
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـي مَشـرِقِ المَجـدِ نَجـمُ الـدينِ مَطلَعُهُ
وَكُـــلُّ أَبنـــائِهِ شـــُهُبٌ فَلا أَفَلــوا
جــاءوا كَيَعقــوبَ وَالأَسـباطَ إِذ وَرَدوا
عَلـى العَزيـزِ مِن أَرضِ الشامِ وَاِشتَمَلوا
لَكِـــنَّ يوســـُفَ هَــذا جــاءَ إِخــوَتُهُ
وَلَــم يَكُــن بَينَهُــم نَــزعُ وَلا زَلَــلُ
وَمَلكـــو أَرضَ مِصـــرَ فـــي شــَماخَتِهِ
وَمِثلَهـــا لِرِجـــالٍ مِثلُهُــم نَزَلــوا
أَبــو المُظَفَّــرِ مَــأوى كُــلِّ مُضــطَهِدٍ
بِحِلمِـــهِ وَنِـــداهُ يُضـــرَبُ المَثَـــلُ
مَهمــا يَمِــل جــائِرَ أَو عــائِثٌ عَمَّـهُ
فَعِنــدَ عَــدلِ صــَلاحِ الــدينِ يَعتَــدِلُ
أَحيــا بِـهِ اللَـهُ مِصـراً فَهـيَ ناشـِرَةٌ
وَاِفتَكَّهــا مِــن عَــدوٍ مــا بِـهِ قِبَـلُ
كَــم لِلفِرِنــجِ بِهــا وِرداً وَمُنتَجَعــاً
وَنـــارُهُم حَولَهـــا تَــذكو وَتَشــتَعِلُ
فَأَطفَــأَ الناصــِرُ المَنصــورُ جَـذوَتَهُم
وَأَدبَـــروا بِقُلـــوبِ شـــَهمُها وَجِــلُ
مَلــكٌ تَقَلَّــدَ ســِلكُ المُلــكِ مُنتَظِمـاً
وَقــالَ لِلمــالِ هَــذا مِنـكَ لـي بُـدلُ
فَفَــرَّقَ المــالَ جَمعــاً لِلقُلــوبِ بِـهِ
وَحَســـبُهُ فيهِــمُ إِدراكُ مــا ســَأَلوا
إِنَّ المُلــوكَ الَّــذينَ اِمتَــدَّ أَمرُهُــم
لَم يَخزِنوا المالَ بَل مَهما حَوَوا بُذِلوا
كَــذا السِياسـَةُ فَالأَجنـادُ لَـو عَلِمـوا
بُخــلَ المَليــكِ وَجــاءَت شـِدَّةُ خُـذِلوا
لَتَظفُـــرَنَّ بِمـــا لَــم يَحــوهُ مَلِــكٌ
أَبـــا المُظَفَّـــرِ حَقّـــاً حَظَّــهُ الأَزَلُ
دَليـــــلُ ذَلِـــــكَ آراءُ اِقتَرَنَــــت
بِـالحَزمِ وَالعَـزمِ لَـم يُخَصـَّص بِها الأَوَّلُ
قَـد سـادَ اِسـكَندَرَ أَهـلَ الزَمـانِ مَعـاً
فــي سـِنِّ عِشـرينَ وَاِمتَـدَّت لَـهُ الحِيَـلُ
وافــى الثَلاثيــنَ وَالأَقطــارُ أَجمَعُهـا
طَوعـــاً لَــهُ وَمُلــوكُ الأَرضِ وَالمِلَــلُ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.