
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـديمُ هَـواكُم فـي الفُـؤادِ قَرارُهُ
فَكَيـفَ بِـهِ مُـذ شـَطَّ عَنكُـم مَـزارُهُ
يَـرى حُسـنَكُم وَالصـَدُّ أَظلَـمَ لَيلُـهُ
فَهَــل لِوِصــالِ أَن يُضــيءَ نَهـارُهُ
تَرَكتُــم حَشـاهُ مِـن أَسـىً وَتَذَبـذُبٍ
جَنـاحَ قَطـاً خَفَقـاً فَبـانَ اِصطِبارُهُ
وَمـا لِبِلـى ذا الجِسمِ وَجدي وَإِنَّما
يُبــاحُ حِمــى راجٍ لَكُــم وَجُـوارُهُ
وَحـالي عَلـى مـا سَرَّ أَو ساءَ مِنكُمُ
كَحالَــةِ مُخمــورٍ زَهــاهُ خُمــارُهُ
أَلَـذُّ اِهتِيـاجِ الشَوقِ بي سَحَراً إِذا
تَفــاقَمَ مــا أَلقـى وَثـارَ أُوارُهُ
أَمـا وَالَّـذي أَعلـى بِيوسـُفَ دينَنا
بِرُغــمٍ لِشـانيهِ المَلـومِ اِزوِرارُهُ
لَقَــد قَــدَحَت آرلاؤُهُ زَنـدَ خـاطِري
بِنَظــمٍ سـَما وَصـَفا جَلِيّـاً كُبـارُهُ
لِمَلِــكٍ مُريــدٍ لِلعَــويصِ بِفَهمِــهِ
فَيَعبُــرُهُ وَعـرَ المَسـاقِ اِعتِبـارُهُ
رَأَيــتُ جَلِيّــاً مِـن مَعونَـةِ رَبِّنـا
لَـهُ دائِمـاً يَزهـو البِلادَ اِفتِرارُهُ
فَلِلَّــهِ دَهــرٌ قَــد أَمِنّـا شـُرورَهُ
وَقَـد ذَبَّ عَـن نَهـجِ العُلُـوِّ شـِرارُهُ
وَقـامَ صـَلاحُ الـدينِ بِالشِركِ فاتِكاً
وَأَطــواقُ أَعنـاقِ المُلـوكِ شـِفارُهُ
مُــديرُ رَحـىً لِلحَـربِ صـادٍ حُسـامُهُ
إِلـى مُهـجُ يُلقـى الشـَرارَ غِـرارُهُ
غَـداةَ طَحـا بِالمُشـرِكينَ اِقتِحـامُهُ
أَخـو دُلـجٍ مُسـتَنقِذُ القُـدسِ ثـارُهُ
حَبـا مِنحـاً وَاِستَشـعَرَ الأَمـنَ شامُهُ
بِلا حَــرَجٍ مُســتَنقِذُ القُـدسَ ثـارُهُ
ســَطا مَرَحــاً صـَولاً تَلاهُ اِبتسـامُهُ
عَلـى فَـرجٍ أَبـدى فَأَحيـا اِنتِشارُهُ
أَعَــزَّ مَكــاني إِذ أَزالَ ضــَرورَتي
وَمــا ذِلَّـةُ الإِنسـانِ إِلّا اِضـطِرارُهُ
وَلا عَــــــزِّةٌ إِلّا وَلاءٌ وَقُربَـــــةٌ
تَحَلّــى بِــه شــَخصٌ مـوفى فَخـارُهُ
وَمـا الإِفـكُ مِـن نـاسٍ عَموا بِمُعَجَّزٍ
لِشـَهمٍ فَلَيـسَ الـوَهمُ يَعلـو مُثارُهُ
وَمَـن أَبـدَأَ النُعمـى عَسـاهُ يُتِمُّها
بِأَلطــافِ ذي جَــدى مُفـاضٍ سـِتارُهُ
يَجـودُ فَلَيـسَ الأَعظَمُ الثائِرُ الثُبا
لِيـوفي عَلـى مُعطـىً أُمِـدَّ اِحتِقارُهُ
لَقَـد مُـدَّ لِلإِسـلامِ أَقوى عُرى الهُدى
وَتَــمَّ اِقتِـداءُ ثُـمَّ عَـمَّ اِشـتِهارُهُ
بِمـا خَـصَّ مَلكـاً ذادَ جَيـشَ فَرَنجَـةٍ
وَفاجَــأَهُ يُلمــي عَلَيهِــم إِسـارُهُ
عَطــاءٌ قَضــاهُ رَبُّنــا بِتَكــافُوءٍ
وَأَودَعَــهُ خَلقـاً تَسـاوى اِفتِقـارُهُ
فَلا قَتَـــدٌ إِلّا شـــَواهُم ســـُتورُهُ
وَلا مَســــدٌ إِلّا طُلاهُـــم شـــِعارُهُ
وَسـيقوا فَما تَدري الفَتاةُ بِإِلفِها
قَريباً وَلا يَدري الفَتى ما اِنتِظارُهُ
سـَرى قَـدَرٌ فَاِغتـالَ إِفرِنـجَ سـاحِلٍ
بِمـا لَـم يَغُـل طـاغي ثَمودَ قُدارُهُ
فَقَـد عَلِمـوا تَحقيـقَ ما جَهَلوهُ مِن
نَكيــرٍ قَــديرٍ لا يُطــاقُ حِــذارُهُ
وَعَـزمُ صـَلاحُ الـدينِ إِذ جَهَلـوهُ قَد
تَســَلَّطَ فيهِــم صــَوتُهُ وَاِنتِصـارُهُ
بَنـي أَصـفَرٍ أَلقـوا السِلاحَ وَوَحِدّوا
وَإِلّا دَهــاكُم مَــن سـَباكُم بِـدارُهُ
فَيوســُفَ أَجلاكُــم مِـنَ الأَرضِ عَنـوَةً
وَيُجلـى فَمـا يُبقـي عَلَيكُـم نِفارُهُ
وَكَـم رامَ صـَعباً جـاءَ فيـهِ بِمُعجِزٍ
يَقـومُ لِثـاءٍ فـي الشُؤونِ اِنتِشارُهُ
وَكَـم واجِـمٍ مِـن رَوعِـهِ في مُلوكِكُم
عَسـى الفَتـحُ إِبـداءً بِهِم مُستثارُهُ
فَأَشـبانُ مَـن إِثخـانِهِ فـي تَنـافُرٍ
تَــرى جُنــدُهُ داهٍ لَهـا مُسـتَطارُهُ
وَرايَتُــهُ الصــَفراءُ زاهٍ زِفافُهـا
إِلَيهـا اِبتِكاراً حَيثُ رادَ اِزدِيارُهُ
وَأَبنـاؤُهُ أَهـلُ المَعـالي تُنَـوَّروا
هُــداهُ فُروعـاً راقَ فيهـا ثِمـارُهُ
الأَفضــَلُ فــي الأَملاكِ شـَخصُ فَضـائِلٍ
إِذا عُـدَّ مـا قَـد خُـصَّ عَزَّ اِنحِصارُهُ
تَجَلّـى بِنـورِ الدينِ ما تاهَ عَصرُنا
بِـهِ نامِيـاً كَهـلُ التَمـامِ وَقـارُهُ
يَلــوحُ بِـدارِ العَـدلِ ذا أَريحِيَّـةٍ
بِـــرَأيٍ رَواهُ عَـــبرَةً مُستَشــارُهُ
دِمَشــقُ لَهــا مِنـهُ شـَمائِلُ يوسـُفَ
ســَماحاً وَإِقـداماً حَمـى مُسـتَجارُهُ
عَلــى ســُرحاً جَلّا مُنيــراً مَقـامُهُ
سـَنى لَهَـجٍ أَزهـى مَـداهُ اِبتِـدارُهُ
حُلـىً مِـدحاً يُسـَمّى فَينَمى اِعتِيامُهُ
شــَذا أَرِجٍ بِالمَكرُمــاتِ اِفتِخـارُهُ
فَــرى نُــدحاً إِشـراقُهُ وَاِنتِسـامُهُ
لِمُبتَهِــجٍ يَــومَ الهِيــاجِ خِطـارُهُ
يَــرى وَضــَحاً وَالنَقـعُ داجٍ ظَلامُـهُ
لَـدى لَجُـجٍ يُزجـي الكُمـاةَ شـِعارُهُ
مُــداعِسُ أَبطــالٍ تَنـازَت فِقادُهـا
مَطايــا أَبِــيٍّ لا يُــرامُ قِطــارُهُ
لِعُلُــوِّ المَقامـاتِ اِسـتطالَ بِفَمِـهِ
فَـتىً هُوَيـدِري أَيـنَ يَسمو اِختِيارُهُ
فَيوسـُفَ بَيـنَ المُلـكِ وَالدينِ واقِفٌ
بِســـَيفٍ وَشــَرعٍ دائِرٍ حَيــثُ دارُهُ
مُحَيّـاهُ نـورُ المُعتَفـى مُطلِـعٌ مُنىً
وَأَمنـاً وَلِلعـادي عَلى الرُعبِ نارُهُ
وَكَـم صـادَ ذا مُلـكٍ يُبـاهي بِجَيشِهِ
فَأَسـحَرَ حَتّـى اِرفَـضَّ عَنـهُ اِعتِكارُهُ
وَأَمَّ دِيـــارَ الشـــائِدينَ ضــَلالَةً
فَبــادوا وَشـيدَت بِالأَمـانِ دِيـارُهُ
أُفاتِـحُ دارَ القُـدسِ قُـم لِمُعانِـدي
هُـدىً وَآلَـسَ الحـاكي ذَوِيَّـهُ خَيارُهُ
أَرِق دَمَ أَعـداءٍ مِـنَ العِلمِ وَالتُقى
وَقَـد لَبِسـوا مـا آبَ وَصـَماً عَوارُهُ
وَجـالَسَ عُـداةً مِـن سـَما وَضـعَت لَهُ
خِيانَــةَ عَهــدٍ بَيِّــنٍ فيـهِ عـارُهُ
وَمــانَت فَبــانَت أَقطارُهــا دَنَـت
وَدانَ لَــكَ الأَطغـي مُبينـاً صـِغارُهُ
وَأَيســوفِيّاً تَرجــوكَ مِثـلَ قِيامَـةٍ
فَـذا الفَتحُ يَعلو العالَمينَ جِهارُهُ
عَـــدُوُّكَ واهٍ حَيــثُ تَــمَّ ســُفورُهُ
وَأَمـــرُكَ زاهٍ حَيـــثُ أَمَّ ســِفارُهُ
وَديبــاجُ سـِحرٍ رَقـمُ أَنـدَلُسٍ سـِما
وَجَليانَـــةٌ بَيــنَ البِلادِ مَنــارُهُ
فَمــا لِشــَآمَ أَو عِــراقٍ بِفَهمِــهِ
يَــدٌ فَبِأَقطــابِ العُلــومِ مَـدارُهُ
وَقَـــد جَهَلــوهُ صــورَةً وَقِــراءَةً
فَمــاذا عَسـى إِبـداعُهُ وَاِبتِكـارُهُ
إِذا خُـصَّ شـَخصٌ فـي الأَنـامِ بِمُعجِـزٍ
فَلَيـسَ لِثـانٍ فـي مَـداهُ اِقتِـدارُهُ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.