
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا سَائِلَ الرَّسْمِ إنَّ الرَّكب قدْ رحَلا
وغَــادَرُوكَ وحِيــداً ترْقُــبُ الأمَلا
سَارَ السَّفينُ بِهم في البَحْرِ وأسَفِي
فَصـَار وجـدُكَ فـي الأحْشـَاءِ مُشْتَعِلا
فَجَــابَ دمَّـر مـع لبنـانَ مُسـتبقاً
ريـحَ الشَّمالِ وجابَ السَّهلَ والجَبلا
يَعلُـو الـدُّخانُ علـى هَاماتِهِ ولَهُ
مـنَ الزَّفيـرِ صـراخٌ بالـدُّخانِ عَلا
فَجَـاءَ بَيْـرُوتَ يُتْحِفُهـا سـَنا قَمَـرٍ
مـنْ جَنَّـةٍ عنْـهُ رضـْوانٌ لقَـدْ غَفَلا
فَغَـارَ مِنْـهُ سـَفينُ البَحْرِ فاختَطفَتْ
أيْـديهِ بـدْراً بأنْوَاعِ البَها كمُلا
وأزْبَـدَ البَحْـرُ والأمْـواجُ قَدْ رَقَصتْ
وصــَاحَ وابُــورُهُ أهْلاً بِمَـنْ نَـزَلا
حــثَّ المَسـيرَ وقلبِـي بعْـدَهُ فَـرِقٌ
كــأنَّ سـُوريَّةَ عنْهَـا الضـِّيَا رحَلا
وقَــامَ عــذَّالُنَا بالإفْــكِ تَقْصـِدُهُ
كَيْمَـا يَـرَوْا حُبَّـهُ والوَجْدَ مُرتَحِلا
لـم أدرِ حـالَتَهُ مـنْ بَعْدِما اتّخَدَتْ
أيْـدِي الفِراقِ لنا غبَّ النَّوى سُبُلا
مـنْ بَعْدِ بعدِكَ صَارَ الشِّعرُ لي نَسَباً
وكُنْـتُ قَبْلاً تَرَكْـتُ الشـِّعْرُ والغَزَلا
يـا بَحْـرُ ويحَـكَ هـلْ أزْعَجْتَ خَاطِرَهُ
أم الحَنَـانُ بَـدَا والرِّفْق قَدْ حَصَلا
وهـلْ بَخِلـتْ بِـهِ عـنْ نَيْـلِ بُغْيَتِـهِ
أمْ هَلْ لِدَارِ المَعَالي والهَنَا وصَلا
فــاللهُ يَحْرُســُهُ دَوْمــاً ويَكلـؤُهُ
بـالحِفْظِ ما قارئٌ آي الكتابِ تلا
عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بدران.فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، له شعر. ولد في (دومة) بقرب دمشق، وعاش وتوفي في دمشق. كان سلفي العقيدة، فيه نزعة فلسفية، حسن المحاضرة، كارهاً للمظاهر، قانعاً بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، يصبغ لحيته بالحناء، وربما ظهر أثر الصبغ على أطراف عمامته. ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة. ولي إفتاء الحنابلة. وانصرف مدة إلى البحث عما بقي من الآثار، في مباني دمشق القديمة، فكان أحياناً يستعير سلّماً خشبياً، وينقله بيديه ليقرأ كتابة على جدار أو اسماً فوق باب. وزار المغرب، فنظم قصيدة همزية يفضل بها مناظر المشرق:من قال إن الغرب أحسن منظراً فلقد رآه بمقلة عمياءله تصانيف، منها (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ابن حنبل - ط)، و(شرح روضة الناظر لابن قدامة - ط) في الأصول، جزآن، و(تهذيب تاريخ ابن عساكر - ط) سبعة أجزاء من 13 جزءاً، و(ذيل طبقات الحنابلة لابن الجوزي - خ) لم يكمله، و(موارد الأفهام من سلسبيل عمدة الأحكام - خ) مجلدان، في الحديث، و(الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية - خ) تاريخ، و(منادمة الأطلال ومسامرة الخيال - خ) في معاهد الشام الدينية القديمة، طبع منه كراسان، و(ديوان خطب - خ)، و(الكواكب الدرية - ط) رسالة في عبد الرحمن اليوسف والأسرة الزركلية، و(تسلية الكئيب عن ذكرى حبيب - خ) ديوان شعره، و(سبيل الرشاد إلى حقيقة الوعظ والإرشاد) جزآن، و(فتاوى على أسئلة من الكويت)، و(إيضاح المعالم من شرح ابن الناظم) على الألفية ثلاثة أجزاء، وغير ذلك. وله (رسالة - خ) تهكمية، شرح بها أبياتاً من هزل ابن سودون البشبغاوي، فحولها إلى أغراض صوفية على لسان (القوم).