
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا لاحَ بَــرْقٌ بالعُـذَيْبِ وحَـاجِرِ
إلا انْثَنَــى يُثنِـي بِكُـلِّ مَفَـاخِرِ
أو فَـاحَ رَنْـدٌ فـي مَعَاهِـدِ طَيْبَـةٍ
إلاَّ ألــمَّ بِطِيــبِ مَــدْحٍ عَــاطِرِ
للـــهِ نُعْمَـــانُ الأراكِ بنَفْحِــهِ
مـن نُـورِ أُنْـسٍ بالتَّهـانِي زاهِرِ
فرحـا بمـا أبـداه نـاظم شـمله
بريـاض جلـق ذي الجمال الباهر
وَالِــي ولايَـةِ شـَامِنَا بِـلْ جـوْهَرٌ
فَـــرْدٌ لكُــلِّ فضــيلَةٍ ومــآثِرِ
طُبِعَـتْ مَحَامِـدُهُ بِقَلْـبِ ذَوِي النُّهَى
فَمـدِيحُهُمْ مـن تُرْجُمَـانِ الخَـاطِرِ
فـالبَرقُ فـي وَادي النَّقا لِسُلوكِهِ
نَظَمــتْ ثنـاءً كالصـَّبَاحِ السـَّافِرِ
قـدْ أصـْبَحَ القُطْرُ الحِجَازي مَرْبَعاً
يَحْلُــو ســُرَاهُ لِقَـادمٍ ومُسـَافِرِ
وسـَرَتْ إلـى الخَـطِّ الحِجَـازِي هِمَّةٌ
مِـن عَزْمِـهِ فَغَـدا بِهَـا كالطَّائِرِ
وتَرَنُّمــاً قَـالَتْ لنَـا أمُّ القُـرَى
وَصـْلي بـأرضِ الشـَّامِ سِرُّ ضَمَائِري
فِعْــلٌ بِـهِ أرْضـَى النَّـبيَّ مُحَمَّـداً
والبَيْـتُ لا يَخْلـو إذنْ مـن زائِرِ
للــهِ أربعــةٌ مِـنَ الأعْـوامِ قَـدْ
أرْبَتْ على البَدْرِ المُنيرِ الزَّاهِرِ
ولَنَــا بِخَامِســِهَا وتَـاليهِ ومَـا
مِــنْ بَعْــدهِ عِــزٌّ بجُـودٍ غَـامِرِ
وَلَـهُ الصـَّنَائِعُ فـاخَرَتْ بِسـَنَائِها
زُهْـرَ النُّجـومِ بكـلِّ شـهْمٍ مَـاهِرِ
كَـمْ مِـنْ مُعافىً أبدَعَتْ دَارُ الشِّفَا
مِـن كُـلِّ مَـن نَال الشِّفا للشَّاكِرِ
وغَـدَا بهـا أهْلُ البَوَادي في حُلى
تهـــذيبِ حَلاّقٍ يَـــرُوقُ لنَــاظِرِ
وبِهَـا المَكَاتِبُ أحْرَزَتْ قَصَبَ العُلا
فتنــوَّعَتْ طَرَبــاً بِحُسـنِ مَظَـاهِرِ
كـمْ مِـنْ مِـآثِرَ فـي دِمَشْقَ صَباحُها
قَـدْ قَـالَ سَوفَ تَرَوْنَ حُسْنَ نظائِرِي
آثــارُ عــامرةٍ ومَغْنَــى صــَلْخَدٍ
تَاريخُهــا حُلْـوُ الجَنَـى لِمُسـامِرِ
أيَّــامُهُ كَيْــدُ الحَســُودِ وعَـدْلُهُ
أَحيَــا الزَّمــانَ بِـأَوَّلٍ وبِـآخِرِ
فـي ظِـلِّ رُوحِ الدَّهْرِ سُلطَانِ المَلا
لا زِلْــتَ نَاظِمَنَــا بِعَــدْلٍ ظـاهِرِ
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).