
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقيمـا عَلـى حَـرِّ المُـدى أَو تَرَحَّلا
فَلَسـتُ بِـراضٍ مَنـزِلَ الهُـونِ مَنـزِلا
وَلا تَســأَلاني أَيــنَ تَرمـي رَكـائِبي
فَمالَكُمــا أَن تُســلِماني وَتســأَلا
فَقَـد سـَئِمَت نَفسـي المُقـامَ وَشاقَني
رُكُــوبُ الفَيــافي مَجهَلاً ثُـمَّ مَجهَلا
وَكَيــفَ مُقـامي بَيـنَ أَوبـاشِ قَريَـةٍ
أَرى الرَأسَ فيها مَن بِها كانَ أَسفَلا
بَنـي عَـمِّ مَـن أَمسـى كَـثيراً سَوامُهُ
وَإِن كـانَ أَدنـى مِـن هُتَيـمٍ وَأَرذَلا
وَأَعـداءُ مَـن غـالَت يَدُ الدَهرِ مالَهُ
وَإِن كـانَ أَسـرى مِـن قُرَيـشٍ وَأَنبلا
لَحـى اللَّـهُ مَن يُغضي عَلى ضَيمِ صاحِبٍ
وَمَـن يَجعَـلُ الخِـلَّ المُناصـِحَ مَأكلا
وَمَـن لا يَـرى حَـقَّ الصـَديقِ وَلَو نَبا
بِهِ الدَهرُ أَو أَضحى مِنَ المالِ مُرمِلا
وَمَـن لا يُجـازي الـوُدَّ بِالوُدِّ مُفضِلاً
وَيَجـزي القِلى وَالصَدَّ بِالصَّدِّ وَالقِلى
خَليلــيَّ كُفّــا عَـن جِـدالي فَـإِنَّني
أَرى الـرَأيَ كُـلَّ الـرَأيِ أَن أَتَرَحَّلا
فَقَـد جـاءَ فـي بَيتٍ مِنَ الشِعرِ سائِرٍ
لَنــا مثــلٌ مِـن عـالِمٍ قَـد تَمَثَّلا
وَإِنَّ صــَريحَ الحَـزمِ وَالـرَأيِ لِاِمـرِئٍ
إِذا أَدرَكَتــهُ الشــَمسُ أَن يَتَحَـوَّلا
فَكَيــفَ بِنــارٍ لا يَــزالُ وَقودُهــا
حَديــداً إِذا حُشــَّت بِرِفـقٍ وَجَنـدَلا
إِلـى كَـم أُداري بَيـنَ قَـومي وَأَتَّقي
وَأَصـدى فَأُسـقى الماءَ صاباً وَحَنظَلا
بَلَــوتُ صـُروفَ الـدَهرِ كَهلاً وَيافِعـاً
فَمـا اِزدَدتُ عِلماً غَيرَ ما كانَ أَوَّلا
وَأَلقـى صـُروفَ الـدَهرِ سِنَّ اِبنِ أَربَعٍ
فَتَحســَبُني الأَحــداثُ عـوداً مُـذَلَّلا
كَـذا الماجِدُ الأَحساب يَمضي وَما دَرَت
رُواةُ المَســاعي أَيَّ عَصـرَيهِ أَفضـَلا
وَقَلَّبـتُ هَـذا الـدَهرَ بَطنـاً وَظاهِراً
فَــأَلقَيتُهُم ذِئبــاً وَهِــرّاً وَتَنفُلا
وَمــا اِختَـرتُ خِلّاً مِنهُـمُ أَتَّقـي بِـهِ
زَمـــانِيَ إِلّا اِشــتَقتُ أَن أَتَبَــدَّلا
دَعَــوتُ رِجـالي مِـن قَريـبٍ فَخِلتُنـي
دَعَــوتُ إِلـى الجُلّـى أَسـيراً مُكَبَّلا
وَأَعلَنـتُ فـي الحَيِّ البَعيدِ فَلم أَجِد
عَلَيهِـم لِمثلـي فـي الخُطـوبِ مُعَوِّلا
وَمِـن قَبـلُ مـا نـادَيتُ في حَيِّ عامِرٍ
وَكُنــتُ لِـداعِيهِم إِذا الأَمـرُ أَغفَلا
فَصــُمَّت رِجـالٌ عَـن دُعـائي وَأَحجَمَـت
كَمِثـلِ بُغـاثِ الطَيـرِ عـايَنَ أَجـدَلا
ولَــو دِرهَـمٌ يَومـاً دَعـاهُم لَأَقبَلَـت
رِجــالٌ وَخَيــلٌ تَملأُ الجَــوَّ قَسـطَلا
كَـذَلِكَ مَـن يَبغـي الوَضـائِمَ لا يَنـي
يُضــامُ وَيُســقى بِـالكَبيرِ المُثَمِّلا
وَلا لَــومَ فـي شـاني عَلَيهِـم لِأَنَّنـي
لَأَلــوي بِــهِ أَو أَجعَــل الآلَ مَنهَلا
وَلَـو أَنَّ مَـن نـادَيتُ مِـن صُلبِ عامِرٍ
لَأَوضـــَعَ إِيضــاعاً لِصــَوتي وَأَرفَلا
وَلَكِــنّ أَوباشــاً لَعَمــري تَجَمَّعَــت
مَــعَ اِبــنِ عَلِـيٍّ إِذ تَـوَلّى وَأَجهَلا
نَفتهُــم قَــديماً بَكــرَةً وَمُحــارِبٌ
وَلَـم يَجِـدُوا فـي حَـيِّ شَيبانَ مَدخَلا
وَلَــو أَنَّ عِرقـاً مِـن رَبيعَـةَ فيهِـمُ
لَكـانُوا عَلـى الأَرحامِ أَحنا وَأَوصَلا
أَلا يـا لَقـومي هَـل أَرى في جَنابِكُم
مُطاعـاً لَـدى السـاداتِ مِنكُم مُبَجَّلا
وَهَـل أُصـبِحُ الأَعـداءَ مِنكُـم بِصـَيلَمٍ
تُغــادِرُ دارَ القَــومِ رَبعـاً مُعَطَّلا
أَيُصــبِحُ حَظّــي فيكُــمُ وَهـوَ نـاقِصٌ
وَتَغـدُو حُظـوظُ الغَيـرِ أَوفى وَأَكمَلا
وَيُكـــرَمُ أَقــوامٌ مُعيــدٌ أَبُــوهُمُ
وَيُحــرَمُ مَـن يُـدعى عَلِيّـاً وَعَبـدَلا
أَمـــا وَأَبيكُـــم إِنَّهــا لَبَلِيَّــةٌ
إِذا جـالَ فيهـا فِكـرُ مِثلي تَمَلمَلا
حِـذاراً عَلـى العَقدِ الَّذي عَقَدَت لَنا
أَوائِلُنــا فــي العِــزِّ أَن يَتَحَلَّلا
وَخَوفـاً مِـنَ الأَمرِ الَّذي يَشعَبُ العَصا
وَمَـن خَـذَل المَـولى لَـهُ كانَ أَخذَلا
أَقـولُ وَقَـد فَكَّـرتُ فـي أَمـرِ عُصـبَةٍ
إِذا قُلـتُ عَنهـا أَدبَـرَ الشَرُّ أَقبَلا
وَقَـد شـَرِقَت لِلغَبـنِ عَينـي بِمائِهـا
وَحُـــقَّ لِمــاءِ العَيــنِ أَن يَتَهَمَّلا
تَـرى أَنَّ أَفعـالَ اللَيالي الَّتي جَرى
لَنـا شـُومُها صـارَت عَلى وَزنِ أَفعَلا
فَيـا شـِقَوتا مـا لـي أَرى كُلَّ ساعَةٍ
أُمُــوراً مُحــالاتٍ وَرَأيــاً مُضــَلَّلا
وَمـا لـي أَرى السـاداتِ إِمّا مُشَرَّداً
بِــأَرضِ الأَعــادي أَو مَضـيماً مُكَبَّلا
شـَفى غَيظَـهُ مِنّا المُعادي لَوِ اِشتَفى
وَحَــرَّمَ فينــا مِــن قَريــبٍ وَحَلَّلا
وَمــا نــالَ مِنّــا ذاكَ إِلّا لِأَنَّنــا
جَعَلنـا لَـهُ دِرعـاً وَرُمحـاً وَمُنصـَلا
وَمَــن يُعــطِ خَصـماً دِرعَـهُ وَحُسـامَهُ
وَســابِقَهُ فَليَلبَــسِ الــذُلَّ مُشـملا
وَمَــن مَلَّـكَ الأَعـداءَ تَـدبيرَ أَمـرِهِ
فَـذاكَ الَّـذي يُدعى العَديمَ المُثَكَّلا
وَمَـن رامَ طولَ العُمرِ بِالذُلِّ وَالغَبا
رَأى المَــوتَ مَـرأَىً عـاجِلاً وَمُـؤَجَّلا
وَمَـن لَـم تَكُـن أَنصـارُهُ مِـن رِجالِهِ
أُخيــفَ وَأَضـحى بِالجنايـاتِ مُبسـَلا
وَمَـن لانَ يَومـاً لِلعِـدى هانَ وَاِصطَلى
عَلـى الكُـرهِ مِن نيرانِها شَرَّ مُصطَلى
وَمَــن لَــم يُقَــدِّم لِلأُمـورِ مُقَـدَّماً
أَضــاعَ وَأَبــدى لِلمراميــنَ مَقتَلا
فَــآهٍ لِقَــومي لَــو أُطِعـتُ لَـدَيهِمُ
دَرَوا أَنَّ فيهِـم حـازِمَ الرَأيِ فَيصَلا
لَقَـد كُنـتُ لا أَرضـى الدَنِيَّـةَ فيهـمُ
وَلا يَزدَهينـــي عَنهُــمُ مَــن تَمَحَّلا
وَلَكِـن إِذا مـا الأَمـرُ حُـمَّ اِنتِهاؤُهُ
أَقـامَ مُقـامَ الأَضـبَطِ الـوردِ خَيطَلا
وَأَقمَـــنُ شــَيءٍ بِــالهَلاكِ مَدينَــةٌ
تُريـكَ نَبِيـهَ القَـدرِ مَن كانَ أَخمَلا
فَيـا رَبِّ لا صـَبراً عَلـى ذا وَلا بَقـاً
فَســُق فَرَجــاً أَو لا فَمَوتــاً مُعَجَّلا
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.