
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـائِل دِيـارَ الحَـيِّ مِـن مـاوانِ
مـا أَحـدَثَت فيهـا يَـدُ الحَدَثانِ
وَأَطِـل وُقُوفَـكَ يـا أُخَـيَّ بِدِمنَـةٍ
قَـد طـالَ فـي أَطلالِهـا إِذمـاني
كـانَت جِنانـاً كَالجِنـانِ فَأصبَحَت
لِلـــوَحشِ مُوحِشـــَةٍ وَلِلجِنّـــانِ
لَمّـا وَقَفـتُ العيـسَ في عَرَصاتِها
ذَهَـبَ العَـزاءُ وَأَقبَلَـت أَجفـاني
وَذَكَــرتُ أَيّامـاً خَلَـونَ وَأَعصـُراً
ذِكــرى لَهُــنَّ لِسـَلوَتي أَنسـاني
وَكَواعِبـاً بِـذَوي العُقُولِ لَواعِباً
بِيــضَ الخُـدودِ نَـواعِمَ الأَبـدانِ
مِـن كُـلِّ خَرعَبَـةٍ تُريـكَ إِذا بَدَت
بَـدرَ الدُجُنَّـةِ فَـوقَ غُصـنِ البانِ
وَإِذا تَــراءَت لِلحَليــمِ رَأَيتَـهُ
فـي فِتنَـةٍ مِـن طَرفِهـا الفَتّـانِ
لَـم أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا وَقَد
حُــمَّ الفِـراقُ وَفاضـَتِ العَينـانِ
وَتَتـابَعَت زَفَـراتُ وَجـدٍ لَـم تَزَل
مِنهـا القُلـوبُ كَـثيرَةَ الخَفَقانِ
بـانوا وَكُنـتُ أَعُـدُّهُم لِـي جُنَّـةً
فَبَقِيــتُ بَعــدَهُمُ بِغَيــرِ جَنـانِ
قُـرِنَ الأَسـى بِجَـوانِحي لَمّـا بَدَت
أَظعــانُهُم كَالنَخــلِ مِـن قُـرّانِ
أَقــوَت مَغـانِيهم وَكـانَت حِقبَـةً
مَـأوى الحِسـانِ وَمَلعَـبَ الفِتيانِ
وَمَنـاخَ مُمتـاحِ النَـوالِ وَعِصـمَةً
لِلخـــائِفينَ وَمَلجَــأً لِلجــاني
وَمَحَــلَّ كُــلِّ مُعَظَّـمٍ وَمَجـالَ كُـل
لِ مُطَهَّـــمٍ وَمَجَــرَّ كُــلِّ ســِنانِ
بِـالبيضِ بِيـضِ الهِندِ يَحمي بِيضَهُ
يَــومَ الـوَغى وَذَوابِـلِ المُـرّانِ
وَبِكُــلِّ أَشــوَسَ باسـِلٍ ذي نَجـدَةٍ
ســَمحِ الخَلائِقِ غَيــرِ مـا خَـوّانِ
يَـومَ النِـزالِ تَخـالُهُ فـي بَأسِهِ
مَلِــكَ المُلـوكِ وَآفَـةَ الشـُجعانِ
أَعنـي الأَميرَ أَبا عَلِيٍّ ذا العُلى
مُــردي العِـدى وَمُقَطِّـرِ الأَقـرانِ
مَلِـكٌ إِذا اِفتَخَـرَ الرِجـالُ بِسَيِّدٍ
فَخَـرَت بِـهِ الأَحيـاءُ مِـن عَـدنانِ
لَـم يَنطِـق العَـوراءَ قَطُّ وَلا دَرى
مـا الكِبرِيـاءُ عَلى عَظيمِ الشانِ
مـا حَـلَّ حَبـوتَهُ إِلـى جَهـلٍ وَلا
أَصــغى إِلــى نــايٍ وَلا عِيـدانِ
ذُو هِمَّــةٍ مِـن دُونِهـا القَمَـرانِ
وَعَزيمَــةٍ أَمضــي مِـنَ الحِـدثانِ
لَــو أَنَّ لِلعَضـبِ المُهَنَّـدِ عَزمَـهُ
لَفَـرى الجَمـاجِمَ وَهوَ في الأَجفانِ
وَلَـوَ اِنّ لِلشـَمسِ المُنيـرَةِ بِشرَهُ
تـاهَت فَلَـم تَطلُـع مَـدى الأَزمانِ
عَـــفُّ الإِزارِ كَرِيمَـــةٌ أَخلاقُــهُ
نــاءٍ عَــن الفَحشـاءِ وَالشـَنآنِ
أَحيَــا شــَجاعَةَ وائِلٍ فـي وائِلٍ
وَســَماحَةَ المَطَــرِيِّ فـي شـَيبانِ
وَوَفـاءَ مَيمُـونِ النَقِيبَـةِ حـارِثٍ
وَحَمِيَّــةَ المَلِـكِ المُعَظَّـمِ هـاني
يـا سـائِلي عَنـهُ رُوَيدَكَ هَل تُرى
يَخفـى الصـَباحُ عَلى ذَوي الأَذهانِ
ســائِل بِــهِ يُخبِـركَ كُـلُّ مُقَلِّـصٍ
نَهـــدٍ وَكُــلُّ مُثَقَّــفٍ وَيَمــاني
لَمّـا أَتَـت أَهـلُ القَطيـفِ بِجَحفَلٍ
مُتَوَقِّـــدٍ كَتَوَقُّـــدِ النِيـــرانِ
فـــي آلِ حَجّـــافٍ وَآلِ شــَبانَةٍ
مِثــلَ الأُســُودِ بحــافَتَي خَفّـانِ
نَزَلُوا عَلى صَفواءَ صُبحاً وَاِبتَنوا
فيهـا القِبـابَ وَأَيقَنُـوا بِأَمانِ
وَتَسـَربَلُوا حَلقَ الحَديدِ وَأَقبَلُوا
بِالخَيــلِ وَالرايـاتِ كَالعِقبـانِ
فَغَـدَت فَوارِسـُهُم لِمـا قَد عايَنَت
هَرَبـاً وَلَـم تَعطِـف عَلى النِسوانِ
فَرَمـى الأَميـرُ جُمُـوعَهُم فَتَمَزَّقَـت
كَالشـاءِ إِذ جَفَلَـت مِـنَ السِرحانِ
وَتَحَكَّمَــت فيهِــم حُـدودُ سـُيُوفِهِ
ضــَرباً فُوَيـقَ مَعاقِـدِ التِيجـانِ
وَحَـوى ظَعـائِنَهُم وَأَحـرَزَ ما لَهُم
غَصــباً وَأَنزَلَهُــم بِشــَرِّ مَكـانِ
أَحيـا نُفوسـاً مِـن رِجالٍ قَد رَأَت
آجالَهــا بِالســَيفِ رَأيَ عِيــانِ
مَلِـكٌ يَعُـدُّ الـذِكرَ عَقبـاً صالِحاً
وَيَـرى المَـآثِرَ أَشـرَفَ البُنيـانِ
مُتَواضــِعٌ فــي مَجــدِهِ مُتَرَفِّــعٌ
عَــن ضــِدِّهِ غَيـثٌ عَلـى الإِخـوانِ
وَهُـوَ الَّـذي قادَ الجِيادَ عَوابِساً
تَحـتَ العَجـاجِ إِلـى بَنـي سَلمانِ
وَبَنــي لبيـدٍ كُلِّهـا فَاِجتاحَهـا
بِــدراكِ غــاراتٍ وَحُســنِ طِعـانِ
وَأَتَــت إِلَيـهِ بِـالخَراجِ مُطِيعَـةً
خَوفـاً مِـنَ الغـاراتِ أَهـلُ عُمانِ
وَتَزَعزَعَـت رَهبـاً فَجـاءَت تَبتَغـي
مِنـهُ الـذِمامَ الشـُمُّ مِـن عَدوانِ
هَـذا هُـوَ الشـَرَفُ الرَفيـعُ وَهَذِهِ
شـِيَمُ المُلـوكِ وَغايَـةُ السـُلطانِ
يـا هاجِرَ الأَوطانِ في طَلَبِ الغِنى
هَلّا أَنَخـــتَ بِرَبعِــهِ الفَينــانِ
رَبــعٌ إِذا رَبَعَـت إِلَيـهِ قَبيلَـةٌ
عَلقَــت بِحَبـلٍ مِـن غِنـىً وَأَمـانِ
تَلقـى الغِنـى وَالعِزَّ نَبتَ رِياضِهِ
بَــدَلاً مِـنَ القَيصـُومِ وَالسـَهبانِ
بَـــردٌ وَظِــلٌّ لِلصــَديقِ وَجَنَّــةٌ
وَعَلـــى أَعـــاديهِ حِميـــمٌ آنِ
وَإِذا نَزَلـتَ بِـهِ أَنالَـكَ ما حَوَت
كَفّــاهُ مِــن تِـبرٍ وَمِـن عِقيـانِ
وَإِذا اِحتَـبى وَسـطَ النَدِيِّ رَفعتَهُ
عَــن أَن تُشــَبِّهَهُ بنُــو شـَروانِ
وَإِذا نَظَـرتَ إِلـى فَصـاحَةِ نُطقِـهِ
أَلهــاكَ عَــن قُـسٍّ وَعَـن سـَحبانِ
بَحــرٌ يَعُــبُّ لِســائِلٍ وَمُســائِلٍ
طَـــودٌ أَشــَمّ لِمُســتَكينٍ عــانِ
يُبـدي النَـدى وَيُعيدُهُ وَكَمِ اِمرِئٍ
يُبـدي المُنـى وَيُعيـدُ بِالحِرمانِ
فَاِسـلَم وَعِـش يابـا عَلِيٍّ ما دَجى
لَيـلٌ وَنـاحَ الـوُرقُ فـي الأَغصانِ
فــي نِعمَـةٍ وَسـَعادَةٍ فـي دَولَـةٍ
مَحرُوســـَةٍ بِــاليُمنِ وَالإِيمــانِ
علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله.شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة.ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح.وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط.واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه.وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.