
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَصـاريفُ دَهـرٍ أَعرَبَـت لِمَن اِهتَدى
وَبَسـطَةُ أَمـرٍ أَغرَبَـت مَـن تَمَـرَّدا
لِســُرعَةِ فَتـحِ القُـدسِ سـِرٌّ مَغيـبُ
وَفـي صـَرعَةِ الإِفرِنـجِ مُعتَبِـرٌ بَدا
أَتَــو كَحِبــالٍ أُبرِمَــت لِإِسـارِنا
فَســُقناهُم فيهـا قَطينـاً مُجَـدَّدا
وَسـاموا تِجـاراً تَشتَرينا غَوالِياً
فَبِعنــاهُم فيهـا قَطينـاً مُجَـدَّدا
وَجَرّوا جُيوشاً كَالسُيولِ عَلى الصَوا
فَآضـَت غِثـاءً فـي البِطـاحِ مُمَدَّدا
وَقـالوا مُلـوكُ الأَرضِ طَوعُ قِيادِنا
إِذا الكُلُّ مِنهُم في القُيودِ مُعَبَّدا
وَقَـد أَقطَـعُ الكِندُ العِراقَ مُوَقَّعاً
فَـأَودَعَ سـِجناً وَسـطَ جَلَّـقٍ مُؤصـَدا
وَأَقســَمَ أَن يَسـقي بِدِجلَـةَ خَيلَـهُ
فَمــــا وَرَد الأَردُنَ إِلّا مُصـــَفَّدا
فَكَــم واثِــقٍ خَجلانَ قَهقَـهُ خَصـمَهُ
وَكَــم سـائِقٌ عَجلانَ قَهقَـرَ مَقعَـدا
أَتى الكِندُ مِن إِسبانَ يَحمي قُمامَةً
فَكـانَ تَفَضـّي مُلكِـهِ قَبـلُ يُبتَـدى
فَمــا عَقَــدَ الرايـاتِ إِلّا مُحَلِّلاً
وَلا حَلَّــلَ الرايــاتِ إِلّا مُعَقِّــدا
وَوَقعَـةَ يَـومَ التَـلِّ إِذا قَبَضَت بِهِ
جَبــابِرَةُ الإِفرِنـجِ حَيـرى وَشـُرَّدا
عَلَيهِـم مِـنَ البَلـوى سـُردِقَ ذِلَّـةٍ
وَمَــن ذَلَّ مــاتَت نَفسـُهُ فَتَقَيَّـدا
تَـرى المَنسـِرَ الديوي يُلقي سِلاحَهُ
وَيَنسـاقُ مـا بَينَ السَبايا مُلَهَّدا
يُبــاعونَ أَسـراباً شـَرائِحَ أَحبُـلٍ
كَشـَلَّةِ عُصـفورٍ مِـنَ الريـشِ جُـرِّدا
فَتَلَقّــى نَصـارى جَلَّـقٍ فـي مَـأتَمٍ
يُســـَرّونَها إِلّا شـــَجىً وَتَنَهُّــدا
أَلَــم تَـرَ لِلسـُلطانِ صـَدَّقَ نَـذرَهُ
دَمُ الغادِرِ الإِبرِنسِ فَاِقتيدَ أَربَدا
وَباشــَرَهُ بِالقَتــلِ وَسـطِ جَنـابِهِ
وَعـايَنَهُ الكِنـدُ المَليـكُ فَأَرعَدا
وَضـاقَت بِنَفـسِ القُمصِ الأَرضِ مَهرَباً
فَـأَدرَكَهُ المَـوتُ المُفـاجِئُ مُكَمَّدا
وَمـا طَـرَقَ الأَسـماعَ مِـن عَهدِ آدَمَ
كَمَلحَمَـةِ التَـلِّ الَّـتي تَلَتِ العِدا
أَتَوا وادِياً ما زالَ يَنفي خَبائِثاً
وَيَصفى بَعَبِقي الدارَ طائِفَةَ الهُدى
بِـهِ جُثِمَـت أَصـحابُ ليكَـةَ وَهيَ في
ذُراهُ وَذا فيــهِ شــُعَيبٌ تَأَيَّــدا
أَرى اللَهَ فيهِ مَعجِزُ النَصرِ مُخلِصاً
لِأَمـرِ صَلاحِ الدينِ في الناسِ مُخَلَّدا
وَأَعـدى جُنـودَ الرُعبِ يَردي عِداتُهُ
وَســَلَّمَ جَميـعَ المُسـلِمينَ مُجَنَّـدا
وَمَــن عَجِـبَ خَمسـونَ أَلـفَ مُقاتِـلٍ
سـَبَتهُم جُيوشٌ لَيسَ فيها مَن اِرتَدى
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.