
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـا المُظَفَّـرِ أَنتَ المُجتَبى لِهُدى
أُخـرى الزَمـانِ عَلـى خُبرٍ بِخَبرَتِهِ
فَلَـو رَآكَ وَقَـد حُـزتَ العُلـى عُمَرُ
فـي قِلَّـةِ التَـلِّ قَضـى كُنَّهُ عَبرَتِهِ
وَلَـو رَآكَ وَأَهـلُ القُـدسِ فـي وَلَهٍ
أَبــو عُبَيــدَةَ فَـدّى مِـن مَسـَرَّتِهِ
غَـداةَ جَـزّوا النَواصي في قِمامَتِهِ
وَأَعوَلـوا بِالتَبـاكي حَـولَ صَخرَتِهِ
دارَت المِلَّـةُ الحُسـنى فَنَحـنُ عَلى
عَهـدِ الصـَحابَةِ ف اِسـتِمرارِ مِلَّتِهِ
وَأَنـتَ كَاِسـمِكَ صـِدّيقٌ وَصـاحِبُهُ ال
مَلِــكُ المُظَفَّـرِ سـامٍ فـي مَـبرَتِهِ
وَفــي الثَلاثَــةِ عُثمــانٌ يُؤَيِّـدُهُ
عُلا عَلِــيٍّ عَلــى إيثــارِ نُصـرَتِهِ
وَكَـم لَـدَيكَ ذَوو قُربى رَقوا شَرَفاً
وَكَـم بَعيـدٌ رَأى الزُلفـى بِهِجرَتِهِ
يُشـبَهُ الفَتحَ ما بَينَ البُزاةِ لَقى
مَلِـكُ الفِرِنـجِ أَخيـذاً بَينَ عَترَتِهِ
أَمـا رَأَيـتَ مَعـالي يوسـُفَ نَسـَقَت
حَتّـى رَمَـت كُـلَّ ذي مُلـكٍ بِحَسـرَتِهِ
أَضـحى لِنَشرِ الهُدى في فَتحٍ مَنهَجُهُ
وَبـاتَ يَطـوي العِدى في سَدِّ ثَغرَتِهِ
وَاِسـتَقبَحَ الرِجـسَ مِمنُـوّاً بِمَشهَدِهِ
فَاِسـتَفتَحَ القُـدسَ مَحشـُوّاً بِزُمرَتِهِ
لَكِـن بِـأَسَ صـَلاحُ الـدينِ أَذهَلَهُـم
بِوَقعَـةِ التَـلِّ وَاِستِشـراءِ سـَورَتِهِ
يَعي الجَوارِحَ وَالفُراسانَ وَهوَ عَلى
بَـدءِ النَشـاطِ عَشـِيّاً مِثـلَ بَكرَتِهِ
يـا فاتَحِ المَسجِدَ الأَقصى عَلَيَّ بِهِم
وَقـانِصَ الجَيـشِ لا يُحصـى بِقَفزَتِـهِ
أَبشـِر بِمُلـكٍ كَظُهـرِ الشـَمسِ مُطَلَّعٍ
عَلــى البَســيطَةِ فَتّـاحَ بِنَشـرَتِهِ
حَتّـى يَكـونَ لِهَـذا الـدينُ مَلحَمَةً
تَحكـي النُبُـوَّةُ فـي أَيّـامِ فَترَتِهِ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.