
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكـر العَقيـقَ فَسـالَ مِـن أَجفـانِهِ
وَاِشـــتفَّهُ وَجـــدٌ إِلــى ســُكانِهِ
وَاِشـتَمَّ فـي ريح الصَبا أَرجَ الصّبا
فَصــَبا حَليـفَ جَـوىً إِلـى أَوطـانِهِ
وَشـَجاهُ مَسـجور الفُؤادِ إِلى الحِمى
وُرقٌ ســَواجِعُ هِجــن مِــن أَشـجانِهِ
تـروى عَـنِ الورقِ الغَرامَ وَطالَ ما
دَرَسـَت فُنـون العِشـقِ فـي أَفنـانِهِ
فيهِــنّ سـالِمَة الحَشـا مِـن لَوعَـةٍ
لَـم تَـدرِ طَعـمَ الوَصـلِ مِن هِجرانِهِ
تُمســي وَتُصــبِحُ فـي أَرائِكِ أَيكَـةٍ
مَـع إِلفِهـا وَالعُمـرُ فـي رَيعـانِهِ
تَرتــادُ رَوضَ الشـامِ أَخصـَب مَنـزِلٍ
حَيـثُ العـرارُ صـَغى إِلـى حَـوذانِهِ
حَيــثُ المَعـالِم مُشـرِقاتٌ بِالـدُمى
وَالغانيــات يَطُفــنَ حَـولَ مَغـانِهِ
فـي ظِـلِّ مُنبَجِـسِ اللُجَيـنِ جَـرى بِهِ
ذَهَــبُ الأَصـيلِ يَسـيلُ مِـن قيعـانِهِ
أَلمــى الظلال كَــأَنَّ سـُمرَتهُ لَمـىً
عَــذبُ المَراشــِفِ نَـدَّ عَـن غُزلانِـهِ
بَينـا تـراودُ فيـهِ مِـن عَـذبٍ إِلى
عَـذب يَفـوق عَلـى العُـذَيبِ وَبـانِهِ
فــي صــَفوِ عَيـش إِذ رَمَتهـا نيّـةٌ
لِلــرُوم فاخِتُهــا بِســودِ رِعـانِهِ
هَبَطَـت بِهـا الأَقـدار أَرضاً لَم يَكُن
فيهـا نُـزول الـوَحي مِـن فُرقـانِهِ
ســَوداءُ مُظلِمَــةُ الفَضـاء كَأَنَّهـا
قَلـبُ الحَسـود عَلَيـهِ ظُلمَـةُ رانِـهِ
فَغَـدَت تَنـوحُ عَلـى الـدِيار بِمَدمَعٍ
ســَحٍّ يُبـاري الغَيـثَ فـي تَهتـانِهِ
ماسـورةُ القَلـبِ المُعنّـى مِـن جَوىً
مَســجورةُ الأَحشــاءِ مِــن نيرانِـهِ
تَبكـي إِذا ذُكِـرَ الحِمى حَيثُ الحِمى
رَوضٌ تَفَـــرَّد فـــي ذُرى أَغصــانِهِ
تَنفَــكُّ تَنثُــرُ لُؤلُـؤاً مِـن مَـدمَعٍ
كَالــدُرِّ ينظـمُ فـي سـُموط جُمـانِهِ
حَتّـى تَـرى رَوضَ الحِمـى أَو تَجتَلـي
رَوضَ اِبــنِ بُســتانٍ إِمـامِ زَمـانِهِ
قاضـي العَسـاكر مَـن تَبَـوّأ مَنزِلاً
تُمسـي النُجـومُ الزُهـرُ مِن أَخدانِهِ
المُعتلـــي شــَرَفَ العُلا بِبيــانِهِ
المُجتَلــي ســِرَّ القَضــا بِعِيـانِهِ
ذُو غايَةٍ في المَجدِ رامَ بُلوغَها ال
فَلَــكُ المُحيـطُ فَجـدَّ فـي دَوَرانِـهِ
ســَبَقتهُ فَاِسـتَعدى عَلَينـا طاوِيـاً
لِصــَحائِف الأَعمــالِ فــي سـُرعانِهِ
لِلَّــهِ مَــولىً هــامُ هِمَّتِــه سـما
هــامَ السـِماك فحـلَّ فَـوقَ مكـانِهِ
مــولىً تَـرَدّى الفضـلُ أَبهـى حُلَّـة
تَوشــيعُها المَعـروفُ مِـن إِحسـانِهِ
ظِــلُّ المُحيّــا لَـو يُقابـل نُـورَهُ
بَـدرُ الـدُجى لِحِمـاه عَـن نُقصـانِهِ
وِإِذا دَجــى لَيـلُ الخُطـوبِ فَرَأيُـهُ
فيهـا كَضـوءِ الشـَمس فـي لَمَعـانِهِ
ماضـي العَـزائِمِ خَيـرُ مَـولى أمَّـه
رَكــبٌ يَجــوب البيـدَ فـي رَمَلانِـهِ
فـي ثَنـي بُردَيـه إِمـامُ تَقـىً وَفي
حِقــوَيه رَضـوى بـانَ بَعـدَ إِبـانِهِ
هُـوَ مَـن عَلِمـتَ فَدَع سِواهُ وَمَن يُرِد
بِحــرَ المَكـارم صـَدَّ عَـن غُـدرانِهِ
بَحــرٌ لَنــا مِـن راحَـتيهِ جَـداوِلٌ
طَفَحَــت فَسـالَت مِـن مَسـيلِ بَنـانِهِ
مُتَبَســِّمٌ يَــومَ النَــدى لعُفــاتِهِ
كَــالرَوضِ ضــاحَكَهُ نَــدى هَتّــانِهِ
مــا رَدَّ يَومــاً سـائِلاً وَلَـهُ سـَطى
بــاس تَــردُّ الـدَهرَ عَـن حَـدَثانِهِ
راوي حَــديث العِلـمِ عَـن نُعمـانِهِ
حـاوي فُنـون الفَضـلِ مِـن بُسـتانِهِ
العـالِمُ الطهـرُ الَّـذي ظَهَـرَت لَـهُ
كَشــفاً شـُؤون الحَـقِّ فـي أَعيـانِهِ
وَجَلا صــَدا الأَلــوان عَــن مِرآتِـهِ
وَرَأى وُجُــودَ الحَــقِّ فـي سـَرَيانِهِ
فَـأَتى عَلـى عيـن اليَقينِ وَقَد مَضى
وَالقَــومُ فيهِـم غَفلَـة عَـن شـانِهِ
صــَبَّ الإِلَــهُ ســَحابَ رَحمَتِـهِ عَلـى
ذاكَ الضــَريح وَحاضــِري جِيرانــهِ
حَتّــى يَعــودَ ثَـراه أَنضـَر رَوضـَةٍ
فيهـا جَميـمُ النَبـتِ مِـن رَيحـانِهِ
وَغَــدَت تَحايــا الـرَب كُـلَّ عَشـيَّةٍ
تُهــدى إِلَيـهِ عَلـى يَـدي رِضـوانِهِ
فَبِحَقِّـــهِ رَبــا عَلَيــكَ وَوالِــدا
وَبِحَــق مــا تَرعـاه مِـن رِضـوانِهِ
أَلّا نَظَــرتَ لِعَبــدِ بابِــكَ راحِمـا
فَالـدَهرُ جـارَ عَلَيـهِ فـي عُـدوانِهِ
عطفــاً عَلَيــهِ بِمَنصـبٍ يَسـمو بِـهِ
بَيــنَ الأَنـام وَمِـزه عَـن أَقرانِـهِ
فَلَقَــد شــَجاه جاهِــلٌ فـي دَرسـِهِ
يَرقــى وَرَبُّ الفَضــلِ فـي حِرمـانِهِ
حاشـا لِمـا حَرَسـتهُ كَـفُّ نَـداك أَن
يَــذوي وَفَيـضُ نَـداك فـي جَرَيـانِهِ
وَلِمثــل فَيضــِكَ أَو يُــؤخِّر سـاعَةً
عَنــهُ وَهَـذا الـوَقتُ وَقـتَ أَوانِـهِ
وَاِســـتَجلها عَربِيَّـــةً أَوطانُهــا
شــِعب الغَــوير وَمُلتَقـى كُثبـانِهِ
قَلَّـــدتَها دُرَّ المَــدائِحِ لُؤلُــؤاً
رَطبــا يَكــاد يَفــوقُ دُرَّ عُمـانِهِ
وَكَســَوتَها وَشــيَ الثَنـاءِ مُحبَّـرا
بُـرداً يَفـوحُ المسـك مِـن أَردانِـهِ
وَاِبسـُط لَهـا كَـفّ الرَجا وَأَقِم لَها
بِـالروم وَزنـاً تَعـلُ فـي ميزانِـهِ
فَالشـعر عِنـدَ القَـومِ حاشـا سَيّدي
لا فَــرقَ بَيــنَ هَجينــه وَهِجــانِهِ
وَاِســلَم وَدُم فــي نِعمَـةٍ مَحسـودَةٍ
طـولَ المَـدى وَالعَيـشُ فـي رَيّـانِهِ
وَبَنُـوكَ أَقمـارُ الفَضـائل مـا سَرى
بَــرقٌ فَهــاجَ الصـَبّ فـي لَمَعـانِهِ
درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي أبو المعالي.أديب له شعر وترسل من أهل دمشق مولداً ووفاةً.ونسبته إلى جده لأمه طالو.جمع أشعاره وترسلاته في كتاب سماه (سانحات دمى القصر في مطارحات بني العصر -خ) في الظاهرية.