
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وطــالعٍ مـن مشـرِقِ القَبـاء
فــي ليلـةٍ مـن صـُدْغه لَيلاءِ
مثْلَ طلوع البدر في الظَلماء
ينظُــرُ مــن صـادقةٍ دعجـاء
كشــَقّةٍ فــي شــَعْرةٍ سـوداء
لَقيتُــه فــي غِلْمـةٍ أكفـاء
تَلاعَبــوا فـي عَرْصـةٍ فَيْحـاء
فثـارَ مثْـلَ الظبيـةِ الأدْماء
عـاطِفَ فَضْلِ الذَّيل ذي الإرخاء
ومُبــدِياًعن وجْنــةٍ حمــراء
فخـاضَ فـي فَـنٍّ مـنَ الرمـاء
إصـماؤه يكـونُ فـي الإشـْواء
مُنْفَتِلاً بقامـــــــــةٍ مَيْلاء
وعابِثـــاً بكُـــرَةٍ شــَعْراء
عَجيبــةٍ تُضـرَبُ فـي الهـواء
بصــَولَجَانٍ صــادقِ الإيمــاء
يُصـانُ للإغـرازِ فـي الغِشـاء
لـم يُبْـرَ من أيكتِه الخضراء
كلاّ ولــم يَعْـرَ مـن اللّحـاء
فَيَنْثَنــي يَبْسـاً بلا انثنـاء
بـلْ هـو رَطـبٌ كلسـانِ الماء
أنعَــمُ ســاقَىْ بانـةٍ غَنّـاء
يختلــسُ الخَطْفـةَ فـي وَحـاء
مثْـلَ اختلاسِ العيـنِ للإغضـاء
أو مثْـلَ نَصـْبِ الأُدْنِ للإصـغاء
فَمَــرَّ فــي ضــَرْبٍ لَهـا وِلاء
يَقْسـِمُ طَـرْفَ المُقلةِ الخَوصاء
في اللِّعْبِ بين الأرضِ والسّماء
تَخْبِــطُ رِجْلاه علــى العـراء
مَـع الصـّوابِ خبَطْـةَ العَشْواء
يَســرِقُ مـن شـمائل الظبـاء
نَقْـراً يُـواليهِ علـى أنحـاء
أبطَؤُهـا يَخطِـفُ عيـنَ الرائي
ويُتْبِــعُ الأعــدادَ بالإحصـاء
كســـَوقِكَ الأذْواد بالحُــداء
يَسـتقبلُ الدَّفعـةَ مـن تِلقاء
ورُبمــا آثَــرَ فـي الأثنـاء
أن يَتلقّـى الرَمْـيَ مـن وراء
فنظْمُــهُ مُستَحســَنُ الإقــواء
يَهتَـزُّ مثْـلَ الصَّعدةِ السّمراء
وقَــدُّه مــن شــِدةِ الْتـواء
كالغُصْنِ تحتَ العاصفِ الهَوجاء
تَــراهُ مــن تَمَــدُّ الأَعضـاء
كـــأنّه كـــوَكِبُ الجَــوزاء
لــه خُطــاً قليلـةُ الاِخطـاء
حكيمــةُ الإســراعِ والإبطـاء
لـو لـم يكـنْ مَسٌ منَ الإعياء
لَوَصــَلَ الصــّباحَ بالمَســاء
مُسـتَغْرَبُ الإخطـاء كالعَنْقـاء
وزائدُ العـود علـى الإبـداء
يالــك مـن مركوضـة ملسـاء
رافعـــة لخصـــلة دهمــاء
مـن ذنَـبٍ فـي جَبْهـةٍ شـَهْباء
تُطيــعُ مَولاهـا بلا استعْصـاء
وهوْلَهــا مُواصــِلُ الجَفــاء
مُبَــدِّلُ الإدنــاء بالإقصــاء
يُوســـعُها ركْلاً بلا اتّقـــاء
وكلّمــا عـادتْ عـن اسـِتعْلاء
قَبّلـــتِ الرِجْــلَ بلا إبــاء
وجــازتِ الجَفــاء بالوفـاء
خُـذْها وإنْ لم تُهْدَ من صَنعْاء
حَبيكـةً كالوَشـْيِ مـن إهْدائي
واصـــفةً للُعْبـــةٍ عَجْمــاء
ولَفْظُهــا للعَــربِ العَرْبـاء
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.