
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العَـزمُ يَنفُـذُ لَيـسَ البيضُ وَالسُمُرُ
تِلـكَ العَزيمَـةُ مِنهـا هَـذِهِ الأَثَـرُ
فَتــحٌ يُضـَيِّقُ صـَدرَ الكُفـرِ شـارِحُهُ
صـَدرَ الهُدى فَالتَقَت بُشراهُ وَالنُذُرُ
كَـــأَنَّهُ ســُحُبٌ تَرمــي صــَواعِقُها
أَرضـاً وَيَنـزِلُ في أُخرى بِها المَطَرُ
كَــأَنَّ مِصـرَ وَصـورَ السـورِ بـاطِنُهُ
فينـا وَظـاهِرُهُ فيهِـمُ بِمـا كَفَروا
لَـولا المَليـكُ صَلاحُ الدينِ ما لَبِثَت
فـي مِصرَ أَن تُعبَدُ الصُلبانُ وَالصورُ
فَســَدَّ ثُغرَتَهــا وَاِشــتَدَّ مُعتَمِـداً
أَرضَ العَـدُوِّ فَلَـم يَلبَث بِها الظَفَرُ
يُبكـي الفِرِندَ سُرورُ المُسلِمينَ كَما
يَطيــبُ ثَــوبٌ بِـوَردٍ وَهـوَ مُعتَصـِرُ
جــاءَت أَكــابِرُهُم تَلقـى مُكـابَرَةً
فَـأَلبَسَ الصـُغُرُ ذاكَ الكِبرُ وَالكِبَرُ
وَاِســتَلأَموا لتَـرُدَّ البَـأسَ لامَتهُـم
وَلا يَــرُدُّ مِجَــنٌّ مـا رَمـى القَـدَرُ
وَجهُ اللِعَينِ إِلى الدَوارومِ مُنضَغِطاً
وَلِلبَــواتِرِ مِنـهُ وَالقَنـا الـدُبُرُ
كَــأَنَّ مُــرّي يُبَكّــي مُــرَّ نَكبَتِـهِ
عــودٌ يُقَطِّــرُ مــاءً وَهـوَ يَسـتعِرُ
مـا كـانَ يَحسـَبُ أَنَّ اللَـهُ يَقهَـرُهُ
مِـن مِصـرَ إِذ هِـيَ أُنثـاهُ وَلا ذَكَـرُ
قَـد كـانَ ذا طَمَـعٍ فيهـا وَذا طُعَمٍ
فَعــادَ يَأســاً وَبَأَسـاً صـَوبُهُ دِرَرُ
فَلَيـسَ يَـدري أَيَبكـي شـَجوَ مَملَكَـةٍ
فـاتَتهُ أَم خَـوفَ مـا يَخشى وَيَنتَظِرُ
وَغَــزَّةٌ غَــرَّةٌ الكُفـرِ الَّـذي وَطِئتُ
جَـبينَهُ الغُـزُّ لَـم يَـترُك لَها أَثَرُ
سـالَ الحَرَمـانِ فيهـا مائِرَينَ مَعاً
دَمٌ وَخَمـــرٌ وَلا كُفـــرٌ وَلا ســـَكَرُ
وَأُضـرِمَت لَهَبـاً فيـهِ العِـدى جُثَثاً
كَأَنَّهـــا وَهُــم يَصــِلونَها ســَقَرُ
فَالحَمــدُ لِلَّـهِ هَـذيِ نَعمَـةً شـَمَلَت
دينــاً وَدُنيــا فَلا عُـذرٌ وَلا ذُعُـرُ
أَبـا المُظَفَّـرِ فَاِهنَـأ حَـظَّ مُنتَخِـبٍ
أُخـرى الزَمـانِ لِـدينٍ كـادَ يَنبَتِرُ
زَهِـدتَ فيمـا سـَبى الأَملاكُ مُنكَـدِراً
عِلمـاً بِمُلـكِ نَعيـمٍ مـا بِـهِ كَـدَرُ
وَطِبـتَ نَفسـاً عَـنِ الدُنيا وَزُخرُفَها
وَجِئتُ تُقَـدِّمُ حَيـثُ الهَـولُ وَالخَطَـرُ
فَــأَنتَ لِلعُمَرَيــنِ ثــالِثٌ وَرَعــاً
وَعَزمَــةً شــَبَّ مِنهـا لِلهُـدى عُمُـرُ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.