
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا مُنقَـذَ القُدسِ مِن أَيدي جَبابِرَةٍ
قَـد أَقسـَموا بِـذِراعِ الـرَبِّ تَدخُلُهُ
فَأَكـذَبوا كِـذبَهُم فـي وَصـفِ رَبِّهِـم
وَصــَدَقَ الوَعــدُ مَأمونــاً مُحَـوَّلُهُ
أَمـا رَأَيـتَ اِبـنَ أَيّوبَ اِستَقَلَّ بِما
يَعيــي الزَمــانُ وَأَهليـهِ تَحَمَّلُـهُ
هـاجَ الفِرَنـجُ وَقَـد خاروا لِفَتكَتِهِ
فَاشسـتَنفَروا كُـلَّ مَرهـوبٍ تُغَلغِلُـهُ
لَمّا سَبى القُدسُ قالوا كَيفَ نَترُكُها
وَالــرَبُّ فـي حَفـرَةٍ مِنهـا تُمَثِّلُـهُ
فَكَـم مَليـكٍ لَهُـم شـَقَّ البِحارَ سَرىً
لِيَنصـُروا القَـبرَ وَالأَقـدارُ تَخذِلُهُ
وَكَــم تَرَحَّــلَ مِنهُــم فَيلَـقٌ بِفَلاً
إِلــى الخَوامِــعِ أَلقــاهُ تَرحَلُـهُ
اِستَصـرَخوا الأَهـلَ وَالعَدوى تُمَزِّقُهُم
وَاِسـتَكثَروا المالَ وَالهَيجا تُنفِلُهُ
هُـم الفَـراشُ لَهيـبُ الحَـربِ تَصرَعُهُ
وَكُلَّمــا لَــجَّ صــَدماً جَـلَّ مَقتَلُـهُ
ســَيفٌ أَمــامَ فِلَسـطنٍ بَـرى أُمَمـاً
خَلـفَ البِحـارِ لَقَـد أَمهـاهُ صَيقَلُهُ
كَـم قَـد أَعـدوا وَكَـم فَـلَّ جَمعُهُـم
مِــن غَيــرِ ضـَربٍ وَلا طَعـنٍ يُزَيِّلُـهُ
وَإِنَّمـا اِسـمُ صـَلاحُ الدينِ يَذكُرُ في
جَيــشِ العَــدُوِّ فَيَســبيهِم تَخَيُّلُـهُ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.