
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذَرينــي فَضــَرباً بِالمَهَنَّــدَةِ البُـترِ
وَلا لَـومَ مِثلـي يـا أُمَيـمُ عَلـى وَتـرِ
فَقَـد كُنـتُ آبـى الضـَيمَ إِذ لَيسَ ناصرٌ
سـِوى عَزمَـتي وَالعيـسِ وَالمَهمَهِ القَفرِ
فَكَيــفَ أُقِــرُّ اليَـومَ ضـَيماً وَناصـِري
عَديـدُ الحَصـى مـا بَينَ بُصرى إِلى مِصرِ
إِذا مـا دَعَـوتُ اِبنَـي نِـزارٍ أَجـابَني
كَتـائِبُ أَنكـى في العِدى من يَدِ الدَهرِ
تَـداعى إِلـى صـَوتِ المُنـادي تَـداعياً
كَـدَفّاعِ مَـوجٍ جـاءَ فـي المَـدِّ لِلجَـزرِ
عَلــى كُــلِّ ذَيّــالٍ وَجَــرداءَ شــطبَةٍ
تَجيــء كَسـَيلٍ يَلطِـمُ الطَلـحَ بِالسـِدرِ
نِتـــاجُ عُمَيـــرٍ وَالضــُّبَيبِ وَكامِــلٍ
وَذاتِ نُســـوعٍ وَالنَعامَـــةِ وَالخَطــرِ
ســَوابِحُ لا تَغــدو الرِيــاحُ غُــدُوَّها
لِطَعـنٍ وَلا تَسـري النُجـومُ كَمـا تَسـري
وَرِثــنَ عَــنِ الشــَيخَينِ بَكـرٍ وَتَغلِـبٍ
وَعَـن عَبـدِ قَيـسٍ ذي العُلى وَعَن النمرِ
وَقَيــسٍ أَبــي الشـُمِّ الطِـوالِ وَبَعـدَهُ
تَميــمٍ وَأَكــرِم والِـداً بِـأَبي عَمـرِو
وَعَـــن ســَيِّدَي آبــاءِ كُــلِّ قَبيلَــةٍ
وَأَشـــرَفِها نَســلاً خُزَيمَــةَ وَالنَضــرِ
وَمــا الخَيــلُ إِلّا نِحلَـةٌ مِـن إِلَهنـا
لَنــا لا لِزَيـدٍ مِـن سـِوانا وَلا عَمـرِو
لَنــا أُخرِجَــت إِذ أُخرِجَــت لا لِغـافِقٍ
وَلا بـــارِقٍ أَو لا مُـــرادٍ وَلا قَســـرِ
وَطِئنــا بِهـا جَمـعَ العَمـاليقِ وَطـأَةً
أَرَتهـا نُجـومَ القَـذفِ تَجري مَعَ الظُهرِ
وَلَــولا تَلاقينــا بِهــا حَــيّ جُرهُــمٍ
لآبَـــت بِأَيـــدٍ لا تَشـــُقُّ وَلا تَفــري
بِنَفســي وَمـا لـي مِـن نِـزارٍ عِصـابَةً
حِســـانُ وُجـــوهٍ طَيِّبُــو عُقَــدِ الأُزرِ
جَلَــوا بِصـِفاحِ الـبيضِ هَمّـي وَبَـرَّدُوا
حَــرارَةَ غَيظــي بِالمُثقَّفَــةِ الســُمرِ
لَيـاليَ قـادُوا الخَيـلَ قَـوداً أَصارَها
وَمـا الخَـواطي كَاليَعاسـيبِ في الضُمرِ
بِــرَأيٍ ســَديدِ الــرَأيِ أَلـوى مُعَـوَّد
بِجَـرِّ الخَميـسِ الضـَخمِ وَالعَسكَرِ المَجرِ
هُمـــامٌ تَعَــدّى الأَربَعيــنَ فَجازَهــا
بِعَشــرِ ســِنينٍ أَو قَريـبٍ مِـن العَشـرِ
فَأَصــبَحَ لا شــَيخاً يُخــافُ اِنبِهــارُهُ
وَلا حَــدَثاً تِلعابَــةً غــائِبَ الفِكــرِ
أَخــو عَزمَــةٍ كَالنــارِ وَقـداً وَهِمَّـةٍ
تَـرى النَجـمَ أَدنـى مِن ذِراعٍ وَمِن شِبرِ
بَــدَت فــي مُحيّــاهُ أَمــاراتُ مَجـدِهِ
صـَبيّاً وَيَبـدو العِتـقُ في صَفحَةِ المُهرِ
ســـَما لِلعُلــى طِفلاً وَبَــرَّزَ يافِعــاً
وَســُمّي وَلَمّــا يَثَّغِــر أَوحَـدَ العَصـرِ
وَلَــفَّ الســَرايا بِالسـَرايا وَقادَهـا
لِعَشــرٍ وَرَدَّ الــدُهمَ مِنهُــنَّ كالشـُقرِ
فَلِلّــهِ بَكــرٌ مــا شــَظى حَـدُّ نـابِهِ
وَفــاقَ قُرومــاً بِالشَقاشــِقِ وَالخَطـرِ
جَـرى وَجَـرى الساعونَ شَأواً إِلى العُلى
فَفــاتَ بِــأَدنى خَطـوهِ مُلهَـب الحُضـرِ
سـَليلُ المُلـوكِ الصـِّيدِ وَالسادَةِ الأُلى
بَنَـوا مَجـدَهُم فَـوقَ السِماكينِ وَالنَسرِ
إِلــى ذروَةِ البَيـتِ العُيـونِيِّ يَنتَمـي
وَهَـل يَنتَمـي الـدِينارُ إِلّا إِلى التِبرِ
وَأَخــوالُهُ أَدنـى عُقَيـلٍ إِلـى العُلـى
بُيُوتـاً وَأَقصـاها مِـنَ اللُـؤمِ وَالغَدرِ
ذَوُو المُحكَمـاتِ السُردِ وَالبيضِ وَالقَنا
وَأَهـلُ الجِيـادِ الشـُقرِ وَالنِّعَمِ الحُمرِ
وَإِنَّ عَلِيّـــــاً للَّــــذي بِفَخــــارِهِ
يُطــالُ وَيُســتَعلى عَلـى كُـلِّ ذِي فَخـرِ
أَعَــزُّ الــوَرى جـاراً وَأَوسـَعُها حِمـىً
وَأَشــبَهُها بِـاللَيثِ وَالبَحـرِ وَالبَـدرِ
مَــتى تَـدعُهُ تَـدعُ اِمـرَءاً غَيـرَ زُمَّـلٍ
وَلا وَكِــلٍ فــي النائِبــاتِ وَلا غَمــرِ
وَلا رافِـــعٍ بِــالخَطبِ رَأســاً وَإِنَّــهُ
لَتُرفَـــعُ مِـــن جَــرّائِهِ طُــرَرُ الأُزرِ
لَــهُ هَيبَـةٌ مِلـءُ الصـُدورِ فَلـو رَنـا
إِلـى المَـوتِ مُـزوَرّاً لَمـاتَ مِنَ الذُعرِ
وَلــو قــالَ لِلأَفلاكِ فـي سـَيرِها قِفـي
لَبــاتَت رُكــوداً لا تَــدورُ وَلا تَجـري
فَـتىً لَـو لِلَيـثِ الغـابِ بَـأسٌ كَبَأسـِهِ
لَأَغنــاهُ عَــن نـابٍ حَديـدٍ وَعَـن ظُفـرِ
وَلَــو أَنَّ لِلعَضــبِ اليَمــانيِّ جَـوهَراً
كَعَزمَتِــهِ لَـم يَنـبُ عَـن قُلَـلِ الصـَخرِ
وَلَـــو أَنَّ لِلأَنــواءِ جُــوداً كَجُــودِهِ
لَمـا اِنتقَـلَ الإِرباعُ يَوماً إِلى العِشرِ
عَلا في النَّدى أَوساً وَفي الزُهدِ وَالتُقى
أُوَيسـاً وَفـي الحِلمِ اِبنَ قَيسٍ أَبا بَحرِ
وَأَبغَـــضُ شـــَيءٍ عِنـــدَهُ لا وَإِنَّـــهُ
لِيَهـوى نَعـم لَـو أَنَّ فيها ثَوى العُمرِ
يَريـــشُ وَيَـــبري عِـــزَّةً وَســـَماحَةً
وَلا خَيــر فيمَــن لا يَريــشُ وَلا يَـبري
أَبـى غَيـرَ عِـزَّ النَفسِ وَالعَدلِ وَالتُقى
وَرَأبِ الثَـأى وَالحِلـمِ وَالنائِلِ الغَمرِ
وَلَمّــا تَــولّى المُلــكَ بـاءَ مُشـَمِّراً
بِأَعبــائِهِ مِــن غَيــرِ لَهـثٍ وَلا بُهـرِ
وَعَــفَّ فَلــم يَمـدُد إِلـى مُسـلِمٍ يَـداً
بِســُوءٍ وَلا بــاتَت لَــهُ عَقـرَبٌ تَسـري
وَلا بــاتَ جُنـحَ اللَيـلِ يَشـكُوهُ شـابِحٌ
إِلــى اللَّــهِ مَقتـورٌ عَليـهِ وَلا مُـثرِ
فَيــا أَيُّهــا السـاعي لِيُـدرِكَ مَجـدَهُ
رُوَيـدَكَ فَـاِنظُر مَـن عَلـى إِثـرِهِ تَجري
فَلَيـــسَ بِعـــارٍ أَن شـــَآكَ مُطَهَّـــمٌ
أَغَـــرُّ جَمـــوحٌ لا يُنَهنَــهُ بِــالزَجرِ
فَمـا ضـاقَ عَنـهُ الوُسـعُ غَيـرُ مُطـالِبٍ
بِـهِ المَـرءُ فـي أَكنـافِ بَـرٍّ وَلا بَحـرِ
فَـدَع عَنـكَ مـا أَعيَـا المُلـوكَ طِلابُـهُ
وَقِـف عَنـهُ وَاِطلُـب مـا تُطيقُ مِن الأَمرِ
وَخَـــلِّ أَثيـــراتِ المَعــالي لِســَيِّدٍ
هُمــامٍ كَنَصــلِ الهُنـدُوانِيِّ ذي الأَثـرِ
فَلا مَلِـــكٌ إِلّا عَلِـــيُّ بـــنُ ماجِـــدٍ
جَميــلُ المُحَيّــا وَالإِنابَــةِ وَالـذِكرِ
إِلَيــكَ أَبــا المَنصـورِ عَقـدُ جَـواهِرٍ
قَلَمَّســـُها صــَدري وَغَوّاصــُها فِكــري
نَفِســتُ بِهــا عَمَّــن ســِواكَ وَسـُقتُها
إِلَيــكَ لِعِلمــي أَنَّهـا أَنفَـسُ الـذُخرِ
وَعَـــدَّيتُها عَـــن رِقِّ لُـــؤمٍ مُــوَكَّرٍ
قَليــلِ اِكتِــراثٍ بِالمَحامِــدِ وَالأَجـرِ
يَــروحُ وَيَغــدُو مِثـلَ غَيـمٍ تَـرى لَـهُ
صـــَواعِقَ يَحرقـــنَ البِلادَ بِلا قَطـــرِ
تَصــَدَّرَ مِــن شــُؤمِ الزَمــانِ وَإِنَّــهُ
لَأَخفـى مِـن البُعصـوصِ فـي نَقرَةِ الظَهرِ
فَصــارَ مَــعَ الجُهّــالِ صــَدراً وَإِنَّـهُ
لَمِـن خُبُـثِ الأَعجـازِ عِنـدَ ذَوي الخُـبرِ
مَضـــى زَمَـــنٌ وَالهُرطُمــانُ طَعــامُهُ
وَبيّـوتُ مـا يَبتـاعُ بِـالطِّينِ وِالسـِّدرِ
تُشــَرَّفُ نَعلــي عَــن قيــامٍ بِبــابِهِ
وَتُكــرَمُ عَــن مَشـيٍ بِسـاحاتِهِ الغُـبرِ
وَلَــولاكَ بِالأَحســاءِ لَـم تُحـدَ نَحوهـا
قَلوصـِي وَلَـم يَصـهل بِجَرعائِهـا مُهـري
فَمـا أَنـا مِمَّـن يَجهَـلُ النـاسُ فَضـلَهُ
فَيَرضــى بِحَــظٍّ واشــِلٍ بِـالعُلى مُـزرِ
وَإِنّـــي لَصــَوّانٌ لِمَــدحي وَإِن نَبــا
بِـيَ الـدَهرُ وَاِجتـاحَت نَـوائِبُهُ وَفـرِي
وَلَكِنَّــكَ المَلــكُ الَّــذي مِـن سـَمائِهِ
نُجـومي الَّـتي تُصـمي وَمِـن شَمسِهِ بَدري
وَمِــن لَحمِــهِ لَحمـي وَمِـن دَمِـهِ دَمـي
وَمِـن عَظمِـهِ عَظمـي وَمِـن شـَعرِهِ شـَعري
وَآبـــاؤُكَ الغُــرُّ الكِــرامُ أُبُــوَّتي
وَبَحــرُكَ مِــن تَيّــارِ آذِيِّــهِ بَحــري
فَــداكَ مِــنَ الأَســواءِ كُــلُّ مُعَلهَــجٍ
مِـنَ القَـومِ لَـم يَعبَـأ بِعُـرفٍ وَلا نُكرِ
وَجُـزتَ المَـدى فـي خَفـضِ عَيـشٍ وَدَولَـةٍ
مُؤَيَّـــدَةٍ بِــالأَمنِ وَالأَمــرِ وَالنَصــرِ
تَحــوطُ نِــزاراً حَيــثُ كـانَت وَلا خَلا
جَنابُــكَ مِــن شـُكرٍ وَبابُـكَ مِـن ذِكـرِ
وَعـاشَ اِمـرُؤٌ نـاواكَ مـا عـاشَ خائِفاً
يَــروحُ وَيَغــدو بِالمَذَلَّــةِ وَالصــُغرِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.