
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـبيبٌ تَـراءى وَهـوَ يَـأَبى لِثـامُهُ
وَلا حَظَـــهُ صـــَبٌّ يَثــورُ هُيــامُهُ
رَآهُ فَلَــم يُســلِم هَــواهُ لِشـَركَةٍ
وَأَربــى عَلَيــهِ مــا جَلاهُ قَـوامُهُ
بِقَـدٍّ رَهيـفٍ شـارَكَ الغُصـنُ مُزهِـراً
أَعـاليهِ إِذا أَجنـى وَأَحيـا غَمامُهُ
وَخَــدَّ نَهــارٍ فــي بِهـارٍ وَفـاتِرٍ
مِـنَ الطَرفِ يَأسو ما يَسوءُ اِجتِرامُهُ
وَوَعــدٍ يُضــيءُ الـداجِياتِ تَكـاءَت
مِطــالاً فَــوافى عافِيـاً مُسـتَهامُهُ
كَمـا دانَ هَذا الناسِرُ المَلِكُ وَفدَهُ
بِمـا هـالَ إِذ تَرقـى التِلالَ قِيامُهُ
أَحــالَ مُنــاويهِ وَأَنمــى وَلِيَّــهُ
وَدارَ عَلَيهِــم جــودَهُ وَاِعتَزامُــهُ
فَيـا صـائِدَ الأَقمـاطِ طَولُـكَ زَندُهُم
فَقاتِـل فَريـقَ الشِركِ يَخبُ اِضطِرامُهُ
لَــدَيكَ لِـواءُ الحَمـدِ واقٍ بِيَقظَـةٍ
شــِماتَ عِــدىً لا مِثــلَ لاوٍ مَنـامُهُ
فُــديتَ فَهَـل بَعـدَ الصـَحابَةِ آمِـرٌ
ســِواكَ اِزدِراعُ الباقِيـاتِ مَرامُـهُ
وَمَــن لَيلُــهُ فِكـرٌ وَصـِدقُ عِنايَـةٍ
تَنــاهى لِيُحيــي أُمَّــةُ مُسـتَدامُهُ
فَـإِن أَظلَـمَ الإِسـلامُ أَشـرَقَ مِنكَ ما
أَجـالَ بِـهِ شَمسـاً فَـذابَ اِرتِكـامُهُ
فَبِالصـِدقِ يَقـادُ المُلـوي مُسـابِقاً
بِطــاعَتِهِ وَالفَتــحُ مُرخـىً زَمـامُهُ
وَمـا وارِثُ الأَملاكِ غَيـرُ أَخـي وَغـىً
أَفـاضَ يَـداً يَقـوا الأَنـامَ حُسـامُهُ
شــَذا أَرَجٍ بِالمَكرُمــاتِ اِفتِخـارُهُ
فَــرى نَــدَحاً إِشـراقُهُ وَاِنتِسـامُهُ
لِمُبتَهِــجٍ يَــومَ الهِيــاجِ خِطـارُهُ
يُــرى وَضــَحاً وَالنَقـعُ داجٍ ظَلامُـهُ
لَـدى لَجَـجٍ يُزجـي الكُمـاةُ شـِعارُهُ
مُــديرُ رَحـىً لِلحَـربِ صـادٍ حُسـامُهُ
إِلـى مُهـجٍ يُلقـى الشـَرارَ غِـرارُهُ
غَـداةَ طَحـا وَالمُشـرِكينَ اِقتِحـامُهُ
أَخـو دُلـجٍ مُسـتَنقِذُ القُـدسِ ثـارُهُ
حَبـا مَنَحـاً وَاِستَشـعَرَ الأَمـنَ شامُهُ
بِلا حَــرَجٍ وَالنســِرُ المَلِـكُ جـارُهُ
صــَطا مَرِحــاً صـَولاً تَلاهُ اِبتِسـامُهُ
عَلـى فَـرَجٍ أَبـدى فَأَحيـا اِنتِشارُهُ
عُلــى ســُرحاً جَلّا مُنيــرا مَقـامُهُ
سـَنى لَهَـجٍ أَزهـى مَـداهُ اِبتِـدارُهُ
حُلـىً مَـدَحاً يُسـمى فَيُنمي اِعتِيامُهُ
بِهِ طالَ بَيتُ القُدسِ يُدنى لَهُ الهُدى
وَيَبنـي حَمـاهُ حَيـثُ أَعيـا مَصـامُهُ
وَمَـن يَغلُ في التَطلالِ إِذ كالَهُ وَغىً
رَمـى زَرعَـهُ فَاِصـفَرَّ بِـذَراً حَطـامُهُ
وَكَم لَمَّ اِشتاتاً عَلى عَلى أَزمِ حالِهِ
وَرادَ لِــوَردِ القَـومِ حَيـثُ جَهـامُهُ
فَضــاهي بِمــا أَبــداهُ آلُ مُحَمَّـدٍ
وَقَـد أَمَّ مـا يُرضـي السـَلامَ خِتامُهُ
لَقَـد جَـلَّ ما قَد جَلَّ مِن ضَرَرِ العِدا
وَإِصـرِ الـرَدى إِذ ساحَ وَخداً لَهامُهُ
وَقَـد سـارَ مِـن حَشـدٍ وَراءَ بِحارِهِم
بِفُلـــكٍ وَبَــركٍ مَــوجُهُ وَقَتــامُهُ
وَالإِفرِنـجُ مِـن أَسـرى وَمَوتى وَيوسُفُ
أَجــالَ عَلَيــهِ حَــدَّ وارٍ ضــِرامُهُ
وَكَـم أَكثَروا جَدّاً وَما قاوَموا يَداً
لِأَمــرٍ ســَما جَـداً وَوالـى تَمـامُهُ
وَذَلَّ إِلَيهِــــم ذَلَّـــةً وَتَرَتهُـــمُ
وَآســَفُ مِنهُــم مَـن أَدَلَّ اِعتِصـامُهُ
أَيـا باغِتـاً قُدساً وَالإِفرِنجُ صَلَبوا
لِجَيـشٍ يُـوافي مـا تَنـاهى خِيـامُهُ
إِلَيـكَ أَفـاءَ المَـدحُ نَسـّاجُ حِكمَتي
غَلائِلَ دُرٍ مـــا عَـــداكُم نِظــامُهُ
بِمُعجَــرَ رَقــمٍ عِنــدَ إِذنٍ بِصـُنعِهِ
أَلانَ شِماســاً فيــهِ مَـن ذا كَلامُـهُ
وَما قَدرُ قَولي عِندَ حُبّي إِذا اِنتَمى
وَمِنــهُ لِقَلـبي مـا سـَباهُ لِزامُـهُ
فُــؤادي سـَرى تُـتيمُهُ لا ئِذاً بِكُـم
لِهَـذا تَعاصـى فـي هَـواكُم فِطـامُهُ
عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل.شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس.انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب ، يجلس على دكان بعض العطارين ، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق.كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة ، أشهرها قصائده ( المدبجان - خ ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر ) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.