا مَـا عَـجَّ يَجْلُـو عَنِ الشَّبَا
فَمـاً مِثْـلَ حِنْـوِ الْخَيْبَرَاِنـيِّ لَهْجَمَـا
تَنَخْنَــخَ حَتَّــى مَــا تَكَــادُ طَوِيلـةٌ
تَنَــالُ بِكَفَّيْهَــا الظِّعَـانَ الْمُسـَوَّمَا
كَـأَنَّ وَحَـى الصـِّرْدَانِ فِـي جَـوْفِ ضَالَةٍ
تَلَهْجُــمَ لِحْيَيْــهِ إِذَا مَــا تَلَهْجَمَـا
وَقَــالَتْ لِأُخْتَيْهَــا الــرَّوَاحَ وَقَـدَّمَتْ
غَبِيطـاً خُثَيْمِيّـاً بَـرَاهُ ابْـنُ خَيْثَمَـا
فَجِئْنَ بِــــهِ لَا جَافِيـــاً ظَلِفَـــاتُهُ
وَلَا سَلِســاً فِيــهِ الْمَسـَامِيرُ أَكْزَمَـا
شــَأَى أَثَلَاثُ الْمُنْحَنَــى مِــنْ صـُعَائِدٍ
لَـهُ القَيْـنَ عَيْنَيْـهِ وَمَـا قَـدْ تَعَلَّمَا
فَشــَذَّبَ عَنْــهُ ســُوقَ جَلْــسٍ عُرُوقُهَـا
مَــعَ الْمَـاءِ أَرْوَى النَّبَـاتَ وأَنْعَمَـا
بَرَتْــهُ سَفَاســِيرُ الْحَدِيــدِ فَجَــرَّدَتْ
وَقِيـعَ الْأَعَـالِي كَانَ فِي الصَّوْنِ مُكْرَمَا
فَلَمَّــا كَشــَفْنَ اللِّبْـسَ عَنْـهُ مَسـَحْنَهُ
بِـــأَطْرَافِ طَفْـــلٍ زَانَ غَيْلاً مُوَشــَّمَا
لَـــهُ ذِئَبٌ للِرِّيـــحِ بَيْــنَ فُرُوجِــهِ
مَزَامِيــرُ يَنْفُخْــنَ الْأَبَـاءَ الْمُهَزَّمَـا
كــأَنَّ هَزِيــزَ الرِّيــحَ بَيْـنَ فُرُوجِـهِ
عَـــوَازِفُ جِــنٍّ زُرْنَ حيّــاً بِجَيْهَمَــا
مُــدَمّىً يَلُــوحُ الْـوَدْعُ بَيْـنَ مُتُـونِهِ
إِذَا أَرْزَمـتْ فِـي جَـوْفِهِ الرِّيحُ أَرْزَمَا
تَبَــاهَى عَلَيْــهِ الصـَّانِعَاتُ وَشـَاكَلَتْ
بِـهِ الْخَيْـلُ حَتَّـى كَـادَ أَنْ يَتَحَمْحَمَـا
فَلَـوْ أَنَّ عَـوْداً كَـانَ مِـنْ حُسـْنِ صُورَةٍ
يُســَلِّمُ أَوْ يَمْشــِي مَشــَى ثُـمَّ سـَلَّمَا
لَـــهُ جُــدَدٌ جُــوفٌ كَــأَنَّ خُــدُودَهَا
خُــدُودُ عَنَاجِيــجَ تَغَــالَيْنَ صــُيَّمَا
أَطَــافَ بِــهِ النِّسـْوَانُ بَيْـنَ صـَنِيعَةٍ
وَبَيْـنَ الَّتِـي جَـاءَتْ لِكَيْمَـا تَعَلَّمَـا
يُطِفْــنَ بِــهِ يَخْلُــونَ حَـوْلَ غَبِيطِهَـا
رَبَـابَ الثُّرَيَّـا صـَابَ نَجْـداً فَأَوْسَمَا
يُطِفْـــنَ بِمَخْـــدُورٍ أَغَـــرَّ وَصــَائِمٍ
صــِيَامُ فُلُــوِّ الْخَيْـلِ تَـمَّ وَأَكْرَمَـا
كَمَـا أَوْفَـدَ الطَّـرْفُ الْجَـوَادُ بِمَرْقَـبٍ
فَهَمْهَــمَ لَمَّــا آنَـسَ الْخَيْـلَ صـُيَّمَا
يَطِفْــنَ بِــهِ رَأْدَ الضــُّحَى وَيَنُشــْنَهُ
بِأَيْـدٍ تَـرَى الْأُسـْوَارَ فِيهِـنَّ أَعْجَمَـا
تَـرَى مِـنْ تَبَاشـِيرِ الْخِضَابِ الَّذِي بِهَا
بِأَطْرَافِهَــا لَوْنـاً عَبِيطـاً وَأَسـْحَمَا
مَســـَحْنَ مُحَيَّـــاهُ وَقَلَّـــدْنَ جِيــدَهُ
قَلَائِدَ حَتَّــــى هَـــمَّ أَنْ يَتَكَلَّمَـــا
حَمَلْــنَ عَلَيْــهِ مِــنْ تَجَـافِيفِ نَـاعِتٍ
حَصَى الْأَرْضِ حَتَّى مَا تَرَى الْعَيْنُ مَنْسِمَا
وَغَشـــَّيْنَهُ بِــالرَّقْمِ حَتَّــى كَأََنَّمَــا
يُســَاقِينَهُ مِـنْ جَـوْفِ مَعْبُوطَـةٍ دَمَـا
تَخَيَّـــرْنَ أَمَّــا أَرْجُوَانــاً مُهَــدَّباً
وَأَمَّــا ســِجِلاَّطَ الْعِــرَاقِ الْمُخَتَّمَـا
وَشــُبْنَ الســَّوَادَ بِالْبَيَـاضِ فَلَا تَـرَى
مِـنَ الْخِـدْرِ إِلَّا وَارِسَ اللَّـوْنِ أَرْقَمَا
مِـنَ الشـَّبَهِ السـَّافِي وَحَتَّـى لَـوَ انَّهُ
يَــرَى أَعْوَجِيَّــاتٍ جَــرَى أَوْ تَحَمْحَمَـا
فَزَيَّنَّــهُ بِــالْعِهْنِ حَتَّــى لَــوَ انَّـهُ
يُقَـــالُ لَهُ: هَــابٍ هَلُــمَّ لَأَقْــدَمَا
تَــرَاهُ خِلَالَ الرَّقْــمِ إِمَّــا ســَدَلْنَهُ
حِصـَاناً تَهَـادَى سـَامِيَ الطَّرْفِ مُلْجَمَا
فَلَمَّــا قَضـَيْنَ اللَّـمَّ مِـنْ كُـلِّ عُقْـدَةٍ
بَثَثْـنَ الْوَصـَايَا وَالْحَـدِيثَ الْمُكَتَّمَا
تَعَــاوَرْنَ مِــرَآةً جَلِيّــاً فَلَـمْ تَعِـبْ
لِرَايَاتِهَـا الْمِـرْآةُ عَيْنـاً وَلَا فَمَـا
بَعَثْــنَ إِلَيْهَـا كَـيْ تَجِـئَ فَلَـمْ تَكَـدْ
تَجِيــءُ تَهَــادَى الْمَشـْيَ إِلَّا تَجَشـُّمَا
أَتَتْهَــا نِســَاءٌ مِْــن سـُلَيْمٍ وَعَـامِرٍ
مَشــَيْنَ إِلَيْهَـا مَأْتَمـاً ثُـمَّ مَأْتَمَـا
فَقُلْـنَ لَهَـا قُـومِي فَـدَيْنَاكِ فَـارْكَبِي
فَقَــالَتْ: أَلَا لَا غَيْرَمَــا أَنْ تَكَلَّمَـا
فَعُـدْنَ عَلَيْهَـا يَـا ارْكَبِي قَدْ حَبَسْتِنَا
وَقَــدْ مَتَعَـتْ شـَمْسُ النَّهَـارِ وَدَوَّمَـا
وَقُلْـنَ لَهَـا يَـا قَعْـدَكِ اللـهُ إِنَّنَـا
حَسـِبْنَا الْغِنَـى كَانَتْ مُنَى مَنْ تَأَيَّمَا
فَقَـــامَتْ تَهَــادَى مِشــْيَةً مُرْجَحِنَّــةً
تَهَــادِيَ ســَيْلٍ قَــدْ مَضـَى وَتَصـَرَّمَا
وَهَــادَيْنَ جَمَّــاءَ الْعِظَــامِ خَرِيــدَةً
مِـنَ النِّسـْوَةِ اللَّاتِـي يُرِدْنَ التَّكَرُّمَا
فَجَــاءَتْ يَهُــزُّ الْمَيْســَنَانِيَّ مَشـْيُهَا
كَهَـزِّ الثَّـرَى مَتْـنَ الْكَثِيبِ الْمُهَيَّمَا
تَـــرُجُّ بِمَتْنَيْهَـــا رَدِيفــاً كَــأَنَّهُ
ســَدَائِفُ شـَطَّي تَامِـكِ النَّـيِّ أَكْوَمَـا
مِــنَ الْبِيْـضِ عَاشـَتْ بَيْـنَ أُمِّ غَرِيـرَةٍ
وَبَيْـــنَ أَبٍ بَــرٍّ أَطَــاعَ وَأَخْــدَمَا
مُنَعَّمَــةٌ لَــوْ يُصــْبِحُ الـذَّرُّ سـَارِياً
عَلَــى جِلْــدِهَا بَضــَّتْ مَـدَارِجُهُ دَمَـا
تَـرَى السـَّوْذَقَ الْوَضـَّاحَ مِنْهَـا بِمِعْصَمٍ
نَبِيــلٍ وَيَـأْبَى الْحِجْـلُ أَنْ يَتَقَـدَّمَا
وَطِئْنَ ذِرَاعَيْــهِ وَقُلْــنَ لَهَـا ارْكَبِـي
بَعِيــرَكِ قَبْــلَ أَنْ يَمَــلَّ وَيَســْأَمَا
فَهَادْيْنَهَــا حَتَّــى ارْتَقَــتْ مُرْجَحِنَّـةً
تَمِيــلُ كَمَــا مَـالَ النَّقَـا فَتَهَيَّمَـا
وَفَـــدَّيْنَهَا حَتَّـــى لَــوَتْ بِزِمَــامِهِ
بَنَانــاً كَهُــدَّابِ الـدِّمَقْسِ وَمِعْصـَمَا
وَمَــا رَكِبَــتْ حَتَّــى تَطَـاوَلَ يَوْمُهَـا
فَصـَارَتْ لَهَا الْأَيْدِي إِلَى الْخِدْرِ سُلَّمَا
فَمَـا دَخَلَـتْ فِـي الْخِـدْرِ حَتَّـى تَنَقَّضَتْ
مَآســـِرُ أَعْلَـــى قِـــدَّهِ فَتَحَطَّمَــا
فَجَرْجَـرَ لَمَّـا كَـانَ فِـي الْخِدْرِ نِصْفُهَا
وَنِصــْفٌ عَلَــى دَأْيَـاتِهِ مَـا تَجَرَّمَـا
فَلَمَّــا عَلَــتْ مِـنْ فَـوْقِهِ غَـصَّ بَـابُهُ
بِمِقْلَاقِ غُصــْنٍ بِالْوِشــَاحَيْنِ أَهْضــَمَا
وَمَـــا رَكِبَــتْ إِلَّا نَبِيشــاً كَأَنَّمَــا
تُرَفَّـــعُ بِالْأَكْفَـــالِ رَمْلاً مُســـَنَّمَا
سـَرَاةَ الضـُّحَى مَـا رِمْـنَ حَتَّـى تَفَصَّدَتْ
جِبَـاهُ الْعَـذَارَى زَعْفَرَانـاً وَعَنْـدَمَا
وَمَــا كَــادَ لَمَّـا أَنْ عَلَتْـهُ يُقِلُّهَـا
بِنَهْضـــَتِهِ حَتَّـــى اكْلَأَزَّ وَأَعْصـــَمَا
وَحَتَّــى تَــدَاعَتْ بِــالنَّقِيضِ حِبَــالُهُ
وَهَمَّـــتْ بَــوَانِي زَوْرِهِ أَنْ تَحَطَّمَــا
وَأَثَّــرَ فِــي صــُمِّ الصــَّفَا ثَفِنَـاتُهُ
وَرَامَ بِســَلْمَى أَمْــرَهُ ثُــمَّ صــَمَّمَا
وَلَمَّــا تَأْيَّــاهُنَّ فِــي شــَعْبِ كَاهِـلٍ
يَـرَى جَـاهِضَ الـدَّأْيَاتِ فَعْماً مُلَمْلَمَا
فَســَبَّحْنَ وَاســْتَهْلَلْنَ لَمَّــا رَأَيْنَــهُ
بِهَـا رَبِـذاً سـَهْوَ الْأَرَاجِيـحِ مِرْجَمَـا
فَلَــمْ تَرَعَيْنِــي مِثْـلَ لَيْلَـى ظَعِينَـةً
وَلَا مِثْلَـــهُ حِمْلاً أَجَـــلَّ وَأَعْظَمَـــا
وَلَمَّـا اسـْتَقَلَّتْ فَـوْقَهُ لَـمْ تَجِـدْ لَـهُ
تَكَـــالِيفَ إِلَّا أَنْ يَعِيــلَ وَيَســْعَمَا
وَقُمْـــنَ بِــأَطْرَافِ الْبُيُــوتِ عَشــِيَّةً
كَمَــا فَيَّـأَتْ رِيـحٌ يَرَاعـاً وَسَاسـَمَا
فَلَمَّــا تَــوَلَّتْ قُلْــنَ يَـا أُمَّ طَـارِقٍ
عَلَـى الشـَّحْطِ حَيَّـاكِ الْمَلِيـكُ وَسَلَّمَا
وَبَــادَرْنَ أَســْبَاباً جَعَلْــنَ فُضـَولَهَا
مِلَاكــاً وَأَعْنَــاقَ النَّجَــائِبِ سـُلَّمَا
وَلَمَّـا اسـْتَقَلَّ الْحَّـيُّ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى
قَضـَيْنَ الْوَصـَايَا وَالْحَـدِيثَ الْمُكَتَّمَا
دُمُـوجَ الظِّبَـاءِ الْعُفْـرِ بِالْقُفِّ أَشْفَقَتْ
مِـنَ الشـَّمْسِ لَمَّا كَانَتِ الشَّمْسُ مِيسَمَا
وَزُلْــنَ وَقَــدْ زَايَلْــنَ كُــلَّ صـَنِيعَةٍ
لَهُــنَّ وَبَاشــَرْنَ السـَّدِيلَ الْمُرَقَّمَـا
فَقُلْـــتُ لِأَصــْحَابِي تَرَاجَــعَ لِلصــِّبَا
فُـؤَادِي وَعَـادَ الْيَـوْمَ عَـوْدَةَ أَعْصَمَا
وَقُلْــتُ لِعَبْــدَيَّ اسـْعَيَا لِـي بِنَاقَـةٍ
فَمَـــا لَبِثَـــا إِلَّا قَلِيلاً مُجَرَّمَـــا
دَعَــوْتُ جَرِيَّيْــنِ اســْتَخِفَّا بِنَــاقَتِي
وَقَــدْ هَمْهَـمَ الْحَـادِي بِهِـنَّ وَدَوَّمَـا
فَجَــاءَا بِعَجْلَــى وَهْـيَ حَـرْفٌ كَأَنَّهَـا
كُدَارِيَّــةٌ خَــافَتْ أَظَــافِيرَ عُرَّمَــا
دَعَــوْتُ بِعَجْلَــى فَــاعْتَلَتْنِي صـَبَابَةٌ
وَقَـدْ طَلَـعَ النَّجْـدَيْنِ أَحْـدَاجُ مَرْيَمَا
فَجَــاءَا بِشَوْشــَاةٍ مَـزَاقٍ تَـرَى بِهَـا
نُـدُوباً مِـنَ الْأَنْسـَاعِ فَـذّاً وَتَوْءَمَـا
وَجَــاءَتْ وَمِـنْ أُخْـرَى النَّهَـارِ بَقِيَّـةٌ
وَقَـدْ وَرَّكَ الْحَـادِي السـَّلِيلَ وَخَشْرَمَا
أَرَاهَــا غُلَامَانَــا الْخَلَــى فَتَشـَذَّرَتْ
مِرَاحـاً، وَلَـمْ تَقْـرَأْ جَنِيناً وَلَا دَمَا
فَلَأْيـــاً بِلَأَيٍ خَادَعَاهَـــا فَأَلْزَمَـــا
زِمَامَيْهِمَـا مِـنْ حَلْقَـةِ الصُّفْرِ مُلْزَمَا
فَــأَعْطَتْ لِعِرْفَــانِ الْخِطَـامِ وَأَضـْمَرَتْ
مَكَــانَ خَفِـيِّ الصـَّوْتِ وَجْـداً مُجَمْجَمَـا
وَجَــاءَتْ تَبُـذُّ الْقَـائِدَيْنِ وَلَـمْ تَـدَعْ
نِعَالَهُمَـــا إِلَّا ســـَرِيحاً مُخَـــذَّمَا
نَظَـــرْتُ وَعَيْنِــي لَا تُحِــسُّ ظَعَائِنــاً
قَعَــدْنَ بِهَضــْبَاتِ الْمَهَــاةِ تَرَنُّمَـا
جَــرَى بَيْنَنَــا آلٌ كَــأَنَّ اضــْطِرَابَهُ
جَــدَاوِلُ مَــاءٍ أُثْقِبَـتْ لَـنْ تَجَرَّمَـا
لَوَامِــعُ تَجْــرِي بِالظَّعَــائِنِ دُونَهَـا
قِفَــافٌ وَأَجْبَــالٌ فَغَــوْرُ بَيَنْبَمَــا
وَلَاحَ أَكَـــامٌ قَـــدْ كَســَاهُ هَجِيــرُهُ
سـَرَاباً وَقَـدْ إِجْتَبْـنَ مِنْـهُ مُنَمْنَمَـا
تَخَـالُ الْحَصـَى مِـنْ بَيْـنِ مَنْسـِمِ خُفِّهَا
رُضـَاضَ الْحَصـَى وَالْبَهْرَمَـانَ الْمُقَصَّمَا
وَمَـارَ بِهَـا الضـَّبْعَانِ مَـوْراً وَكَلَّفَـتْ
بَعِيــرَيْ غُلَامَــيَّ الرَّســِيمَ فَأَرْسـَمَا
وَعَـــزَّتْ بَقَايَـــاهُنَّ كُـــلُّ جُلَالَـــةٍ
يُنَـــازِعُ حَبْلَاهَـــا أَجَــدَّ مُصــَرَّمَا
تَـرَى الْعَيْهَلَ الدَّفْقَاءَ قَدْ مَاجَ غَرْضُهَا
تَســُومُ الْمَطَايَـا مَـا أَذَلَّ وَأَرْغَمَـا
فَلَمَّــا لَحِقْنَـا لَـمْ يَقُـلْ ذُو لُبَانَـةٍ
لَهُــنَّ وَلَا ذُو حَاجَــةٍ مَــا تَيَمَّمَــا
فَقُلْــتُ لَهَــا عُـوجِي لَنَـا أُمَّ طَـارِقٍ
نُنَــاجِ وَنَجْــوَاكُمْ شــِفَاءٌ لِأَيْهَمَــا
فَعَــاجَتْ عَلَيْنَــا أَرْحَبِيّــاً وَأَطْلَعَـتْ
مِـنَ الْخِـدْرِ وَجْهـاً عَامِريّـاً وَمُفْعَمَا
وَكَــانَ لِمَاحــاً مِـنْ خَصـَاصٍ وَرِقْبَـةٍ
مَخَافَــةَ أَعْــدَاءٍ وَطَرْفــاً مُقَســَّمَا
قَلِيلاً، وَرَفَّعْـــنَ الْمَطِـــيَّ وَشــَمَّرَتْ
بِنَـا الْعِيـسُ يَنْثُرْنَ اللُّغَامَ الْمُعَمَّمَا
مِـنَ الْبِيـضِ مِكْسـَالٌ إِذَا مَـا تَلَبَّسـَتْ
بِحَبْـلِ امْـرِئٍ لَـمْ يَنْـجُ مِنْهَا مُسَلَّمَا
رَقُـودُ الضـُّحَى لَا تَقْرَبُ الْجِيرَةَ الْقُصَا
وَلَا الْجِيــرَةَ الْأَدْنَيْــنَ إِلَّا تَحَشــُّمَا
بَهِيــرٌ تَـرَى نَضـْحَ الْعَبِيـرِ بِجَيْبِهَـا
كَمَـا ضـَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيفَ الْمُكَلَّمَا
وَلَيْســَتْ مِــنَ اللَّائِي يَكُـونُ حَـدِيِثُهَا
أَمَــامَ بُيُــوتِ الْحَّـيِّ إِنَّـا وَإِنَّمَـا
أَحَــادِيثُ لَا يُغْنِيــنَ شــَيْئاً وَإِنَّمَـا
فَــرَتْ كَــذِباً بِــالْأَمْسِ قِيلاً مُرَجَّمَـا
وَقَــالَتْ لِأَتْــرَابٍ لَهَـا شـِبَهِ الـدُّمَى
ثَلَاثٍ يُنَـــازِعْنَ الْحَــدِيثَ الْمُكَتَّمَــا
يُنَـــازِعْنَ خِيطَــانَ الْأَرَاكِ فَــأَرْجَعَتْ
لَهَــا كَفُّهَـا مِنْهُـنَّ لَـدْناً مُقَوَّمَـا
فَمَــاحَتْ بِــهِ غُـرَّ الثَّنَايَـا مُفَلَّجـاً
وَســَيْماً جَلَــتْ عَنْــهُ الطَّلَالَ مُوَشـَّمَا
فَــوَاللهِ مَــا أَدْرِي أَوَصـْلاً أَرَادَتَـا
بِمَـا قَالَتَـا أَمْ أَصْبَحَ الْحَبْلُ أَجْذَمَا
وَمَــا هَـاجَ هَـذَا الشـَّوْقَ إِلَّا حَمَامَـةٌ
دَعَــتْ ســَاقَ حُـرٍّ تَرْحَـةً وَ تَرَنُّمَـا
مِـنَ الْـوُرْقِ حَمَّـاءُ الْعِلَاطَيْـنِ بَـاكَرَتْ
عَسـِيبَ أَشـَاءٍ مَطْلَـعَ الشـَّمْسِ أَسـْحَمَا
إِذَا هَزْهَزَتْــهُ الرِّيـحُ أَوْ لَعِبَـتْ بِـهِ
تَغَنَّـــتْ عَلَيْـــهِ مَـــائِلاً وَمُقَوَّمَــا
تُنَــادِي حَمَــامَ الْجَلْهَتَيْـنِ وَتَرْعَـوِي
إِلَـى ابْـنِ ثَلَاثٍ بَيْـنَ عُـودَيْنِ أَعْجَمَا
مُطَــوَّقِ طَــوْقٍ لَـمْ يَكُـنْ عَـنْ تَمِيمَـةٍ
وَلَا ضــَرْبِ صــَوَّاغٍ بِكَفَّيْــهِ دِرْهَمَــا
تُبَكِّــي عَلَـى فَـرْخٍ لَهَـا ثُـمَّ تَغْتَـدِي
مُوَلَّهَــةً تَبْغِـي لَـهُ الـدَّهْرَ مَطْعَمَـا
تُؤَمِّـــلُ مِنْــهُ مُؤْنِســاً لِانْفِرَادِهَــا
وَتَبْكِــي عَلَيْــهِ إِنْ زَقَـا أَوْ تَرَنَّمَـا
تَقَيَّــضَ عَنْـهُ غِرْقِـئُ الْبَيْـضِ وَاكْتَسـَى
أَنَـابِيبَ مِـنْ مُسـْتَعْجِلِ الرِّيـشِ حَمَّمَـا
تُرَبِّــبُ أَحْــوَى مُزْلَغِبــاً تَــرَى بِـهِ
أَفَـانِينَ مِـنْ مُسـْتَعْجِلِ الرِّيـشِ أَقْتَمَا
بَنَــتْ بِنْيَـةَ الْخَرْقَـاءِ وَهْـيِ رَفِيقَـةٌ
لَــهُ بَيْـنَ أَعْـوَادٍ بِعَلْيَـاءَ مُعْلَمَـا
يَمُــدُّ إِلَيْهَــا خَشـْيَةَ الْمَـوْتِ جِيـدَهُ
كَهَــزِّكَ بِــالْكَفِّ الْبَــرِيِّ الْمُقَوَّمَـا
كَــأَنَّ عَلَــى أَشــْدَاقِهِ نَــوْرَ حَنْـوَةٍ
إِذَا هُــوَ مَـدَّ الْجِيـدَ مِنْـهُ لِيَطْعَمَـا
فَلَمَّا اكْتَسَى الرِّيشَ السُّخَامَ وَلَمْ يَجِدْ
لَهَـا مَعَـهُ فِـي بَاحَـةِ الْعُـشِّ مَجْثِمَا
تَنَحَّــتْ قَرِيبــاً فَـوْقَ غُصـْنٍ تَـذَاءَبَتْ
بِــهِ الرِّيـحُ صـَرْفاً أَيَّ وَجْـهٍ تَيَمَّمَـا
أُتِيــحَ لَــهُ صــَقْرٌ مُسـِفٌّ فَلَـمْ يَـدَعْ
لَهَــا وَلَــداً إِلَّا رَمِيمــاً وَأَعْظُمَـا
فَـأَوْقَتْ عَلَـى غُصـْنٍ ضـُحَيّاً فَلَـمْ تَدَعْ
لِبَاكِيَـــةٍ فِـــي شــَجْوِهَا مُتَلوَّمَــا
مُطَوَّقَـــةٌ خَطْبَـــاءُ تَصـــْدَحُ كُلَّمَــا
دَنَـا الصَّيْفُ وَانْزَالَ الرَّبِيعُ فَأَنْجَمَا
فَهَــاجَ حَمَــامَ الْجَلْهَتَيْــنِ نُوَاحُهَـا
كَمَـا هَيَّجَـتْ ثَكْلَى عَلَى النَّوْحِ مَأْتَمَا
إِذَا خَرَجَــتْ مِـنْ مَسـْكَنِ الْأَرْضِ رَاجَعَـتْ
لَهَـا مَسـْكَناً مِنْ مَنْبِتِ الْعِيصِ مُعْلَمَا
إِذَا شــِئْتُ غَنَّتْنِــي بِــأَجْزَاعِ بِيشـَةٍ
أَوِ الْجِـزْعِ مِـنْ تَثْلِيثَ أَوْ مِنْ يَبَنْبَمَا
عَجِبْــتُ لَهَــا أَنَّــى يَكُـونُ غِنَاؤُهَـا
فَصـِيحاً وَلَـمْ تَفْتَـحْ بِمَنْطِقِهَـا فَمَـا
بَكَـتْ شـَجْوَ ثَكْلَـى قَـدْ أُصـِيبَ حَمِيمُهَا
مَخَافَــةَ بَيْـنٍ يَتْـرُكُ الْحَبْـلَ أَجْـذَمَا
فَلَـمْ أَرَ مَحْزُونـاً لَـهُ مِثْـلُ صـَوْتِهَا
أَحَـــرَّ وَأَدْوَى لِلْفُـــؤَادِ وَأَكْلَمَـــا
وَلَــمْ أَرَ مِثْلِـي شـَاقَهُ صـَوْتُ مِثْلِهَـا
وَلَا عَرَبِيّـــاً شــَاقَهُ صــَوْتُ أَعْجَمَــا
كَمِثْلِـــي غَدَاتِـــذٍ وَلَكِــنَّ صــَوْتَهَا
لَـهُ عَوْلَـةٌ لَـوْ يَفْقَـهُ الْعَوْدُ أَرْزَمَا
خِلِيلَـــيَّ قُومَــا عَلِّلَانِــيَ وَانْظُــرَا
إِلَـى الْبَـرْقِ مَـا يَفْـرِي سَناً وَتَبَسُّمَا
خَفَـا كَاقْتِـذَاءِ الطَّيْـرِ وَهْنـاً كَـأَنَّهُ
سـِرَاجٌ إِذَا مَـا يَكْشـِفُ اللَّيْلَ أَظْلَمَا
عَــرُوضٌ تَــدَلَّتْ مِــنْ تِهَامَـةَ أُهْـدِيَتْ
لِنَجْـدٍ فَسـَاحَ الْبَـرْقُ مِنْهَـا وَأَتْهَمَـا
كَـــأَنَّ رِيَاحـــاً أَطْلَعَتْــهُ ثَقِيلــةً
مِـنَ الْغَـوْرِ يَسـْعَرْنَ الْأَبَـاءَ الْمُضَرَّمَا
كَنَفْــضِ عِتَــاقِ الطَّيْـرِ حَتَّـى تَـوَجَّهَتْ
إِليْهِـــنَّ أَبْصــَارٌ وَأَيْقَظْــنَ نُوَّمَــا
خَلِيلَــيَّ إِنِّــي مُشــْتَكٍ مَـا أَصـَابَنِي
لِتَســْتَيْقِنَا مَـا قَـدْ لَقَيْـتُ وَتَعْلَمَـا
أُمَنِّيكُمَــا إِنَّ الْأَمَانَــةَ مَــنْ يَخُــنْ
بِهَـا يَحْتَمِـلْ يَوْمـاً مِـنَ اللَّهِ مَأْثَمَا
فَلَا تَفْشــِيَا ســِرِّي وَلَا تَخْــذُلَا أَخــاً
أَبَثَّكُمَــا مِنْــهُ الْحَــدِيثَ الْمُكَتَّمَـا
لِتَتَّخِــذَا لِــي بَـارَكَ اللَّـهُ فِيكُمَـا
إِلَــى آلِ لَيْلَــى الْعَامِرِيَّــةِ سـُلَّمَا
وَقُـــولَا إِذَا جَاوَزْتُمَــا أَرْضَ عَــامِرٍ
وَجَاوَزْتُمَــا الْحَيَّيْـنِ نَهْـداً وَخَثْعَمَـا
نَزيعَـانِ مِـنْ جَـرْمِ بْـنِ رَبَّـانَ إِنَّهُـمْ
أَبَـوْا أَنْ يُرِيقُوا فِي الْهَزَاهِزِ مِحْجَمَا
وَخُبَّــا عَلَــى نِضــْوَيْنِ مُكْتَفِلَيْهِمَــا
وَلَا تَحْمِلَا إِلَّا زِنَـــــاداً وَأَســــْهُمَا
وَزَاداً غَرِيضـــاً خَفِّفَـــاهُ عَلَيْكُمَــا
وَلَا تَبْـــدِيَا ســـِرّاً وَلَا تَحْمِلَا دَمَــا
وَإِنْ كَــانَ لَيْــلٌ فَالْوِيَـا نَسـَبَيْكُمَا
وَإِنْ خِفْتُمَـــا أَنْ تُعْرَفَــا فَتَلَثَّمَــا
وَقُــولَا خَرَجْنَــا تَــاجِرَيْنِ فَأَبْطَــأَتْ
رِكَــابٌ تَرَكْنَاهَــا بِتَثْلِيــثَ قُيَّمَــا
وَلَــوْ قَــدْ أَتَانَـا بَزُّنَـا وَرَقِيقُنَـا
تَمَــوَّلَ مِنْكُــمْ مَـنْ رَأَيْنَـاهُ مُعْـدَمَا
فَمَــا مِنْكُــمْ إِلَّا رَأَيْنَــاهُ دَانِيــاً
إِلَيْنَـا بِحَمْـدِ اللَّهِ فِي الْعِيرِ مُسْلِمَا
وَمُـدّاَ لَهُـمْ فِـي السـَّوْمِ حَتَّـى تَمَكَّنَا
وَلَا تَســْتَلِجَّا صــَفْقَ بَيْــعٍ فَتُلْزَمَــا
فَــإِنْ أَنْتُمَـا اطْمَأَنَنْتُمَـا وَأَمِنْتُمَـا
وَأَخْلَيْتُمَــا مَــا شــِئْتُمَا فَتَكَلَّمَــا
وَقُــولَا لَهَــا مَــا تَـأْمُرِينَ بِصـَاحِبٍ
لَنَـا قَـدْ تَرَكْـتِ الْقَلْـبَ مِنْـهُ مُتَيَّمَا
أَبِينِــي لَنَــا إِنَّـا رَحَلْنَـا مَطِيَّنَـا
إِلَيْـــكِ وَمَــا نَرْجُــوكِ إِلَّا تَوَهُّمَــا
فَجَــاءَا وَلَمَّــا يَقْضــِيَا لِـيَ حَاجَـةً
إِلَيْهَـا وَلَمَّـا يُبْرِمَـا الْأَمْـرَ مُبْرَمَـا
فَمَــا لَهُمَــا مِــنْ مُرْسـَلَيْنِ لِحَاجَـةٍ
أَســَافَا مِـنَ الْمَـالِ التِّلَادِ وَأَعْـدَمَا
أَلَــمْ تَعْلَمَــا أَنَّـي مُصـَابٌ فَتَـذْكُرَا
بَلَائِي إِذَا مَــا جُــرْفُ قَــوْمٍ تَهَـدَّمَا
أَلَا هَــلْ صــَدَى أُمِّ الْوَلِيــدِ مُكَلِّــمٌ
صـَدَايَ إِذَا مَـا كُنْـتُ رَمْسـاً وَأَعْظُمَـا
وَزَائِرَتِــي إِنْ فَــرَّقَ الـدَّهْرُ بَيْنَنَـا
لِأَدْفَـــعَ إِنْ تُـــرْبٌ عَلَـــيَّ تَهَــدَّمَا
ظَعَــائِنُ جُمْــلٍ قَــدْ ســَلَكْنَ شـَقِيقَةً
وَأَيْمَـنَّ عَنْهَـا بَعْـدَمَا شـِمْنَ مُرْدِمَـا
إِذَا احْتَمَلَـتْ مِـنْ رَمْلِ يَبْرِينَ بِالضُّحَى
فَـذَاكَ احْتَمَـالٌ خَـامَرَ الْقَلْـبَ أَسْهُمَا
وَلَمَّــا تَشـَارَقْنَ الْحُـدُوجَ هَـوَى لَهَـا
مِـنَ الصـَّيْفِ حَـرٌّ يَتْـرُكُ الْوَجْهَ أَسْحَمَا
تَنَبَّــذْنَ مِـنْ وَعْـثِ الْكَثَـائِبِ بَعْـدَمَا
شــَرَعْنَ بِأَيْــدٍ أَدْمُهَــا كُـلُّ آدَمَـا
تَنَــازَعْنَ سـَيْراً يَـوْمَ وَلَّـتْ جِمَالُهَـا
تَســِيبُ نِزَاعــاً لَا يُغَـالَبُ أَقْـدَامَا
فَــوَرَّكْنَ مَــاءً مُســْدِماً بَعْـدَ سـَبْعَةٍ
فَــأَبْرَمْنَ إِبْرَامـاً عَلَـى أَنْ تَلَوَّمَـا
وَأَســْمَاءُ مَـا أَسـْمَاءُ لَيْلَـةَ أَدْلَجَـتْ
إِلَـــيَّ وَأَصــْحَابِي بِــأَيَّ وَأَيْنَمَــا
عَلَــى مُصــْلَخِمٍّ مَــا يَكَــادُ جَسـِيمُهُ
يَمُــدُّ بِعِطْفَيْــهِ الْوَضـِينَ الْمُسـَمَّمَا
عَلَـى كُـلِّ نَـابِي الْمَحْزِمَيْـنِ تَـرَى لَهُ
شَرَاسـِيفَ تَغْتَـالُ الْوَضـِينَ المُسـَمَّمَا
وَفِيهَـا عَبَـنُّ الْخَلْـقِ مُخْتَلِـفُ الشـَّبَا
يَقُـولُ الْمُمَـارِي طَالَمَـا كَانَ مُقْرَمَا
عَهِــدتُكَ مَــا تَصــْبُو وَفِيـكَ شـَبِيبَةٌ
فَمَـا لَـكَ بَعْـدَ الشـَّيْبِ صـَبّاً مُتَيَّمَا
حُمَيدُ بنُ ثَوْرٍ، مِنْ بَنِي هِلالِ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، صَحابِيٌّ جَلِيلٌ وَشاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، كانَ كُلُّ مَنْ هاجاهُ غَلَبَهُ، عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ غزوةَ حُنِينٍ مَعَ المُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مِنْ عُورانِ قَيْسٍ وَهُمْ: حُمَيدٌ وَابنُ مُقْبِلٍ وَالشَّمّاخُ وَابْنُ أَحْمَرَ وَالرّاعِي النُّمَيْرِيّ، وَاخْتُلِفَ فِي زَمَنِ وَفاتِهِ فَقِيلَ فِي خِلافَةِ عُثْمانَ وَقِيلَ أَدْرَكَ بَعْضَ الخُلَفاءِ الأُمَوِيِّينَ.