
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنِــخ فَهَـذِي قِبـابُ العِـزِّ وَالكَـرَمِ
وَقِــل فَكُـلُّ العُلا فـي هَـذِهِ الخِيَـمِ
وَاِعـفِ النَجـائِبَ مِـن نَـصٍّ وَمِـن عَنقٍ
فَقَـد بَلَغـتَ مُلُـوكَ العُـربِ وَالعَجَـمِ
فَمــا وَراءَ بَنــي فَضــلٍ فَتَطلُبَــهُ
غِنـــىً لِـــراجٍ وَلا عِــزٌّ لِمُهتَضــَمِ
هُـمُ المُلـوكُ وَسـاداتُ المُلـوكِ هُـمُ
وَمـا رَبـى المُلـكُ إِلّا فـي بُيـوتِهِمُ
وَقَــد نَزَلــتَ بِأســراهُم وَأَنبَلِهِـم
عَلــى ســَراواتِهِم فِينــا وَنُبلِهِـمُ
فَــاِنظُر بِعَينِـكَ هَـذا فَهـوَ سـَيِّدُهُم
طُـــرّاً وَســـَيِّدُ عَــدنانٍ وَغَيرِهِــمُ
هَـذا الهُمـامُ عِمادُ الدِّينِ أَكرَمُ مَن
يُـدعى وَيُرجـى وَخَيـرُ النـاسِ كُلِّهِـمُ
هَـذا هُـوَ المَلِـكُ المَيمـونُ طـائِرُهُ
هَــذا المُؤَمَّـلُ هَـذا كاشـِفُ الغُمَـمِ
هَـذا هُـوَ المُخجِـلُ الأَنـواءَ نـائِلُهُ
فَمــا يُشــائِمُهُ فَقـرٌ إِلـى الـدِّيَمِ
هَـذا هُـوَ السـالِبُ الجَبّـارَ مُهجَتَـهُ
غَصــباً وَتــارِكُهُ لَحمـاً عَلـى وَضـَمِ
هَــذا الَّـذي لَـو رَأى قُـسٌّ فَصـاحَتَهُ
لَقــالَ هَـذا لَعَمـري مَعـدِنُ الحِكَـمِ
هَــذا الَّــذي لَـو رَآهُ فـي جَلالَتِـهِ
كِسـرى لَفَـدّاهُ مِـن مَـوتٍ وَمِـن أَلَـمِ
هَـذا الَّـذي لَـو زُهَيرُ الشِعرِ أَدرَكَهُ
يَومـاً لَعَـدّى إِلَيـهِ القَـولَ عَن هَرِمِ
فَحَيِّــهِ بَعـدَ تَقبيـلِ الصـَعيدِ وَقُـل
أَهلاً وَسـَهلاً بِمُحيـي البَـأسِ وَالكَـرَمِ
أَهلاً بِســـَيِّدِ أَهـــلِ الأَرضِ قاطِبَــةً
وَخَيــرِ أَملاكِ أَهــلِ الحِـلِّ وَالحَـرَمِ
أَهلاً وَســَهلاً بِمَــن فـي نُـورِ غُرَّتِـهِ
غِنـىً عَـنِ البَدرِ لِلسارِينَ في الظُلمِ
أَهلاً بِــهِ وَبِهَــذا اليَــومِ إِنَّهُمـا
إِن فُوضــِلا أَفضــَلُ الأَيّــامِ وَالأُمَـمِ
وَكَبِّــرِ اللَـهَ وَاِشـكُرهُ لِـذاكَ وَقُـل
اللَــهُ أَكبَـرُ وَاِسـجُد غَيـرَ مُحتَشـَمِ
لِلّــهِ دَرُّ عِمــادِ الـدِّينِ مِـن مَلِـكٍ
مـا فِيـهِ مِـن كَـرَمِ الأَخلاقِ وَالشـِّيَمِ
سَكِينَةٌ لَو سَرَت في البَحرِ ما اِضطَرَبَت
بِرِيـــحِ عـــادٍ أَواذِيـــهِ وَلا إِرَمِ
وَهَيبَــةٌ لَـو سـُلَيمانُ النَـبيُّ أَتـى
بِهـا الشـَياطِينَ أَهـلَ المَسِّ وَاللَمَمِ
لَأَوغَلُـوا فـي البِنـاءِ المُقرَنينَ لَهُ
وَالغَـوصِ أَو تُبعَثُ المَوتى مِنَ الرِّمَمِ
وَنَجـدَةٌ لَـو لِلَيـثِ الغـابِ أَيسـَرُها
عَلا البِقــاعَ وَلــم يَسـتَذرِ بِـالأُجُمِ
مَلِـكٌ حَمـى جَنَبـاتِ المُلـكِ مُعتَزِمـاً
بِالســَيفِ لا بِيَــراعٍ غُـطَّ فـي جَمَـمِ
وَشـَكلَةُ السـَيفِ أَمضى في العَدُوِّ وَإِن
فُلَّــت مَضــارِبُهُ مِـن شـَكلَةِ القَلَـمِ
مِـن بَأسـِهِ تَـذهَبُ الفُرسـانُ شـارِدَةً
شـُرُودَ سـِربِ القَطـا مِـن أَجـدَلٍ قَطِمِ
كَــم سـَيِّدٍ فـي ظَلامِ النَقـعِ غـادَرَهُ
شــِلواً بِـأَبيضَ أَو زَرقـاءَ كَالضـَرَمِ
فـي وَقعَـةٍ صـاحَ فيها مَن نَجا هَرَباً
يـا خِصـبَ عامِـكَ لا هُنِّيـتَ مِـن رَخَـمِ
فَالخَيـلُ تَعـرِفُ فـي الهَيجاءِ صَولَتهُ
بِحَيـثُ يَأخُـذُ سـامي النَقـعِ بِالكَظَمِ
فَمــا أَحَسـَّت بِـهِ إِلّا اِنثَنَـت هَزَمـاً
وَنَكهَـةُ الـذِئبِ لا تَخفـى عَلى الغَنَمِ
كَـم صـَكَّ بِالسـَيفِ وَالأَبطـالُ جائِلَـةٌ
مِـن مُعلَـمٍ فـي نَـدِيِّ الحَـيِّ كَالعَلَمِ
لَـم يَشـكُلِ الخَيـلَ مُذ جالَت بِشَكلَتِهِ
إِلّا بِشــَعرِ لِحــى الأَبطـالِ وَاللِّمَـمِ
لَقَـد زَهَـت خُطَـطُ البَحرَيـنِ وَاِفتَخَرَت
بِـهِ عَلـى مَـأرِبٍ فـي الأَعصـُرِ القِدَمِ
بعَــدلِهِ وَالــدَمِ المُهـراقِ حَصـَّنَها
وَلا يَقِــــــرُّ دَمٌ إِلّا بِســـــَفكِ دَمِ
لِلّـــهِ حَـــدسُ أَبِيــهِ إِذ تَــأَمَّلَهُ
فـي المَهـدِ لَمّـا يُبن عَن لا وَلا نَعَمِ
قَــد قــالَ وَهــوَ يُنـاغِيهِ لِأُسـرَتِهِ
ثِقُـوا بِأَبلَـجَ عـالي الذِكرِ وَالهِمَمِ
أَعطـى اللَهـى وَعَلَت في المَجدِ هِمَّتُهُ
قَبــلَ اِختِطـاطِ عِـذارٍ وَاِثِّغـارِ فَـمِ
وَقادَهــا لِتَمــامِ العَشـرِ تَحسـِبُها
آذِيَّ بَحــرٍ زَفَتــهُ الرِيــحُ مُلتَطِـمِ
فَـــداسَ كُـــلَّ بِلادٍ لِلعَــدُوِّ بِهــا
دَوسَ اليَمـانِيِّ مـا يَخلـى مِـن الأَدَمِ
وَمـا أَلَـمَّ إِلـى أَن لَـم يَـدَع مَلِكاً
لَــهُ بِهـا مِـن حِمـى حـامٍ وَلا حَـرَمِ
أَعطَتــهُ مَملَكَــةَ الأَحســاءِ هِمَّتــهُ
وَعَــزمُ مُستَبصـِرٍ بِـالرَأيِ غَيـرُ عَـمِ
فَـإِن يَقُولُوا اِختِياراً كانَ ذاكَ فَهَل
يُختـارُ لِلضـَربِ غَيـرُ الصارِمِ الخَذِمِ
فَغَيــــرُ لايٍ وَزَجّاهـــا مُلَملَمَـــةً
تَـدافُعَ السـَيلِ سـَيلَ اليَأمَنِ العَرِمِ
فَمـا أَنـاخَت إِلـى أَن غـالَ عِثيَرُها
مـا شـيدَ بِـالخَطِّ مِـن حِصنٍ وَمِن أُطُمِ
وَمـا نَضـا الـدِّرعَ حَتّى حازَ حَوزَتَها
قَهـراً وَآخـى بِهـا الأًحسـاءَ مِن أَمَمِ
وَلَـم يَمُـدَّ إِلـى هَرمُـوزَ مِنـهُ يَـداً
وَحــاركٌ لَــم يَمُــدُّوا كَـفَّ مُعتَصـِمِ
يـا آلَ فَضـلٍ أَمـاتَ اللَـهُ حاسـِدَكُم
بِغَيظِـــهِ وَكَفــاكُم زَلَّــةَ القَــدَمِ
كَـم يَمضـُغُ الدَهرُ فِيما بَينَ أَظهُرِكُم
لَحمـي وَيَشـرَبُ شـُربَ الهيمِ فَضلَ دَمي
أَفــي المُـروءَةِ أَن أَظمـى وَحوضـُكُمُ
لِلكَلـبِ وَالـذِئبِ وَالجِـرذانِ وَالبُهَمِ
وَيُصـطَفى مَـن أَبُـوهُ كـانَ عَبـدَ أَبي
دُونـي وَيُقطَـعُ فِيمـا بَينَكُـم رَحِمـي
حاشـا اِبنَ مَسعُودٍ المَلكَ المُعَظَّمَ أَن
أُجفـى وَيُقفـى بَنُو الداياتِ وَالخَدَمِ
فَـتىً نَمـاهُ إِلـى العَليـاءِ كُلُّ فَتىً
حـامي الـذِّمارِ وَفِـيِّ العَهدِ وَالذِّمَمِ
مَـن مِثـلُ مَسعُودٍ القَرمِ الهُمامِ وَمَن
كَأَحمَـدَ المُرتَجـى في البَأسِ وَالكَرَمِ
وَمَـن يُبـاري اِبـنَ فَضـلٍ في مَكارِمِهِ
أَبـا سـِنانٍ غِيـاثَ الناسِ في القُحَمِ
وَخَيــرُ قَيــسِ بــنِ عَيلانٍ خُــؤُولَتُهُ
فَمَـن بَغـى الفَخـرَ فَليَفخَـر بِمثلِهِمُ
قَـومٌ أَبُـوهُم سـِنانٌ خَيـرُ مـا حَمَلَت
أُنـثى وَمَـن قادَها تَختالُ في اللُجُمِ
يابـا عَلِـيٍّ أَجِـب مِـن غَيـرِ نَأنَـأَةٍ
صـَوتَ اِمـرِئٍ فـي عُلاكُـم غَيـر مُتَّهَـمِ
إِلَيــكَ شــَدّاً مِـنَ الأَحسـاءِ أَنهَضـي
عَــزمُ المُلـوكِ وَحَـظٌّ غَيـرُ ذِي كَشـَمِ
وَقَــد تَحَقَّقــتُ أَنَّ الرُشـدَ يَصـحَبُني
فَمـا أُحـاذِرُ قَـرعَ السـِنِّ مِـن نَـدَمِ
كَـم جُبـتُ دُونـكَ مِـن تيهٍ يَتِيهُ بِها
قَلـبُ الـدَليلِ مِـنَ الإِشـفاقِ وَالسَأَمِ
وَمُزبِــدٍ يَتَــراءى المَــوتُ راكِبَـهُ
يَرمــي بِمُقلَــولبِ الأَمـواجِ مُرتَطِـمِ
قَـد قُلـتُ لِلنَفـسِ فيـهِ وَهـيَ مُجهِشَةٌ
وَالمَــوجُ مِـن هـازِمٍ فيـهِ وَمُنهَـزِمِ
قِـرّي فَلَـو شـاءَ أَمـراً فَهـوَ بالِغُهُ
وَالمَــوتُ آتٍ وَمـا تَلقَيـنَ كَـالحُلُمِ
وَمَــن تَكُــن صــُحبَةُ الأَملاكِ هِمَّتُــهُ
مَضى على الهَولِ مَمضى البازِلِ السَدِمِ
وَغَيــرُ مُســتَنكَرٍ لَــو زُرتُ حَضـرَتَهُ
سَعياً عَلى الرَأسِ لا سَعياً عَلى القَدَمِ
وَقَـد بَلَغـتُ وَمـا في المالِ مِن ضَعَفٍ
وَقَـد دَعَـوتُ وَمـا في السَمعِ مِن صَمَمِ
وَها أَنا اليَومَ يا خَيرَ المُلوكِ أَنا
وَأَنــتَ أَنــتَ وَشـَيءٌ قَـطُّ لَـم يَـدُمِ
وَلَيــــسَ إِلّاكَ نَـــدعُوهُ وَنَنـــدُبُهُ
لِمـا يُقابِلُنـا مِـن دَهرِنـا الحُطَـمِ
فَلا خَلَــت مِنــكَ آفــاقُ البِلادِ وَلا
خَلَــوتَ مِـن نِعَـمٍ تَـأتي عَلـى نِعَـمِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.