
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــل فــي عتــابِ الحادثـاتِ غَنـاءُ
أم هــل لعيــشٍ فـي الزمـانِ صـفاءُ
بَيْنــا يُــديرُ المـرءُ كـأسَ سـُروره
كَـــرّتْ عليـــه ومِلْؤهـــا أقــذاء
فــأبَى لنــا إلاّ التَحَــوُّلَ دائمــاً
أحوالُنــــا فكأنّهــــا أفيــــاء
مــا إن يَــزالُ يُشـرِّقُ الإصـباحُ فـي
نَهْـــجٍ بهـــا ويُغَـــرِّبُ الإمســـاء
فاصـحَبْ علـى الأَودِ الزّمـانَ مُـدارياً
فَطِلابُ تَقــــويمِ الزّمـــانِ عَنـــاء
ملأَتْ لنــا الأســماعَ داعيـةُ الـردى
وكأنّمـــا أنـــا صـــَخْرةٌ صـــَمّاء
والمــــوتُ للأقـــوامِ داعٍ مُســـْمِعٌ
مــا مــن عُمــومِ نـدائه اسـتْثناء
والمــرءُ فــي عِطفَيْـهِ ينظُـرُ نَخـوةً
وإليــــه شـــزراً تنظـــر الأدواء
ومســـاحب الأذيــال أجــداث لنــا
فَســـَلُوا إذنْ مـــا هـــذهِ الخُيلاء
نَحــدو مطايانــا العِجـالَ وخَلفَنـا
أيضـــاً لســائقةِ المَنــون حُــداء
ونُنيــخُ فــي البيـداء نَعلَـمُ أنّـهُ
يومــاً تَعــوُدُ تُنيخُنــا البيــداء
لا بُــدّ مـن ليـلٍ يَمُـرُّ علـى الفـتى
لا تَنْجلـــي عــن ضــوئهِ الظّلْمــاء
أو مــن نهــارٍ ليــس خَلْـفَ صـباحِه
مِمّـــا يُعـــاجِلُه الحِمــامُ مَســاء
وكأنّمـــا داعــي المَنيّــةِ قــابِضٌ
كَبِـــدَ الحَنّيـــةِ رَمْيُـــه إصــماء
والمــوتُ ســِتْرٌ خَلْفَــه مـن فِعْلنـا
حَســناءُ تُرضــِي المــرءَ أو شـَوهاء
بعــدَ الفَنــاء بقـاءٌ اعـترفَتْ بـه
نَفْســي كمــا قبــلَ الفَنـاءِ بقـاء
ولقــد خلا فِكْــري بــدَهْري عــاذلاً
يَلْحــاهُ كيــف طغَــتْ بـه الغُلـواء
فأجــابَ مُعتِــذراً وقــال مُخاطبــاً
ولســـَمْعِ قلـــبي نحـــوَه إصــغاء
إنّــي ومَــن ســَمَك السـّماءَ بقُـدْرةٍ
واقتـــادَني قَـــدَرٌ لـــهُ وقَضــاء
لَمُــبرّأ مــن كُـلّ مـا اعتـادَتْ لـه
نســـباً إلــيّ لجهلهــا الســفهاء
إن كنـــت ســـالب والـــداً لـــه
فرجَعْـــتُ عنـــه ولــي يَــدٌ شــَلاّء
وتَقطّعــتْ أقــرانُ عُمْــري فانقضــىَ
إن شـــئِتُ أن تَتَفـــرّقَ القُرنـــاءُ
مَــن قــال قلــبي ليـس فيـه رِقّـةٌ
أو قــال وَجْهــي ليــس فيـه حَيـاء
فأنـا الخصـيمُ لـه بـذاك غـداً إذا
قــامَتْ ليفصــلَ بينهــا الخُصــماء
أنـا أشـتهِي يا قومُ أن يُعطَى الغِنىَ
ذو النَقــصِ فِــيَّ ويُحْــرَمَ الفُضــلاء
أنا أرتضِي أن يُثْرَى اللُّومَاءُ في الدْ
دُنْيــا ويَشــكو الخِلّــةَ الكُرمــاء
أنــا مُلْصــِقٌ للكَــفِّ إمّـا بـالثّرى
أو بالثُّريّـــا إنْ أعـــانَ ثَـــراء
فِعْلاَي أخْـــــذٌ فــــاجِعٌ وعَطيّــــةٌ
ويَـــدايَ هَـــدْمٌ فـــاحِشٌ وبِنـــاء
لِيُســـاقَ مـــن كــلٍّ إلــيّ ملامــةٌ
ويُســــاءَمن كُـــلٍّ عَلَـــيّ ثَنـــاء
فاقْصــُرْ ملامَـك لـي فمـا إنْ للفـتى
بيـــــدَيّ إســــعادٌ ولا إشــــْقاء
أنــا مثــلُ قلــبٍ فيـه سـِرٌّ مُـودَعٌ
للــــهِ مـــا لِمَصـــونهِ إفْشـــاء
لا شــَيءَ فِــيَّ بــه تَعيــبُ مَشـيئتي
لكـــنْ مشــئةُ مَــن لــه الأشــياء
مــا الأمــرُ فِـيّ كمـا أشـاءُ بحـاةٍ
لا بـــل أَدورُ كمــا ســِوايَ يَشــاء
لــو كــان لـي أَمْـرٌ يُطـاعُ وقُـدْرةٌ
يومــاً يُســَرُّ بهــا امْــرؤ ويُسـاء
مــا رُعْـتُ صـدْرَ الـدّينِ قَـطُّ بـرائع
ومــن العِــدا والحاســدينَ فِــداء
كلاّ ولا لاقَيْتُــــــــه بمُلمّـــــــةٍ
مـــن بَعْــدِ أُخْــرى والقلــوبُ مِلاء
بــل كنــتُ واقــيَ مَـن عُلاه ومَجْـدُه
لـــي دائمـــاً مِمّـــنْ أذُمُّ وِقــاء
أوَ ليــس أصــبحَ وحــدَه لــيَ غُـرّةً
وجميـــعُ أهلـــي جِلْـــدَةٌ دَهمــاء
مــا كــان أكمَـلَ فَرْحَـتي لـو أنّـه
مــا نــالَ تلــكَ الشـُّعلة الإطفـاء
لـــو أنّ هــذا الهلالُ وقــد بــدا
للنّــــاظرين ليَســــتَتِمَّ نَمــــاء
قــد كــانَ أزهـرَ غـابَ أُفُـقِِ العُلا
فتبَـــادَرْت فـــي إثْـــرِه زَهــراء
جُـــرْحٌ علــى جُــرْحٍ قريــبٌ عَهْــدُه
وكــــؤوسُ أشــــجانٍ حُثِثــــنَ وِلاء
وكــأنّ ســاقي الحُـزْنِ أنكـرَ فَضـلةً
فــي الكـأسِ أسـْأَرَها لـه النُـدَماء
فـــأدارَ ثانيـــةً علينــا كأســَهُ
لتُنــالَ تلــك الجُرْعــةُ الكَــدْراء
والــدّهرُ أنعُمــهُ أُحــادٌ إن أتَــتْ
منـــه وأبؤســـُه الشــِّدادُ ثُنــاء
لا يَهنــأِ الأعـداءَ مـا شـَهِدوا وهـل
لِعــداكَ مــن خَطْــبٍ عَــداك هَنــاء
إن مَــرًّ منــك نَجيــبُ مَجْــدٍ راحلاً
فاســـلَمْ لِتُخْلـــفَ بعــدَه نُجَبــاء
مــا ضــَرّ أصــلاً ثابتـاً مـن دَوحـةٍ
أنْ كـــان فـــرعٌ غَيّبتْـــهُ ســَماء
أبــدَتْ علــى يـدِهِ الصـعَادُ تأسـُّفاً
فكـــأنَّ هَـــزّ مُتونِهـــا صـــُعَداء
وأكبّــــتِ الأقلامُ تَبكــــي حَســـْرةً
ولهـــا عليـــه دَمعـــةٌ ســـَوداء
ولطَمْــنَ بــالغُرَرِ الجيـادُ وُجوهَهـا
مــن حيــثُ كــان لَهُـنّ فيـه رَجـاء
واعتَــدَّ ديــنُ اللــهِ عنــدَ نَعيّـه
أنْ مَرَّفيـــــه فَيْلــــقٌ شــــَهباء
أمُــودِّعي طَــوْعَ المنَــونِ ومُــودِعي
نـــاراً بهـــا تَتَحَـــرَّقُ الأحشــاء
أعــزِزْ علــيَّ بــأن تُفــارقَ فُرقـةً
مــا بعــدها حتّــى المَعـادِ لِقـاء
لادَرَّدَرُّ المــــوتِ مــــاذا ضــــَرَّهُ
لــو كــان عنــك لطَرْفــهِ اِغضــاء
شــَغفَتْ صــفاتُكَ كُــلَّ مُســتَمعٍ لهـا
حتّــى اســتَوى القُرَبـاءُ والبُعَـداء
كــم مقلــةٍ نجلاءَ قــد سـفَحتْ دمـاً
فكأنّمـــــا هــــي طَعْنــــةٌ نَجلاء
كـــم أمّلَــتْ يُمنــاكَ أنْ ســَتُمِرُّها
دون الهُــــدى يَزَنيّــــةٌ ســـَمْراء
وصــــحيفةٌ فَيضـــاءٌ تَملأُ بَطْنَهـــا
دُرّاً بهــــا وصــــحيفةٌ بَيضــــاء
فشــفَى غليــلَ ثَــراكَ كُــلَّ صـبيحةٍ
كنَـــدى أبيـــكَ ســـحابةٌ وَطفَــاء
وأقـــام مَنكِـــبَ أرضٍ اســتَبْطنتَها
وعليــه مــن وَشــْيِ الرّيــاض رِداء
قـد كـان أَولْـى مَـن تَجنّبـه الـردى
لــو حُــوبِيَتْ فــي بَيتِــه حَوبــاء
ولكـان لـو نَفـع البُكـا لَجَـرى لنا
بَــدَلَ الــدُّموعِ مـن العيـون دِمـاء
فتَعـــزَّ عنـــه وإن أمَـــضَّ مُضــِيُّه
فــإلى العَــزاء تَردُّنــا العَــزّاء
ولئن تَقـــدَّم نحــو ربِّــك فارطــاً
فالفـــارطون هـــمُ لنــا شــُفَعاءُ
فَتصــرُّمُ ابــنِ ذُكــاءَ خَطْــبٌ هَيّــنٌ
مـــا أشـــرقَتْ للعــالمينَ ذُكــاء
لا ســِيّما ولــك الشــهّابُ المُنجلِـي
عـــن وَجْهـــهِ للأعيُـــنِ الظَلمــاء
وأخـــوهُ ســـَعْدٌ أكــبرٌ ولــه إذا
أمســــَى مُقــــارِنُ أصــــغرٍ لاْ لاء
فــإذا بـدا سـَعْدانِ مـعْ بَـدْرٍ كفَـى
أن يَغْمُــرَ الــدُّنيا ســناً وســَناء
إن أَجــزعَ الأحبــابَ وَشــكُ رحيلــه
عنّـــا فلا تُســـْرَرْ بـــه الأعــداء
قٌــل للإمــام ابــنِ الإمـامِ مَقالـةً
حَقّــاً لَعمــرُك ليــس فيــه مِــراء
بأبيـــكَ عَـــزّتْ أصــفهانٌ مثْلمــا
شـــَرُفَتْ بَـــوْطءِ قُريــشٍ البَطحــاء
قــد جــاء جَيّــاً والســُعودُ تَحُّفـهُ
مُطِــرتْ علــى عُلَمائهــا النَعمــاء
بأبيــك ثــمّ أخيـك ثـمّ بـك أَبتـتْ
للـــدّين فيـــه وأهلِهــا عَلْيــاء
أظهَرتُــمُ فــي نَصــرِ ديــنِ مُحَمّــدٍ
مــا ليـس فيـه علـى الأنـام خَفـاء
إن أَنكــرتْ آثــاركُم زُمَــرُ العِـدا
فَلكُــم بهــا كُــلُّ الــورى شـُهَداء
وجُحـودُ مَـن جَحَـد الصـباحَ إذا بـدا
مـن بعـدِ مـا انتشـرَتْ لـه الأضـواء
مــا دَلّ أنّ الصــُبحَ ليــس بطــالعٍ
بـــل إنّ عينـــاً أنكَــرْتَ عَميــاء
خُـــذْها مُحَّـــبرةً تَخــالُ بُيوتَهــا
حِـــبراً أجـــادَتْ صــُنْعَها صــَنْعاء
وَيقِــلّ عــن إهــداءِ تَسـليتي بهـا
لفــــتىً أغَـــرّ قصـــيدةٌ غَـــرّاء
ومِثـــالُ مَوعظــتي لِمثلِــكَ قَطْــرةٌ
مــن ديمــةٍ تُســقَى بهــا دَأمــاء
عيـــدانِ عيـــدُ مَســـَرةٍ ومَســاءةٍ
طَرَفـــان لا طـــافَتْ بــك الأســواءُ
فأعِـــدَّ مـــن صــَبْرٍ وشــُكْرٍ عُــدّةً
فبمثْلِهـــــــا تَتضــــــاعَفُ الآلاء
كـي تَرحـلَ الضـَّراءُ عنـك إلى العِدا
وتُقيـــمَ خالصـــةً لـــك الســّرّاء
لازلـــتَ تَبْقَـــى فــي ظلالِ ســعادةٍ
فَبقـــاءُ مْثِلـــك للزّمــان بَهــاء
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.