
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلقَــت إِلَيــكَ مَقادَهـا الأَيّـامُ
وَأَمَـــــدَّكَ الإِجلالُ وَالإِعظــــامُ
وَمَشـى إِلَيـكَ الـدَهرُ مِشيَةَ خاضِعٍ
وَقَضـــى بِمــا تَختــارُهُ العَلّامُ
وَبَقيـتَ مـا بَقِـيَ الزَمانُ مُخَلَّداً
فـي حَيـثُ تَقعُـدُ وَالأَنـامُ قِيـامُ
وَحبـاكَ رَبُّـكَ بِالكرامَـةِ وَالرِضا
وَالبِــرِّ مـا نَسـَخَ الضـِياءَ ظَلامُ
فَلأَنـتَ حيـنَ تُعَـدُّ عَيـنُ زَمانِنـا
وَبِصــِدقِ قَــولي يَشــهَدُ الإِسـلامُ
بِـكَ يا مُحِبَّ الدِّينِ طالَت فَاِعتَلَت
شـــَرَفاً عَلــى الخَطِّيَّــةِ الأَقلامُ
أَحيَيـتَ بِشـراً وَالجُنَيـدَ وَعامِراً
زُهــداً وَكُــلٌّ إِذ يُعَــدُّ إِمــامُ
وأَقَمـــتَ لِلقُرَشــِيِّ فــي آرائِهِ
حُجَجــاً يُقَصــِّرُ دُونَهـا النُظّـامُ
لَـو رادَكَ الثَـورِيُّ أَعلَـنَ قائِلاً
أَنـتَ الغَمـامُ وَمَـن سـَواكَ جَهامُ
لِلّـــهِ دَرُّكَ أَيُّ مَوضـــِحِ مُشــكِلٍ
أَضــحى وَمِـن شـُبَهٍ عَلَيـهِ خِتـامُ
حَســَنُ الإِنابَــةِ مُخلِـصٌ أَعمـالَهُ
لِلّــهِ لا يَســري إِلَيــهِ أَثــامُ
إِن يَجحَـدِ العُظمـاءُ فَضـلَكَ فيهِمُ
فَبَنُـوا السـَبيلِ تُقِـرُّ وَالأَيتـامُ
لَـكَ حيـنَ يَعتَكِـرُ الظَلامُ صـَنائِعٌ
تَغشـى الأَرامِـلَ وَالعُيـونُ نِيـامُ
قَسَماً لَوَ اِنّكَ في الغِنى في بَسطَةٍ
لَـم يَـدرِ أَهلُ الفَضلِ ما الإِعدامُ
لِلّــهِ مِـن خَفَقـانِ قَلـبي كُلَّمـا
قَعَـدُوا لِتَجهيـزِ الحُمولِ وَقامُوا
فَليَفـرَحِ البَيـتُ العَـتيقُ وَزَمزَمٌ
بِقُـــدُومِهِ وَالحِـــلُّ وَالإِحــرامُ
يـا وَحشَتا وَالعِيسُ لَم يُرفَع لَها
رَحـــلٌ وَلا نُشـــِرَت لَهــا أَعلامُ
لا كـانَ هَـذا السـَيرُ آخِرَ عَهدِنا
فَهِــيَ اللَيــالي رِحلَـةٌ وَمَقـامُ
وَكَلاكَ رَبُّــكَ حَيـثُ كُنـتَ وَلا عَـدا
أَرضــاً تَحُـلُّ بِهـا حَيـاً وَرِهـامُ
وَرَعـاكَ مَـن لَـو كُنتَ راعِيَ خَلقِهِ
لَــم يُــرعَ إِلّا لِلحَنيــفِ ذِمـامُ
أَنعِم عَلَينا بِالدُعاءِ إِذا اِلتَقى
بِحُجُـــونِ مَكَّــةَ مَشــرِقٌ وَشــآمُ
وَعَلَيـكَ مِنّـا مـا حَييتَ وَما بَدَت
شــَمسُ النَهــارِ تَحِيَّــةٌ وَســَلامُ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.