
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــِداقُ المَعــالي مَشـرفِيٌّ وَذابِـلُ
وَســـابِغَةٌ زَغــفٌ وَأَجــرَدُ صــاهِلُ
وَطَعـنٌ إِذا الغُـزُّ المَساعيرُ أَقبَلَت
تَخُــبُّ مَــذاكيها بِهــا وَتُناقِــلُ
وَضـَربٌ إِذا ما الصِيدُ هابَت وَأَحجَمَت
وَفَـرَّ مِـنَ الفرسـانِ مَـن لا يُنـازِلُ
وَنَـصّ القِلاص القُـودِ تَخـدي كَأَنَّهـا
نَعــامٌ بِـأَعلى قُلَّـةِ الـدَوِّ جافِـلُ
يَجُــوبُ بِـهِ البَيـداءَ كُـلُّ شـَمَردَلٍ
يُسـارِعُ فـي كَسـبِ العُلـى وَيُعاجِـلُ
ســـَواءٌ عَلَيــهِ لَيلُــهُ وَنَهــارُهُ
وَتَهجِيــرُهُ وَقـتَ الضـُحى وَالأَصـائِلُ
فَيـا خـاطِبَ العَليـاءِ لا تَحسـَبَنَّها
حَـديثَ العَـذارى أَنشـَأَتهُ المَغازِلُ
تَنَــحَّ وَدَعهــا هَكَـذا غَيـرَ صـاغِرٍ
لِمَلـكٍ هُمـامٍ مـا اِشتَهَت فَهوَ باذِلُ
أَغَـــرُّ عُيـــونِيٌّ كَـــأَنَّ جَــبينَهُ
صــَفيحَةُ ســَيفٍ أَخلَصـَتهُ الصـَياقِلُ
نَمـاهُ إِلـى العَليـاءِ فَضـلٌ وَعَبدَلٌ
وَأَحمَـدُ وَالقَـرمُ الهِزَبـرُ الحُلاحِـلُ
هُـوَ المَشرَبُ العَذبُ الَّذي طابَ وِردُهُ
إِذا خَبُثَــت لِلشــّارِبينَ المَناهِـلُ
سمامُ العِدى جَمُّ النَدى دافِعُ العِدى
بَعيـدُ المَـدى يَعلُـو بِهِ مَن يُطاوِلُ
بِـهِ اِفتَخَـرَت هِنـبٌ وَطـالَت بِمَجـدِهِ
لُكَيــزٌ وَعَــزَّت عَبــدُ قَيـسٍ وَوائِلُ
لَـهُ ذِروَةُ المَجـدِ المُؤَثَّـلِ وَالعُلى
إِذا اِنشـَعَبَت يَومَ الفَخارِ القَبائِلُ
حَميـدُ السـَجايا مـا تَـروحُ عِداتُهُ
مُســـالمةً هامــاتُهُم وَالمَناصــِلُ
يُحكِّــمُ فــي أَعــدائِهِ حـدَّ سـَيفِهِ
إِذا حُطِّمَـت فـي الدّارِعينَ العَوامِلُ
إِذا مــا رَآهُ نــاظرٌ خــالَ أَنَّـهُ
شـِهابٌ عَلـى جـانٍ مِـنَ الأُفـقِ نازِلُ
يَــرومُ ذَوو الأَغـراضِ إِدراكَ شـَأوِهِ
وَأَيـنَ مِـنَ البَحـرِ الخِضَمِّ الجَداوِلُ
وَهَيهـاتَ نَيـلُ الفَرقَـدينِ وَلَو رَقى
عَلـى مُشـمَخِرّاتِ الـذُرى المُتَنـاوِلُ
هُـوَ البَحـرُ لَكِـن مَـدُّهُ غَيـرُ جازِرٍ
هُـوَ البَـدرُ إِلّا أَنَّـهُ الـدَهرَ كامِلُ
هُـوَ الشـَمسُ في جَوِّ السَماءِ وَنُورُها
عَلـى كُـلِّ مَـن فَـوقَ البَسيطَةِ شامِلُ
هُــوَ المُـزنُ إِلّا أَنَّـهُ فَـوقَ سـابِحٍ
وَفــي كُــلِّ أَرضٍ مِنـهُ سـَحٌّ وَوابِـلُ
هُـوَ اللَيـثُ إِلّا أَنَّ عِرِّيسـَهُ القَنـا
وَصـيداتِهِ الصـّيدُ المُلوكُ العَباهِلُ
هُــوَ النَصـلُ لَكِـن لا يحُـسُّ غِـرارَهُ
بَنــانٌ وَبِالأَيــدي تُحَـسُّ المَناصـِلُ
إِذا صــَبَّحَت رايــاتُهُ دارَ مَعشــَرٍ
عِــدىً كَثُــرَت أَيتامُهـا وَالأَرامِـلُ
وَإِن رُبِطَــت بَيـنَ القِبـابِ جِيـادُهُ
فَهُــنَّ بِأَكبــادِ المُلــوكِ جَـوائِلُ
فَقُـــل لِلعِــدى مَهلاً قَليلاً فَــإِنَّهُ
سـِمامٌ لِمَـن يَبغـي العَـداوَةَ قاتِلُ
كَــأَنَّكُم لَــم تَعرِفُــوا ســَطَواتِهِ
إِذا الحَـربُ فارَت مِن لَظاها مَراجِلُ
سـَلُوا تُخبَـرُوا مِن غَيرِ جَهلٍ لِفِعلِهِ
بَنـي مالِـكٍ فَـالحُرُّ بِـالحَقِّ قـائِلُ
أَلَـم يَجلِـبِ الجُردَ العِتاقَ شَوازِباً
مِنَ الخَطِّ تَتلُوها المَطايا المَراسِلُ
إِلـى أَن أَنـاخَت بِالـدَجانيّ بَعدَما
بَراهـا السـُرى وَالأَيـنُ فَهيَ نَواحِلُ
فَصــَبَّحنَ حَيّــاً لَــم تُصـَبَّح حِلالـهُ
قَـديماً وَلا رامَـت لِقـاهُ الجَحافِـلُ
فَكُــم قَـرمِ قَـومٍ غـادَرَتهُ مُجَـدَّلاً
تَقُــطُّ شـَواهُ الخامِعـاتُ العَواسـِلُ
وَكَـم مـالِ نَحّـامٍ مِنَ القَومِ أَصبَحَت
تُقَســَّمُ غَصــباً جُلُّــهُ وَالعَقــائِلُ
وَكَـم عـاتِقٍ لَـم تَترُكِ الخِدرَ ساعَةً
تُقلِّــبُ كَفَّيهــا لَــهُ وَهـيَ ثاكِـلُ
تَقُـولُ وَدَمـعُ العَيـنِ مِنهـا كَـأَنَّهُ
جُمــانٌ هَــوى مِـن سـِلكِهِ مُتوابِـلُ
حَنانيـكَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ فَلَم تَدَع
لَنــا أَملاً تُلــوى عَلَيـهِ الأَنامِـلُ
وَفــي لِينَــةٍ أَردى شـَغاميمَ طَيِّـئٍ
جِهـاراً وَلَـونُ الجَـوِّ بِالنَقعِ حائِلُ
عَشــِيَّةَ لا يَلــوي عِنــانَ جَــوادِهِ
حِمـىً وَالعَـذارى دَأبُهُـنَّ التَعـاوُلُ
غَـدا مِثـلَ مـا راحَ الظَليـمُ يَحُثُّهُ
عَلـى الجَـريِ لَيـلٌ قَـد أَظَلَّ وَوابِلُ
فَـإِن يَنـجُ مِـن أَسـيافِهِ فَلَقَد نَجا
وَفـي قَلبـهِ خَبـلٌ مِـن الرُعبِ خابِلُ
وَكـانَ لَهُـم بِـالحَزمِ يَـومٌ عَصَبصـَبٌ
وَقَـد حَشـَدَت لِلحَـربِ تِلـكَ القَبائِلُ
عَنيــنٌ وَآلُ الفَضـلِ مِـن آلِ بَرمَـكٍ
وَكُلُّهُـــمُ لِلعِـــزِّ أَنــفٌ وَكاهِــلُ
وَجــاءَت زَبيــدٌ كَــالجَرادِ وَطَيِّـئٌ
وَكُــلٌّ يُمَنّــي نَفســَهُ مـا يُحـاوِلُ
وَكــانُوا يَظُنّــونَ الأَميـرَ بِـدارِهِ
مُقيمـاً وَجـاءَتهُم بِـذاكَ الرَسـائِلُ
فَضـاقَت عَلـى أَحيـاءِ قَيـسٍ رِحابُها
مِـنَ الخَوفِ وَاِنسَدَّت عَلَيها المَناهِلُ
وَجـاءَت إِلَيـهِ الرُسـلُ مُخبِـرَةً لَـهُ
بِمـا قَـد دَهى وَالأَمرُ إِذ ذاكَ هائِلُ
فَسـارَ مِـنَ الأَحساءِ تَطوي بِهِ الفَلا
عِتـاقُ المَـذاكي وَالمَطِـيُّ الذَوامِلُ
فَمَـرَّت بِقَصـرِ العَنبَـرِيِّ وَلَـم يَكُـن
لَهــا بِسـِوى دارِ الأَعـادي تَشـاغُلُ
فَمـا شـَعَروا حَتّـى تَـداعَت عَلَيهِـمُ
كَمـــا يَتَــداعى صــَيِّبٌ مُتَوابِــلُ
شــَوائِلُ تشـوال العَقـارِبِ فَوقَهـا
لُيُــوثٌ وَلَكِــن غــابُهُنَّ القَسـاطِلُ
فَثــارُوا يُرِشـّونَ الطّـرادَ وَكُلُّهُـم
يُطــاعِنُ فــي مَوجاتِهــا وَيُجـاوِلُ
إِلـى أَن بَـدَت مِـن آلِ فَضـلٍ عِصابَةٌ
قَصـيرٌ لَـدَيها البـاذِخُ المُتَطـاوِلُ
يَقـودُ نَواصـِيها أَخُـو الجُودِ ماجِدٌ
وَفَضـلٌ إِذا هـابَ الكَمِـيُّ المُنـازِلُ
وَأَحمَــدٌ الســامي عَظيــمٌ وَكُلُّهُـم
أَخُـو ثِقَـةٍ يَعلُـو عَلـى مَـن يُصاوِلُ
فَــزادَ مَقـاديمَ الفَـوارِسِ بَعـدَما
تَحَطَّـــمَ فيهــا مَشــرَفِيٌّ وَذابِــلُ
وَأَقبـلَ لَيـثُ الغـابِ أَعنـي مُحمّداً
يُفَتِّـــشُ عَــن أَشــبالِهِ وَيُســائِلُ
فَقِيـلَ لَـهُ تَحـتَ العَجاجَـةِ دَأبُهُـم
طِعانُ العِدى في حَيثُ تَخفى المَقاتِلُ
فَــأَورَدَهُم صــَدرَ الحِصــانِ كَـأَنَّهُ
بِأَخـذِ نُفـوسِ القَـومِ بِالسَيفِ كافِلُ
فَطــارُوا سـِلالاً مِـن أَسـيرٍ وَهـارِبٍ
وَمِـن هالِـكٍ تَبكـي عَلَيـهِ الثَواكِلُ
وَلَـــم يَبــقَ إِلّا خــائِفٌ مُتَرَقِّــبٌ
حِمامــاً سـَريعاً أَو نَزيـلٌ مُنـازِلُ
وَمِـن بَعـدِ ذاكَ العِزِّ أَضحَت مُلُوكُهُم
وَكُـــلٌّ لَـــدَيهِ خاشــِعٌ مُتَضــائِلُ
وَلا عـارَ لَـو عـاذُوا بِأَكنـافِ سَيِّدٍ
يَطُــولُ فَلا تُرجـى لَـدَيهِ الطَـوائِلُ
فَمِـن قَبـلِ ذا عـاذَت بِأَكنافِ هانِئٍ
بَنُـو مُنـذِرٍ إِذ عارَضـَتها الغَوائِلُ
فَقُــل لِعُقَيــلٍ غَثِّهــا وَســَمينِها
إِذا جَمَعتهـا فـي النُجوعِ المَحافِلُ
أَلا إِنَّمــا فِعــلُ الأَميــرِ مُحَمَّــدٍ
لِإحيــاءِ مـا سـَنَّ الجُـدودُ الأَوائِلُ
هُـمُ بِخَـزازَى دافَعُـوا عَنكُمُ العِدى
وَذَلِــكَ يَـومٌ مُمقِـرُ الطَعـمِ باسـِلُ
فَشــُكراً بِلا كُفــرٍ لِســَعيِ رَبيعَـةٍ
فَما يَكفُرُ النَعماءَ في الناسِ عاقِلُ
إِلَيـكَ اِبـنَ شـَقّاقِ الفَـوارِسِ مِدحَةٌ
تُطَأطَـأ لَهـا مِـن حاسِديكَ الكَواهِلُ
أَتَتـكَ كَنَظـمِ الـدُرِّ مِـن ذي قَرابَةٍ
لِإِحيـــاءِ وُدٍّ لا لِمـــالٍ يُحـــاوِلُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.