
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شــَمسٌ تَفيــضُ عَلــى أَرضٍ تُباهيهـا
جَـداوِلاً مِـن عُيـونِ النـورِ تُرويهـا
يــا حَبَّــذا شــَمسُ آذارٍ وَبَهجَتِهـا
وَطــولُ أَنفاســِها وَالحُـبُّ يوهيهـا
تَـرِفُ أَنوارُهـا فَـوقَ الحُقـولِ كَمـا
رَفَّــت عَلـى جَبهَـةِ أَحلـى أَمانيهـا
كَأَنَّهــا النـورُ موسـيقى لَهـا أُذنُ
بَيــنَ القُلــوبِ تُغَنّيهـا فَتُضـحيها
هُــوَ الرَبيــعُ إِذا هَبَــت شـَمائِلُه
هَــزَّ البَســيطَةَ دانيهـا وَقاصـيها
فَصــلٌ جَميــلٌ مِـنَ الجِنـاتِ مَشـرِقَةٌ
تُبـدي الطَبيعَـةَ فيـهِ كُـلَّ ما فيها
كَــأَنَّ أَيّــامَهُ وَالســِحرُ يُطلِقُهــا
أَحلامُ حَســناءَ طـافَت فـي لَياليهـا
كَأَنَّمـا النـورُ فَـوقَ العُشبِ مَسرَحُها
وَالزَهـرُ أَسـرابُها رَفَّـت عَلـى فيها
زارَ الحُقــولَ وَأَحيــا كُـلَّ نامِيَـةٍ
فَتــاهَتِ الأَرضُ فـي أَبهـى غَواليهـا
وَصـَبَّ فـي الزَهـرِ أَعطاراً تَفوحُ بِها
وَلَقَّــنَ الطَيــرَ أَنغامــاً يُغَنّيهـا
فَــالجَوُّ بَحـرٌ مِـنَ الأَلحـانِ مُصـطَفِقٌ
غَشـّى الحَـدائِقَ حَتّـى كـادَ يُطميهـا
وَالريــحُ هامِســَةٌ تَســري مولَهَــةً
تَشـكو هَـوىً ظَـلَّ طولَ الفَصلِ يُضنيها
كَأَنَّهـا فـي ثَنايـا النـورِ خافِتَـةً
شـَكوى مُحِـبٍّ يَكـادُ الشـَوقُ يُفنيهـا
وَتَحســَبُ الزَهــرَ وَالأَنـداءَ تُضـحِكُهُ
مُـــداهِناً ســـَطَعَت فيــهِ لِآليهــا
تَسـبيكَ حُسـناً فَـإِن أَهـويتَ تَقطِفَها
مَـدَّت لَهـا الشـَمسُ أَيديها لِتُخفيها
وَالبُرتُقـــالُ نَـــواقيسٌ مُذهَبَـــةٌ
النَحــلُ يَنقِسـُها وَالريـحُ تَحكيهـا
تُجيــبُ شــَدوَ غَــديرٍ مــاءُهُ سـَلِسٌ
يَجـري عَلـى لُؤلُـؤِ الحَصباءِ يُبريها
فــي رَوضـَةٍ صـَدَحَت أَطيارُهـا وَضـَحَت
أَزهارُهــا حيـنَ جادَتهـا غَواديهـا
تـوحي إِلى العَينِ مِن أَنوارِها صُوَراً
شـَتّى المَنـاظِرِ فَـوقَ الأَرضِ توحيهـا
طَبِعــنَ فيهـا فَلَـو أَرسـَت أَشـِعَّتَها
عَلــى خَلاءِ أَرتِهــا فِتنَــةً فيهــا
فَقُم بِنا نَجتَلي نورَ الرَبيعِ عَلى ال
ســُنبَلاوينِ وَنَلهــو فــي ضـَواحيها
وَنُرسـِلُ الـروحَ تَسـمو نَحـوَ فاتِنَها
خَلصــانَة خَلَعَــت عَنهــا أَمانيهـا
فَطالَمــا عَــذَّبَتها مِــن تَــدُلُّلِها
وَطالَمــا أَرهَقَتهــا مِــن تَجَنيهـا
وَتِلـكَ لَـو كُنـتَ تَـدري خَيـرَ مَرحَلَةٍ
لِلأُنجُــمِ الزُهـرِ تَهـدينا بِزاهيهـا
محمد بن عثمان الهمشري.متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة ، ولد برأس البر (مصر)، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب). وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.