
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِلامَ أُنــاجي قَلــبَ حَيــرانَ واجِــمِ
وَأَنظُـــرُ عُــودي بَيــنَ لاحٍ وَعــاجِمِ
أُقَضـــِّي نَهــارِي بِــالزَفيرِ وَأَنَّــةٍ
وَأَقطَــعُ لَيلــي بِالـدُموعِ السـَواجِمِ
كَـــأَنّي لِأَحــداثِ اللَيــالي رَذِيَّــةٌ
أُقيمَــت ســَبيلاً لِلخُطــوبِ الهَـواجِمِ
وَفــي الأَرضِ لِــي مَندُوحَــةٌ وَمُراغَـمٌ
تقــرُّ بِــهِ عَينــي وَتَحلُـو مَطـاعِمي
بِحَيـثُ يَرانـي الـدَهرُ سـَعداً وَأَغتَدي
وَقَـــد حُــذِيَت رِجلايَ مِنــهُ بِســالِمِ
وَأَسـطُو عَلـى أَحـداثِهِ مِثـلَ مـا سَطا
عَلَــيَّ فَتَبقــى وَاهِيــاتِ الــدَعائِمِ
وَأَجتــابُ مِــن ظِـلِّ الخِلافَـةِ وارِفـاً
يَقـي الضـُرَّ فَينانـاً وَحَـرَّ السـَمائِمِ
بِمَغنـى أَميـرِ المُـؤمِنينَ الَّـذي غَدا
لَــهُ مَنســِمٌ يَعلُـو جَميـعَ المَخـاطِمِ
ســَمِيُّ النَـبيِّ المُصـطَفى وَاِبـنُ عَمِّـهِ
وَمالِــكُ أَعنــاقِ المُلـوكِ الخَضـارِمِ
نَمـاهُ أَبُـو الفَضـلِ الَّذي لَم تَزَل بِهِ
بَنُو الجَذبِ تُسقى في السِنينِ العَقائِمِ
وَحَـلَّ الـذُرى مِن شَيبَةِ الحَمدِ وَاِرتَقى
إِلـى ضِئضـئِ العَليـاءِ مِـن صُلبِ هاشِمِ
وَأَحيـــا خِلالاً ســَنَّها فــي زَمــانِهِ
قُصــَيٌّ أَبــو ســاداتِها وَالبَراجِــمِ
لَيــالِيَ يُــدعى فــي قُرَيـشٍ مُجَمِّعـاً
بِجَمــعِ ذَويهـا فـي فنـونِ المَحـارِمِ
إِمـامُ هُـدىً يَـدعُو إِلـى اللَهِ مُرشِداً
لِكُــلِّ البَرايــا عُربِهــا وَالأَعـاجِمِ
بِعَـــدلٍ وَإِحســـانٍ وَنُصــحٍ وَرَأفَــةٍ
وَزُهـــدٍ وَبُرهـــانٍ وَكَـــفٍّ وَصــارِمِ
تَنـــاحَلَهُ آبــاءُ صــِدقٍ تَوارَثُــوا
كِــرامَ المَسـاعي عَـن جُـدُودٍ أَكـارِمِ
فَمــا اِحتَــلَّ إِلّا صــُلبَ كُـلِّ خَلِيفَـةٍ
مُحِيــطٍ بِأَحكــامِ الشــَريعَةِ عــالِمِ
إِذا العَـرَبُ العَربـاءُ يَومـاً تَفاخَرَت
بِـذي العِـزِّ مِـن سـاداتِها وَالقُماقِمِ
وَجــاؤُوا بِقَيــسٍ وَاِبنِــهِ وَبِمَعبَــدٍ
وَكَعــبٍ وَأَوسٍ وَاِبــنِ ســَلمى وَحـاتِمِ
ســَماهُم جَميعــاً ثُــم لمـت بِفَـترَةٍ
إِلــى جُــودِ بَحــرٍ مِنكُــمُ مُتلاطِــمِ
إِذا جُـــدتُم أَفضـــَلتُمُ فَبِفَضـــلِكُم
نَجُــودُ فَمِنكُـم فَضـلُ تِلـكَ المَكـارِمِ
فَلــولاكُمُ لَــم يُــدعَ فَضــلٌ وَجَعفَـرٌ
بِجُــودٍ وَلا اِنهَلَّــت نَـدىً كَـفُّ قاسـِمِ
وَلا عَـرَفَ النـاسُ اِبـنَ سـَهلٍ وَلا شـَدا
بِمَـدحِ اِبـنِ وَهـبٍ نـاظِمٌ بَعـدَ نـاظِمِ
يَقُولُــونَ هُــم أَرضٌ وَأَنتُـم سـَماؤُها
وَأَيمــانُكُم فِيهــا مَكـانُ الغَمـائِمِ
فَــإِن أَنتُــمُ أَمطَرتُموهــا تَحَــدَّثَت
وَجــادَت وَآتَــت أُكلَهــا كُـلَّ طـاعِمِ
وَإِن أَنتُـــمُ أَغفَلتُمُوهــا تَضــاءَلَت
وَلَــم يَنتَفِــع فيهــا أُوَامٌ لِحـائِمِ
بِكُـم يُـؤمِنُ اللَـهُ البِلادَ وَيُصـلِحُ ال
عِبــادَ وَيَعفُـو عَـن ثِقـالِ الجَـرائِمِ
وَأَنتُــم مَصــابيحُ الظَلامِ وَقـادَةُ ال
أَنــــامِ وَســـَدٌّ لِلبلا المُتفـــاقِمِ
وَفِيكُــم أَقــامَ اللَــهُ أَعلامَ دِينِـهِ
وَلَـــولاكُمُ كُنّــا مَعــاً كَالبَهــائِمِ
تَخَيَّرَكُـــــم رَبُّ العُلا وَاِصــــطَفاكُم
وَطَهَّرَكُــــم مِــــن كُـــلِّ ذَمٍّ وَذائِمِ
وَآتــاكُمُ فَصــلَ الخِطـابِ وَمُحكَـمَ ال
كِتــابِ وَمُلكــاً زاهِيــاً غَيـرَ زائِمِ
فَأَوضــَحتُمُ ســُبلَ الهُــدى وَكَشــَفتُمُ
عَـنِ الحَـقِّ أَغشـاءَ العَمـى المُتراكِمِ
وَقَـوَّمتُمُ بِالسـَيفِ مَـن مـالَ خَـدُّهُ اِص
عِــراراً وَلَــم يَشـمَخ بِـأَنفٍ لِخاصـِمِ
فَكَــم هامَـةٍ لِلكُفـرِ راحَـت وَهامُهـا
نِعــالاً لِأَيــدي خَيلِكُـم فـي المَلاحِـمِ
فَقُـل لِـدُعاةِ الشـَرقِ وَالغَربِ أَقصِرُوا
وَكُفّــواً وَإِلّا تَقرَعُــوا ســِنَّ نــادِمِ
فَمـــا الحَــقُّ إِلّا دَعــوَةٌ هاشــِميَّةٌ
هِــيَ الحَــقُّ لا دَعــوى غَـوِيٍّ وَغاشـِمِ
بِهــا أَصـبَحَ الإِسـلامُ فـي كُـلِّ مَـوطِنٍ
يَنُــوءُ بِرُكــنٍ مِنـهُ عَقـد الـدَعائِمِ
أَقــامَ لَــهُ فـي كُـلِّ ثَغـرٍ كَتائِبـاً
تَـرى الشـِركَ مِـن شـَدّاتِها فـي مَآتِمِ
تَـــبيتُ طَــواغِيتُ النِفــاقِ لِهَمِّــهِ
كَــأَنَّ حَشــاياها ظُهُــورُ الشــَياهِمِ
تُقَلِّبُهـــا جَنبــاً فَجَنبــاً مَهابَــةٌ
ثَـوَت وَاِسـتَقَرَّت بَيـنَ تِلـكَ الحَيـازِمِ
فَـإِن هَـوَّمَت أَهـدَت لَهـا سـِنَةُ الكَرى
ســَراياهُ تُـردي بِالقَنـا وَالصـَوارِمِ
فَتُزعِجُهــا حَتّــى كَـأَن قَـد أَصـابَها
مِــنَ المَـسِّ مـا لا يُتَّقـى بِالتَمـائِمِ
فَلَيـسَ لَهـا فـي نَومِهـا مِنـهُ راحَـةٌ
إِذا النَـومُ سـَلّى الهَـمَّ عَن كُلِّ نائِمِ
إِلَيــكَ أَميــرَ المُــؤمِنينَ تَجَشــَّمَت
بِـيَ البُعـدَ هِمّـاتُ النُفـوسِ الكَرائِمِ
فَكَــم مَتـنِ سـاجٍ تَحـتَ سـاجٍ قَطَعتُـهُ
عَلـى ظَهـرِ سـاجٍ غَيـرِ واهِ العَـزائِمِ
وَكَـم جُبـتُ مِن خَرقا تَمُوتُ بِها الظِبا
بِهِمَّــةِ مَضــّاءٍ عَلــى الهَـولِ حـازِمِ
فَهـا أَنـا قَـد أَلقَيـتُ رَحلـيَ عائِذاً
بِنُعمـاكَ مِـن أَيـدي الزَمانِ الغَواشِمِ
وَقَــد كُنــتُ ذا مــالٍ حَلالٍ وَثَــروَةٍ
يُضــاعَفُ إِكرامــي وَتُرجــى مَكـارِمي
فَـأَعرانِيَ الـوَالي المَشـُومُ وَفـاتَني
بِمــا حُزتُــهُ مِــن ضــَيعَةٍ وَدَراهِـمِ
فَمــالَ عَلـى حـالي وَمـالي وَثَروَتـي
مَـــآلي وَأَصـــغى لِاِختِلاقِ النَمــائِمِ
وَبِــتُّ عَــزائي السـِجنُ فـي مُدلَهِمَّـةٍ
يُجــاوِبُني فِيهــا ثِقــالُ الأداهِــمِ
وَأَخرَجَنـي مِـن بَعـدِ يَـأسٍ وَقَـد أَتـى
عَلـى نَشـبي أَشـكُو إِلـى غَيـرِ راحِـمِ
وَخَلَّفــتُ بِــالبَحرَينِ أَهلـي وَمَنزِلـي
رَجـاءَ الغِنـى مِـن سـَيبِكَ المُتَراكِـمِ
وَطُــولُ مُقــامي مُتعِــبٌ لِـي وَجـالِبٌ
عَلَـــيَّ مِــنَ الأَدنــى أَحَــرَّ المَلاوِمِ
فَبــورِكتَ مِــن مَلــكٍ أَقَــلُّ هِبـاتِهِ
تَزيـدُ عَلـى فَيـضِ البُحُـورِ الخَضـارِمِ
وَعِشــتَ عَلــى مَـرِّ اللَيـالي مُخَلَّـداً
لِنُصـــرَةِ مَظلُــومٍ وَإِرغــامِ ظــالِمِ
فَنـاجَيتُ نَفسـي خَاليـاً حَيـثُ لَم أَجِد
مِـنَ القَصـدِ بُـدّاً وَاِستَشـَرتُ عَزائِمـي
وَمِلــتُ إِلـى بَعـضِ المُلـوكِ فَأَجهَشـَت
إِلَــيَّ وَجاشــَت فَـوقَ مِلـءِ الحَيـازِمِ
فَســـَكَّنتُها بِالشــَدِّ مِنّــي بِرحلَــةٍ
إِلَيــكَ فَأَبــدَت ثَغــرَ جَـذلانَ باسـِمِ
وَبَشـَّرتُ أَهلـي بِـالغِنى حَيـثُ مَرجِعـي
إِلَيهِـم عَلـى أَنـفٍ مِـنَ الـدَهرِ راغِمِ
فَجِئتُ وَقَـد نـالُوا السـَماءَ وَأَيقَنُوا
بِــأَنَّ الغِنــى أَضــحى كَضــَربَةِ لازِمِ
وَلَــم أَمتَــدِح خَلقـاً سـِواكَ لِمـالِهِ
فَــأَحظى بِنَيــلٍ أَو بِعَــضِّ الأَبــاهِمِ
وَإِنّــي لَأَرجُــو مِــن أَياديـكَ نَفحَـةً
عَلـى الدَهرِ يَبقى ذِكرُها في المَواسِمِ
أُفيــدُ بِهــا مَجـداً وَأكبِـتُ حاسـِداً
وَأَعلُـو بِهـا هـامَ المُلـوكِ الغَوانِمِ
وَكَـم عـاشَ مِثلـي فـي نَـداكَ مُـؤَمِّلاً
عَظيمــاً يُرَجّــى لِلأُمُــورِ العَظــائِمِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.