
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَيفُ عَينَيــك عـازمُ الانتضـاء
مـا يُـرَى قـاتلاً سـوى الأبريـاء
ولهــــذا تَضــــرَّجَتْ وجنـــاتٌ
لــك أضـحَتْ مصـَبَّ تلـك الـدّماء
إنَّ تَقبيــلَ صــُحْنِ خَــدّك نُســْكٌ
فهْــو إحــدى مصـارعِ الشـهداء
يـا غلامـاً أضـحى دليلَ وجودِ ال
خَصـْرِ منـه ثَبـاتُ عَقْـدِ القَبـاء
عاقِــداً مــن دلالــهِ طَـرَفَ الأص
داغِ يرنُـــــو بمقلــــةٍ كحلاء
كلّمــا ســَدَّ طعنــةً فـي فـؤاد
قــال خُــذها نَجلاءَ مـن خَوصـاء
صادِقُ الفَتْكِ من بني التُرك مايطْ
مَـعُ منـه العُشـّاقُ فـي الإبقـاءِ
يَكسـِرُ الجَفْـنَ كلّمـا رام قتلـى
وكــذاك الأبطـالُ يـومَ اللِّقـاء
أَيُّ ذمٍ لــو كــان فِعْلُـك بـالأح
بــابِ هـذا يـا ريـمُ بالأعـداء
كيــف يَسـخو لنـا بفعْـلِ وفـاءٍ
ذو لِسـانٍ خـالٍ مـن اسْمِ الوفاء
قاسـم طـول دهـره القول ما بي
ن جفـــاء للصـــب واســتجفاء
غيــر أنْ لا يـزالُ سـَيْلُ دُمـوعي
حــاملاً للجَفــاءِ حمـل الجفـاء
كيـف يَصـحو من سَكْرةِ التّيهِ بدرٌ
مــا خلا فُــوهُ قَـطُّ مـن صـَهْباء
قَمَـــرٌ لا أُطيــقُ أُقمــرُ منــه
نظْــرةٌ خــوفَ أعيُــنِ الرُّقَبـاء
مـــا يحــاذيه زُجُّ طَرفــيَ إلا
لــم يَقُــمْ كــفُّ مــن الأعـداء
أيّهـــا الآمــرِي بصــّدِيَ عنــه
كيــف صـدُّ العطشـانِ عـن صـَدّاء
كــم مُقـامٍ تكـادُ نـارُ حيـاتي
تَنطفِــي عنــده بمــاء حيـائي
هِمْــتُ فـي واديَـيْ عتـابٍ وعِشـْق
مــذْ أُتيحَــتْ عيناهُمــا لبلائي
رقَّ قلــبي بحيــث جامــدُ خــدٍّ
يَتَرَامَـــى إليـــه بـــالأهواء
أبــداً بالحسـانِ أهـذِي ولا حـسْ
وَ إذا مـا تـأمَّلوا في ارتِغائي
وإنِ ارتَبْــتَ يــا غلامُ بــأمري
فاتْـلُ وصـْفي فـي سُورة الشُعَراء
لــي لسـانٌ عنـانهُ بيـدِ اللّـهْ
وِ وقلْــبٌ قــد ذلَّ بعــد إبـاء
لا تُكِـــذِّبْ إنِ ادّعيـــتُ ســُلْواً
فصـحيحٌ إلـى العـزاءِ اعـتزائى
لـم يـدعْ في فؤادِيَ الدَّهرُ سُؤْراً
لهــــوى أغَيـــدٍ ولا غَيـــدْاء
أنـا قِـرْنُ الزّمـان ما بَرِحَتْ نَفْ
سـي مـع النّائبـاتِ فـي هَيجْـاء
قـائداً عسـكرَ القـوافي إلى سُل
طـان دهـرٍ قـد لـجَّ في الاعتداء
طالبـاً للغنى وحَسْبُ غنىً في الدْ
دَهْــرِ يُرجــى منَــالُه بعنــاء
كُــلَّ يــومٍ مُصــَبَّحٌ أنــا منـه
بكـــؤوسٍ مـــن الهمـــومِ مِلاء
واقـفٌ حـائرٌ وقُـوفَ أخـي العـلْ
لَــةِ بيــن الشــِّفاء والإشـفاء
حـاقرُ الابتـداءِ لـو كنـتُ منـه
عارفـاً مـا يكـونُ فـي الانتهاء
جَهَّلتَنْـي الأكـدارُ والمـاءُ ممّـا
يُبْصـَرُ القَعْـرُ منـه عند الصّفاء
كـم إلـى كـم تُرى أُطوّفُ في الآ
فــاق فــوق الرّكـائبِ الأنضـاء
قَلقــاً أُسـرِعُ التّحـوُّلَ فـي الآ
فــاقِ والارتمــاءَ فـي الأرجـاء
مثْــلَ ظلِّــي مُشــرِّقاً فـي رواحٍ
كُــلَّ يـومٍ مُغرِّبـاً فـي اغتـداء
مُمْســياً بيــن ناقــةٍ ونَقــاةٍ
مــــن فَلاةٍ دَوّيّــــةٍ يَهْمـــاء
مُبــدلاً ســاعدَ المليحــةِ عَبْلاً
بـــــذِراعِ المَطيّــــةِ الفَتْلاء
وطـنُ قـد عَمْرتُـه مـن ظُهـورِ ال
عيـسِ مـا إن أَمَـلُّ فيـه ثَـوائي
وتَرْكـتُ الأوطـانَ تَهْـوي لكـي تظ
فَــر بــي إن عُـدِدْن فـي الإفلاء
غيـرَ أنّـي قـدِ اقتَنْيتُ من الغُرْ
بـةِ يـا صـاحِ مـن خليـلٍ صَفائي
كلّمــا غَيّــبَ الحــوادثُ عنّــي
وجْــهَ رأْيٍ ولــم تُقمْــه إزائي
عَرَّفَـــاني عواقـــبي وبمْـــرآ
تَيــن يُســطاعُ رؤيــةُ الأقفـاء
فأشــارا علــيّ نُصــْحاً وقـالا
ومــن الرُّشــدِ طاعـةُ النُّصـحاء
صـاحِ إن أصـبح الزّمـانُ وأمسـى
مــائلاً ليـس عُـودُه ذا اسـتواء
فــارْجُ خيـراً فكـلُّ سـَهْمٍ سـديدٍ
خـــارجٌ مـــن حنيّــةٍ عوجــاء
يُلصـقُ الكـفَّ بـالثرى والثّريـا
فَقْــدُها أو وجودُهــا للثّــراء
فارتَـدِ اللّيلَ واسحَبِ الذَّيل منه
فـوق صـحْنِ الفلاةِ سـحْبَ الـرداء
إن سـَئمتَ الأسـفار يا صاحِ بُهْماً
فاخنَتمْهـــا بســـَفرةٍ غَـــرّاء
سـائراً فـي عِصـابةٍ لـم يُلامـوا
إن تحاشــَوا مَنــازلَ اللؤمـاء
كــلُّ ســارٍ سـَرى لمعْـراج سـُؤْلٍ
يَبتغيــه علــى بُــراقِ رجــاء
بمطايـا مثْلِ الحنايا لها الرَّكْ
بُ ســهامٌ قــد ســُدّدَتْ للمَضـاء
والأكــفُّ الأفــواقُ والجــدُلُ أو
تـارُ منهـا والسّيرُ مثْلُ الرِماء
وســَعيدٌ لهــا هـو الغَـرضُ الأقْ
صـى لنيـلِ الغِنـى ونيْلِ الغَناء
ماجــدٌ تُصــبحُ الوفــودُ إليـه
كلمـا اسـتُقبلوا سـدادَ الفضاء
فــإذا توخّـوا الركـائب حلّـوا
فــي فســيحٍ رحْـبٍ مـن الأفنـاء
فهــمُ يشــتكون ضـِيقَ الفلا عـن
هــم ولا يَشـتْكون ضـِيقَ الفِنـاء
حـاوَلُوا الكَسـْبَ مـن جزيلِ ثراء
فيــه فاستبضـَعوا جميـلَ ثَنـاء
ويســيرٌ علــى نَـداهُ لوفْـدِ ال
حمْـدِ جـوداً تَبـديلُ نُـونٍ بـراء
أصـبُحُوا عامـدِينَ من عمْدةِ الدّي
ن كريمــاً فـرْداً مـن الكُرمـاء
اسـْمُهُ وصـْفُ مَـن يَـراهُ وما الأو
صـــافُ إلاّ تَوابـــعُ الأســـماء
أصـبح الأصـلُ طـاهراً فغدا الفَرْ
عُ ســَعيداً مــن ذلـك الانتمـاء
وإذا مـا الأطهـارُ كـانتْ أُصولاً
لـم تُفـرّعْ منهـا سـوى السعَداء
أيُّهـا الأوحَـدُ الّـذي مثْلُه العن
قـاءُ فـي العـزّ لا بَنو العَنقاء
طبْـت فَرْعاً إذ طاب أصْلاً أبوك ال
قْــــرمُ ذو المكرُمـــاتِ والآلاء
وبلــوغُ العليــاء امتَــعُ للأب
نــاء فــي ظــلّ عيشـةِ الآبـاء
فاسـْلمَا أسـبغَ السـلامةِ فـي ظلْ
لِ العُلا وابْقيــا أمَـدَّ البَقـاء
أنتُمـا ذلـك الـذي نَطـق القُـرْ
آنُ عنــه مــن دَوحـةِ العليـاء
أصــلُها ثـابتٌ كمـا ذكَـر الـلّ
هُ تعـالى وفَرعُهـا فـي السـّماء
مـن قَبيلٍ بالشّرْعِ يُدْلُون سَجْل ال
حَــقِّ عَزْمــاً بلا رِشـاءِ ارْتشـاء
هُـم أَجَـلُّ الحُكّـام في دولةِ الإس
لامِ والجاهليّـــــــــةِ الجَهْلاء
هَـرِمٌ كـان قبـل أن هَـرِم الـدّه
رُ لـه فـي العبـادِ فَضلُ القَضاء
قبـل ذا الـدّينِ كـان ذلك دِيناً
لَهـــمُ ظــاهراً بغَيــرِ خَفــاء
فنَشــأتُم عليــه طَبْعـاً ولا يُـشْ
بِـــهُ طَبْعــاً تَكلُّــفُ الأشــياء
مَـن رأى ما رأيتُ في ليلة العي
د وهُـم واقفـون عنـد التّـرائي
عقَـدتُ فـي الشـروق كـفُّ الثريّا
ســتّةً قـد طلعْـنَ عنـد العشـاء
حيـن خطَّ الهلالُ في المغرب نوناً
مــن ثلاثيــنَ قــد ســَبقْن ولاء
قلــتُ هــذا لصــَوْمِ سـتّةِ شـَوّا
لٍ مُــثيراً قــد بـان بالإيمـاء
أيْ إذا صـُمْتَها فقـد صـُمْتَ عاماً
كامـلَ النُّسـك بيـنَ مـاضٍ وجـاء
هِــيَ عِيــرٌ مقْطـورةٌ فَصـَلَتْ لِـلْ
لــهِ مَــذخورةٌ ليــومِ الجـزّاء
فتغَنّـــمْ عِلاوةً لرســـولِ الــلْ
لــهِ نيطَــتْ مــن سـُنْةٍ بَيضـاء
فقْـه دهْـرٍ أبداهُ من طُولِ ما عِنْ
دك يُلفَـــى تَنــاظُرُ الفُقَهــاء
واللّيـالي مـا أهلّـتْ فـي زمانٍ
قبـــلَ هــذا لــولاك للإفتــاء
أنــت أهــدَيتَها بزُهْـرِ مَعـالي
كَ فأبــدَتْ أمثالَهــا للــرّائي
إنّمــا أنـتَ مُـذْ طلَعْـتَ عليهـا
غُـــرّةٌ أُهــدِيَتْ إلــى دَهْمــاء
صـُمْ وأفطِرْ ما كُرِّرَ الصّوم والفِطْ
رُ عزيــزاً تَعيـشُ فـي النَّعْمـاء
مـا سـَقَتْ خـدَّ روضـةٍ دّمْـعَ قَطْـرٍ
ســـاجمٍ عَيــنُ دِيمــةٍ وَطْفــاء
يـا أبـا الفَتْـحِ دعوهٌ تَملأ الأرْ
ضَ فُتوحـاً مـن يُمْـنِ ذاك النّداء
لـك فَتْحـانِ للَّهـى بالْلُهـا جـوُ
داً وللمُشـــــكلات بـــــالآراء
فـابْق فـي العزّ مُغْنياً حُلَلَ الأيْ
يـــامِ بيــن الإجــدادِ والإبلاءِ
نائبـاً عـن أبيـك فـي بَـثِ نورٍ
يَمْلأُ الأرضَ دائمـــاً بالضـــّياء
مـا رأى النّـاسُ هكـذا كُـلَّ يومٍ
عــن ذُكــاءٍ نيابـة بـن ذُكـاء
عـشْ لِنْصـرِ الهُدى بخَفْضِ الهَوادي
مــن أعــادٍ والرّفـعُ للأوليـاء
فـي نعيـمٍ بـاقٍ بغَيـرِ انقطـاعٍ
وقَضــاءٍ عَــدْلٍ بغَيــرِ انقضـاء
جَــذلاً فــي بنـي أبيـك مُقيمـاً
فـي الـذي شـئْتَ مـن سناً وسَناء
فلأنتُـــم ولا افــترقْتُم نُجــومٌ
وُضــعوا منــه فــي سـماءِ عَلاء
قـد تَعـالَتْ تلـك الأكُـفُ عنِ الأك
فـاء بـل عـن نَـواظرِ النّظـراء
لا ينـالُ الأقـوامُ إلاّ نُـزولَ الرْ
رزِق منهـا أو ارتقـاءَ الـدُّعاء
قُـل لـذُخْرِ الإسلامِ يا أيها الفا
رِجُ عنـــه للكُرْبــةِ الســّوداء
يـا غماماً من الندى وهْو بالرَيْ
يِ وبالبِشـــْرِ كاشــفُ الغَمّــاء
طـودُ حِلـم لكـن يهـبُّ هُبوبَ الرْ
رِيـح جـوداً إذا احتَـبى للحِباء
كامـلُ الفَضـْلِ والنهى وهْو ينْمى
هــل رأَيتُـم تكـاملاً فـي نمـاء
وأخـــو ســـيرةٍ إذا وصــَفوها
للرّعايـــا حَســناءَ لا خَشــْناء
أوْطـأته عُليـا فـزارةَ مـن قَـب
لِ حَصــى الأرض مفــرِقَ الجـوزاء
ورِعُ النّفـسِ مـا رأى اللهُ حُوباً
قــطّ منــه يــدورُ فـي حَوبـاء
كــأُويسٍ إذا دعــا فــي تُقـاه
وإيــاسٍ إذا قضـىَ فـي الـذّكاء
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.