
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَفَهاً عَـذَلْتِ وَقُلْـتِ غَيْـرَ مُلِيـمٍ
وَبُكــاكِ قِـدْماً غَيـرُ جِـدِّ حَكِيـمِ
أُمَّ الْوَلِيــدِ وَمَـنْ تَكُـوني هَمَّـهُ
يُصــْبِحْ وَلَيْــسَ لِشــَأْنِهِ بِحَلِيـمِ
آتـي السـَّدادَ فَإِنْ كَرِهْتِ جَنابَنا
فَتَنَقَّلِــي فــي عــامِرٍ وَتَمِيــمِ
لا تَـــأْمُرِيني أَنْ أُلامَ فَـــإِنَّني
آبَــى وَأَكْــرَهُ أَمْـرَ كُـلِّ مُلِيـمِ
أَوَلَـمْ تَـرَيْ أَنَّ الْحَـوادِثَ أَهْلَكَتْ
إِرَمــاً وَرامَــتْ حِمْيَـراً بِعَظِيـمِ
لَـوْ كـانَ حَـيٌّ في الْحَياةِ مُخَلَّداً
فـي الـدَّهْرِ أَلْفـاهُ أَبُـو يَكْسُومِ
وَالحارِثـــانِ كِلاهُمــا وَمُحَــرِّقٌ
وَالتُبَّعــانِ وَفــارِسُ الْيَحْمُــومِ
وَالصَّعْبُ ذو الْقَرْنَينِ أَصْبَحَ ثاوِياً
بِـالحِنْوِ فـي جَـدَثٍ أُمَيْـمَ مُقِيـمِ
وَنَزَعْــنَ مِـنْ داودَ أَحْسـَنَ صـُنْعِهِ
وَلَقَــدْ يَكُــونُ بِقُــوَّةٍ وَنَعِيــمِ
صــَنَعَ الْحَديـدَ لِحِفْظِـهِ أَسـْرادَهُ
لِيَنـالَ طُـولَ الْعَيْـشِ غَيْـرَ مَرُومِ
فَكَأَنَّمـــا صـــادَفْنَهُ بِمُضــِيعَةٍ
ســَلَماً لَهُــنَّ بِــواجِبٍ مَعْــزُومِ
فَـدَعِي الْمَلامَـةَ وَيْـبَ غَيْـرِكِ إِنَّهُ
لَيْـسَ النَّـوالُ بِلَـوْمِ كُـلِّ كَريـمِ
وَلَقَـدْ بَلَوْتُـكِ وَابْتَلَيْـتِ خَلِيقَتي
وَلَقَــدْ كَفــاكِ مُعَلِّمـي تَعْلِيمـي
وَعَظِيمَـــةٍ دافَعْتُهــا فَتَحَــوَّلَتْ
عَنّــي فَلَـمْ أَدْنَـسْ وَصـَحَّ أَدِيمـي
فـي يَـوْمِ هَيْجـا فَاصْطَلَيْتُ بِحَرِّها
أَو فــي غَــداةِ تَحـافُظٍ وَخُصـُومِ
وَمُبَلِّــغٍ يَــوْمَ الصــُّراخِ مُنَـدِّدٍ
بِعِنــانِ دامِيَـةِ الْفُـرُوجِ كَليـمِ
فَرَّجْــتُ كُرْبَتَــهُ بِضــَرْبَةِ فَيْصـَلٍ
أَو ذاتِ فَـــرْغٍ بِالــدِّماءِ رَذُومِ
أَو عــازِبٍ جـادَتْ عَلَـى أَرْواقِـهِ
خَلْقــاءُ عامِلَــةٌ وَرَكْــضُ نُجُـومِ
مَـرَتِ الْجَنُـوبُ لَهُ الْغَمامَ بِوابِلٍ
وَمُجَلْجِــلٍ قَــرِدِ الرَّبـابِ مُـدِيمِ
حَتَّــى تَزَيَّنَــتِ الْجِـواءُ بِفـاخِرٍ
قَصــِفٍ كَــأَلْوانِ الرِّحـالِ عَميـمِ
هَمَــلٌ عَشــائِرُهُ عَلَــى أَوْلادِهـا
مِـــنْ راشــِحٍ مُتَقَــوِّبٍ وَفَطِيــمِ
أُدْمٌ مُوَشـــَّمَةٌ وَجُـــونٌ خِلْفَـــةً
وَمَـتى تَشـَأْ تَسـْمَعْ عِـرارَ ظَلِيـمِ
بِكَــثيبِ رابِيَــةٍ قَلِيــلٍ وَطْـؤُهُ
يَعْتــادُ بَيْــتَ مُوَضــَّعٍ مَرْكُــومِ
وَيَظَــلُّ مُرْتَقِبــاً يُقَلِّــبُ طَرْفَـهُ
كَعَريــشِ أَهْـلِ الثَّلَّـةِ الْمَهْـدُومِ
بـاكَرْتُ فـي غَلَـسِ الظَّلامِ بِصـُنْتُعٍ
طِــرْفٍ كَعالِيَــةِ الْقَنـاةِ سـَلِيمِ
وَلَقَــدْ قَطَعْــتُ وَصـِيلَةً مَجْـرُودَةً
يَبْكِـي الصـَّدى فِيها لِشَجْوِ الْبُومِ
بِخَطِيـرَةٍ تُـوفِي الْجَـديلَ سـَرِيحَةٍ
مِثْــلِ الْمَشــُوفِ هَنَـأْتَهُ بِعَصـِيمِ
أُجُــدِ الْمَرافِــقِ حُـرَّةٍ عَيْرانَـةٍ
حَـرَجٍ كَجَفْـنِ السـَّيْفِ غَيْـرِ سـَؤومِ
تَعْــدُو إِذا قَلِقَـتْ عَلَـى مُتَنَصـِّبٍ
كَالســَّحْلِ فــي عادِيَّــةٍ دَيْمُـومِ
سـَبْطٍ كَأَعْناقِ الظِّباءِ إِذا انْتَحَتْ
يَنْســَلُّ بَيْــنَ مَخــارِمٍ وَصــَريمِ
يَهْــوِي إِلـى قَصـَبٍ كَـأَنَّ جِمـامَهُ
ســَمَلاتُ بَــوْلٍ أُغْلِيَــتْ لِســَقيمِ
وَجْنـاءُ تُرْقِـلُ بَعْـدَ طُولِ هِبابِها
إِرْقــالَ جَــأْبٍ مُعْلَــمٍ بِكُــدُومِ
جَــوْنٍ تَرَبَّــعَ فـي خَلَـى وَسـْمِيَّهِ
رَشـَفَ المَناهِـلَ لَيْـسَ بِـالْمَظْلُومِ
وَيَظَــلُّ مُرْتَقِبــاً يُقَلِّــبُ طَرْفَـهُ
كَعَرِيــشِ أَهْـلِ الثُّلَّـةِ الْمَهْـدُومِ
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مالِكِ بْنِ جَعْفَرَ بْنِ كِلابٍ، مِنْ قَبِيلَةِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، مِنْ شُعَراءِ الجاهِلِيَّةِ وَفُرْسانِهِمْ وَأَشْرافِهِمْ، وَكانَ كَرِيماً نَذَرَ أَلّا تَهُبَّ الصَّبا حَتَّى أَطْعَمَ وَنَحَرَ، أَدْرَكَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ، وَتَرَكَ قَوْلَ الشِّعْرِ بَعْدَ إِسْلامِهِ إِلّا بَيْتاً واحِداً، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ وَأَحَدِ المُعَمِّرِينَ عاشَ مِئَةً وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، سَكَنُ الكُوفَةَ بَعْدَ إِسْلامِهِ وَتُوُفِّيَ فِيها حَوالَيْ سَنَةِ 41 هـ المُوافِقَةِ لِسَنَةِ 661م.