
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـدَرَ الرِّعـاءُ ومـا سَقَيْتُ ظَمائي
أفلا يَخــورُ جَنـانُ هـذا المـاءِ
يـا ماءُ ها أنا عن فِنائك راحِلٌ
فلقـد أطَلْـتُ ولـم يَنَلْـكَ رِشائي
حتّــى مـتى صـَدَري وَوِرْدي واحـدٌ
وإلامَ أشـــكو حُرقــةَ الأحشــاء
مِـن جَمْـعِ قَطْـرِ حياً أراك مُصوَّراً
أفليـس يُوجَـد فيـك قَطْـرُ حَيـاء
تُـروِى أخـا نَهَـلٍ وتَـتركُ صادياً
أغـــديرُ رِيٍّ أم غَــديرُ رِيــاء
إنّـي أرَى يـا مـاءُ وجهَك صافياً
لكــنّ نفســَك غيــرُ ذاتِ صـَفاء
مـا الفضـلُ فيك لشاربيكَ بمُعْوِزٍ
بـل ليـس عنـدَك حُرمـةُ الفُضـلاء
بَخِـلَ الغمـامُ عليك بُخْلَك ظالماً
وجفـا ذُراك كمـا أَطلْـتَ جَفـائي
وإذا تَفــروَزَتِ الميـاهُ بخُضـْرةٍ
فَبقيِــتَ غيــرَ مُدبَّــجِ الأرجـاء
وإذا الرَّبيـعُ كسا البلادَ بُرودَهُ
فتَجاوزَتْـــك نَســائجُ الأنــواء
لأُنــادِينَّ بســُوء فِعْلِـك مُعلِنـاً
بالشـّرقِ والغـربِ القَصـي ندائي
ولأنَظِمـــنَّ أَرقَّ منـــك لســامعٍ
كَلِمـاً وأحسـَنَ فـي الكتابِ لراء
ولأمَلأنَّ الأرضَ أنَّ مَــــــــزاودي
أُصــدِرنَ عنــك وهُــنّ غيـرُ مِلاء
ولأُخْبِـرنَّ النـاسَ حتّـى يعلم الدْ
داني القريبُ معَ البعيدِ النائي
مـا كـان ضـَرَّكَ لو كسبْتَ مدائحي
بـل ما انتِفاعُكِ باكتسابِ هجائي
مـن كُـلِّ سـائرةٍ بـأفواه الورى
تَحـدو مطايـا الرّكـبِ أَيَّ حُـداء
أنـا أشـعَرُ الفُقهاء غيرَ مُدافَعٍ
في العَصْرِ أو أنا أَفقَهُ الشعراء
شـِعْري إذا ما قلتُ يَرويه الورى
بـــالطّبْعِ لا بتَكلــفِ الإلقــاء
كالصّوتِ في ظُلَلِ الجبالِ إذا علا
للســّمْع هــاجَ تجـاوبَ الأصـداء
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.