
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وجهُــكِ عنــد الشــّموسِ أَضـَوَؤها
وفُــوكِ بيــن الكــؤوس أَهْنَؤهـا
ومــا رأى النّـاسُ قبـلَ رؤيتهـا
لآلئاً فـــي العَقيـــقِ مَخْبؤهــا
كــم ظمــأةٍ لـي إلـى مراشـِفها
كمــا يشــاءُ الغَيــورُ أظمؤهـا
ذو ريقــةٍ لـو أبـى شـِرايَ لهـا
إلاّ بِروحــــي لَقَـــلَّ مَســـْبَؤها
يُبْــدي عتــابي والـرّاحُ صـافيةٌ
أمرُّهــــا للنـــديمِ أمْرَؤهـــا
لـم تَخْـلُ عَيْنَـي مـن نـورِ غُرَّتـهِ
إلاّ وفَيْـــضُ الـــدّموعِ يَملَؤهــا
عيــن إذا مـا الفـراقُ أظمأهـا
كــان بطَيــفِ الخيــالِ مَجزؤهـا
ليلــةُ حُزنــي لا تَنقضــِي أبـداً
فــي مُنتهاهــا يعــودُ مَبْؤهــا
كِتْبــةُ ليــلٍ مـن عَكْـسِ أحرفهـا
يأتيــك ليــلٌ إن عُـدْتَ تَقْرؤهـا
لمّـا اقتسـَمْنا العيونَ أُعطِيتُ أب
كاهــا وخَــصّ الخَلِــيّ أبكؤهــا
أَغرقــتُ خَـدّي دّمعـاً وفـي كبِـدي
جمــرةُ وَجْــدٍ قــد عـزَّ مَطْفؤهـا
مــاليَ لا يَهتــدي الطّريـقُ إلـى
نــاري وبَــرْحُ الغـرام يَحْضـَؤها
لكنّــه يهتــدي إلــى قَــرْح أَس
راري فمــا إن يــزالُ يَنكَؤهــا
دَمعــةُ عَيْنــي ظَميــاءُ كاهنــةٌ
يَصــْدُقُ عنــد الــورى مُنبؤهــا
فليــس تَخْفــى علــى كهانتِهــا
خـــبيئةُ مــن هَــواكَ أَخبَؤهــا
أَبعْــدَ هَــدءٍ زارَ الخيـالُ لهـا
للصــّبِّ عَيْنـاً قـد حـان مَهْـدَؤها
فــي فتيــةٍ هَــوّمَتْ وبـات لهـا
كَلـوءُ ليـلٍ فـي البِيـدِ يَرْبؤهـا
وقــام طـالي الجَربـاء مُنكمِشـاً
وهْوبقـــــارِ الظّلامِ يَهْنؤهــــا
واللّيــلُ تَحكــي نجــومُه سـُرُجاً
قـد حـان عنـد الصـّباح مَطْفؤهـا
بــاتتْ تَهــادَى أيــدي عيـاهبِه
كــأسَ الثُّريَـا والطـرّفُ يَكْلؤهـا
يَملؤهـــا شـــَرقُها ويَشـــربُها
جُنْــحُ دُجاهــا والغَـرْبُ يَكفْؤُهـا
قــد هَــزِئَتْ جـارتي لمـا نَكـرَتْ
فـزادَ مـا فـي الفـؤادِ مَهْزؤهـا
وأكبَـــرتُ شـــَيْبتي وقــد فُجئَتْ
وأكـــبرُ الحادثـــات أفجَؤهــا
مِــرآةُ خَــدّ بيضــاءُ قـد صـُقلَتْ
أصــبحَ عيــنُ الفتــاةِ تَبـذَؤها
عُطِّـــل مَصــقولُها ومــا بَرحــتْ
نَصــْبَ عيــون الحســانِ مُصـْدؤها
أشــهبُ خيــلٍ خَــلَّ المجـالَ لـه
أدهمُهـــا صـــاغراً وأصـــدَؤها
عـافتْ عَيوفـاً نَفْسـي الغداةَ ولم
يَــرْوَ بلُقْيــا ظَميــاءَ مظمؤهـا
قُلوبُنــا اليـومَ كـالعيونِ لكـم
أَمرَضـــُها إن نظَـــرْتَ أبرَؤهــا
دِيـنُ المعـالي إليـه نَفْسـيَ مِـن
دِيــن التّصــابي أُتيـحَ مَصـْبَؤها
فاعتَضــْتُ أنْسـاً بالسـُّهْدِ أكحُلُـه
عَيْنــي وعِيسـاً بالبيـدِ أنسـَؤها
فــي فتيــةٍ فُرْشـُهم إذا هَجَعـوا
تُمســـي وَرَمْــلُ الفلاةِ أَوْطؤهــا
شـــَجّعتهم والليـــوثُ عاديـــةٌ
أَجَرُّهــــا للصـــُّيودِ أَجرَؤهـــا
فقاتَلُوا البِيدَ وانتضَوا أيدي ال
عيــــسِ لِلَبّاتِهــــا تَوَجُّؤهـــا
حـتى اسـتقادَ الفلا فعـادَ عنِ ال
عظــام منهــا الِلّحـامُ يَكْفَؤهـا
أَنجــابُ قــومٍ خــدَتْ بهـم نجـبٌ
يســبق طــرفَ الفــتى مبطؤهــا
سـروا بسـفن فـي البيـد مسبحها
وعنــد شــطي بغــداد مرفؤهــا
شـاموا علـى البُعـدِ للنّدى سُحُباً
كَـــفُّ عمــادِ الإســلامِ مَنْشــَؤها
فــانتَجَعوا العِـزَّ فـي ذُرا مَلِـكٍ
عـــافوه فـــي جّنّــةٍ تَبَوَّؤهــا
وطَّـــأَ أكنـــافَ جُـــوده لهــمُ
وخيــــرُ أكنـــافِهم مُوَطَّؤهـــا
مَـولىً غدا الدَوْلتان من عِظَمِ الشْ
شـــَأْن وكُـــلٌّ إليــه مَلْجَؤهــا
يَومــاهُ يــومٌ للنَّيْــل يَنضــحُه
جُــوداً ويــومٌ للخيــلِ يَعبَؤهـا
هـــامٌ لِــبيضٍ أضــحى يُتوِّجُهــا
مُلْكــاً وهــامٌ بـالبيضِ يَفْطَؤهـا
يُشــرَعُ فــي بَطْــنِ كَفِّــه قَلــمٌ
يَســتَهْزِمُ الخَطْــبَ حيـنَ يَفْجَؤهـا
إذا ثلاثٌ تــــــأثّفَتْهُ لــــــه
لـم يُخْـشَ فـي المُشـكلاتِ مَنْهَؤهـا
وإن غَـــدتْ بـــالنّوالِ فــائزةً
فلا يَــــــدٌ للمَلامِ تَفْثَؤهـــــا
عِيـــنُ ســماحٍ يَطيــبُ مَنبعُهــا
بُعْــداً وقُرْبــاً يَطيــبُ مَنْبؤهـا
كُـــلُّ وفــودِ الأنــامِ واردُهــا
فمـــا ســـِوى عــاذلٍ مُحَلَّؤهــا
قَــرْمٌ نَمــاه أعْلــىَ بُيـوتِ علاً
وُســـّطَ فـــي هاشـــمٍ مُبوّؤهــا
والزيّنبِيــونَ فــي الملـوك هُـمُ
بصــَيْد وَحــشِ العليـاء أبسـَؤها
دَوحــةُ مَجِــدٍ مـن فَـرْطِ رِفعتِهـا
كُـــلُّ بنـــى دَهْرِهــا تَفَيَّؤهــا
آراؤهـــم عنـــد كُــلِّ نازلــةٍ
ســهامُ غَيــبٍ لـم تَخْـشَ تُخْطِؤهـا
فمِــن لُبــاب التّنزيـلِ مَنْبِتُهـا
وفــي حُجــور التآويـلِ منْشـؤها
ثــابتُ جــأْشٍ عنـد الحِفـاظِ إذا
قلقَــلَ نَفْــسَ الجبَــانِ مَجشـؤها
إذا رأتــهُ عَيــنُ الحسـودِ غـدا
ســَناهُ مِثــلَ الســِّنان يَفقؤهـا
يَســــهرُ مُســــتَرقداً رَعيَّتَـــه
بالعَــدْلِ حتّــى يَقِــرَّ مّهْــدَؤها
رَبَّ البرايــــا كـــأنّه ثقـــةٌ
برَعْيـــهِ مــا يَــزالُ يَبْرَؤهــا
شـــِراكُ نَعْـــلٍ لــه الهلالُ عُلاً
مـــا مِــن ســماء إلا يُوَطَّؤهــا
إنْ يَمــضِ مـنْ قَبلَـه فكـم فُقـدتْ
نَفْـــسُ كريــم وســاءَ مَرْزؤهــا
فاســْعَدْ بأيــامهِ فــأحْرَى أيـا
دي اللـه منـاّ بالشـُكرِ أطْرؤهـا
إنْ يَـكُ صـُبْحٌ مضـىَ ففي الأثَرِ الشْ
شــَمسُ بــدا للعيــون مَرْجَؤهــا
كــذلك اللــهُ ذو المَـواهِبِ مـا
يَنْســـَخُ مـــن آيــةٍ ويَنْســَؤها
يــأتِ بَخْيــرٍ منهـا فَيقْصـُر عـن
مُعادِهـــا فــي الجلالِ مُبْــدَؤها
هُنِّئْتَهـــا رُتْبـــةً بِنَيِلِـــكَ إيْ
ياهـــا حَقيــقٌ منّــا مُهنَّؤهــا
وزارةٌ تُشــرِكُ الخِلافـةُ فـي الـنْ
نِسـبةِ عـالٍ فـي النّجْـمِ مَربؤهـا
آخِـــرةٌ فــي الزمــانِ ســابقة
فلا يَــــزلْ رَبُّهــــا يُمَلَّؤهـــا
لـــم يــكُ إبطاؤهــا بمنْقَصــةٍ
خيْــرُ النّبــواتِ كــان أبْطؤهـا
دعــا إمـامُ الهُـدَى بهـا فـأتتْ
أســـبابُها مُســـعِداً مُهيَّؤُّهـــا
دُعــاءَ موســى هــارونَ مُعتضـِداً
بعُقْـــدةٍ منـــه شــُدَّ مَحكَؤهــا
يــا شــَرَفَ الـدّينِ دَعـوةً ضـمِنَتْ
نهايــةَ النُّجْــح حيــن يَبْـدَؤها
كـم مـن حُـدودٍ علـى الزّمانِ لنا
أصــبحَ بــالقُرب منــك نَـدْرؤها
كــم وعَـدتْني فيـك المُنَـى عـدةً
قـــد آن أنْ يُجتلَـــى مُخّبؤهــا
وكيــفَ أخشـى خُلْفـاً لِمَـا وعـدَتْ
وأنــت أوفــى الـورى وأملَؤهـا
أصــبح يُمنــاك ليــس يَرزؤهــا
فـي النّـاس إلا مَـن ليـس يَزرَؤها
يَصــفرُّ وجْــهُ النضــارِ يَرْهَبُهـا
صــُفْرةَ وَجْــهِ الحســودِ يشـنَؤها
فــــدام للاصــــفرَيْن مُغْنيـــةً
كَفُّـــك فـــي نعمـــة تَمَلَّؤهــا
ذا دولـــةٍ للهُـــدَى تُـــدبِرُها
وعيشـــةٍ فـــي العُلا تُهَنّؤهـــا
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.