
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
البحــرُ أجمَــعُ لـو غـدا أنقاسـي
والبَــرُّ أجمَــعُ لـو غـدا قِرطاسـي
وتَخُـطُّ عُمْـرَ الـدَّهرِ لي أَيدي الورى
مــا بِــتُّ مـن شـَوقٍ إليـك أُقاسـي
فَنِيــا ولــم يَفِيــا بـذِكْرِ أقَلِّـه
فقيــاسُ وَجْــدي فــوقَ كُــلِّ قِيـاس
فــارقْتَني فــأَرقْتَني مــن مُقْلـتي
وتَقــاذفَتْ مُقَــلُ الــوَرى إحساسـي
وذهْبْــتَ عـن رَأْسـي وسـِرْتَ فلا تَسـلْ
مــا مَــرَّ بعــدَك للفِـراقِ براسـي
مــا رَوّضــَتْ أرضـاً بقُرْبـي أدمُعـي
إلاّ وصــــوَّح نَبْتَهــــا أنفاســـي
مُـذْ لـم يُنـادِمْ نـورَ وَجْهِـك ناظِري
مــا بــاتَ مُغْتَبِقــاً بكـأْسِ نُعـاس
يـا راحلاً والقلـبُ مـن صـَدْرِ امْـرئٍ
للعَهــــدِ لا نــــاسٍ ولا مُتَنـــاس
لـــولاكَ أُصـــبحْ برامــةَ ذاكــراً
دَرْسَ الجَـــــوى لمنــــازلٍ أَدراس
دَرْسٌ حَمـــامُ الـــواديَيْنِ يُعيــدُه
بســـُجوعِه فلـــه يَقِــلُّ النّاســي
وببَطْــنِ وَجْــرةَ والمَهــامِهُ دونَـه
رَشـــأٌ يُصــابِحُني هــوىً ويُماســي
ظَبْــيٌ يَــروحُ ويغَتْـدي مِـن نـاظري
والقلـــبِ بيــنَ حُبالــةٍ وكِنــاس
أنــا والنّســيمُ ومُقلتـاهُ بَيْننـا
فــي طُــولِ ســُقْمٍ لا يُعــادُ تَــآس
قـد كنـتُ صـَلْدَ المُقلَتيْنِ منَ البُكا
أيّـــامَ لَهْـــوي جامِــحُ الأفْــراس
فرجَعْــتُ لمّــا شــِبْتُ أسـبَقَ دَمعـةً
مــن شــَمعةٍ عنـدَ اشـتِعالِ الـرّاس
وصــَحْوتُ إلاّ مــن تَــذَكُّرِ مَـن مضـى
ونَفضــْتُ مِــن عُلَـقِ الهـوى أَحلاسـي
أَبـتِ النُّهـى لـي أَن أُحـاوِلَ خُلْسـةً
فــــي لَـــذّةٍ والـــرّاسُ ذو أَخلاس
فلئن يَئِسـْتُ اليـومَ مـن وَصْلِ الدُّمَى
فاليـــأْسُ إن نَســَبوا أَخٌ للنّــاس
ولَكَــمْ أَرحْـنَ وقـد سـمَحْنَ بمُنْيـتي
رُوحُ النّجــــاح خِلافُ رُوح اليـــاس
فـاليومَ مـن زَمنِ الصِّبا لم يَبْقَ لي
إلاّ بـــذِكْرِ عُهودِهـــا اسْتِئْناســي
لِلّــهِ حَــيٌّ قــد عَهِــدْتُ قِبــابَهمْ
ضــُربَتْ علـى العَلَمَيْـنِ مـن أَوطـاس
شـُوسٌ إذا نَزَلـوا قَـرَوا أَو نازَلُوا
قَــروُا العُــداةَ تَنــاكُصَ الأنكـاس
كم بعدَ ما جَزُّوا النّواصيَ في الوغَى
جَـرُّوا الشّواصيَ في الثّرى المُتَعاسي
ولـدَيهمُ لمّـا انتشـَوا ثُـمَّ اشتَرَوا
كــاسَ العقيـر لـدى عَقيـرِ الكـاس
فيهـــمْ غـــزالٌ لا يُصــادُ وخَــدُّه
دامٍ بنَبْــــــلِ نَـــــواظِرِ الجُلاّس
إن آنــسَ العَينــانِ مــن وجَنـاتهِ
نـاراً فمِنهـا القلـبُ فـي اسْتِقْباس
أَعَجِبْــتَ كيــف زهَــتْ لتَحِكـيَ قَـدَّه
أَعطــافُ خُــوطِ البانــةِ المَيّــاس
وبـــدا ليُشـــْبِهَ خَــدَّه أو خَطَّــه
فـــي الـــرَّوضِ مُشــرِقُ وَرْدِه والآس
لا لَـومَ بـالإغرابِ فـي مَرعَـى المُنى
عنــدي علــى جِنْــسٍ مــن الأجنـاس
شــَطَطُ الأمــاني كنــتُ أَحسـَبُ أنّـه
مَعنــىً تُخَــصُّ بــه طِبــاعُ النّـاس
حتّــى رأيــتُ الــدَّهَر يَسـألُ رَبَّـه
عُمْــرَ الخِلافــةِ فـي بنـي العَبّـاس
قَــومٌ أقــامَ الـدِّينُ تحـت ظِلالهـمْ
والمُلْـــكُ وهْـــو مُوطّــدُ الآســاس
تَتناســَلُ الخلفــاءُ منهـمْ دَهرَهـا
كتناســـُلِ الآســادِ فــي الأَخيــاس
مُتحــــدِّرِينَ خلالَ حُجْــــبِ جلالـــةٍ
مــن كُــلَ أغلــبَ باســلٍ هِرْمــاس
نُســِقوا كمــا نُسـِقَتْ كُعـوبُ مُثقَّـفٍ
يَهْـــدِي بأَعلاهـــا ســَنا مِقْبــاس
فاســْلَمْ أميــرَ المُـؤمنينَ لدولـةٍ
تَرمـــي جُــدودَ عِــداكَ بالإتْعــاس
مــن عــالِمٍ للعِلــمِ أَرضُ وَقــارِه
مــاءُ النَّـدى فيهـا ونـارُ البـاس
واللُّطْــفُ منــه للعبــادِ وللـورَى
نَيْــلُ الحيــاةِ بــه مـعَ الأنفـاس
مَلِــكٌ يَــرِقُ علــى الرّعيّـةِ رأْفـةً
قَلْــبٌ علــى الأمــوالِ منــه قـاس
تُضــحي مُلــوكُ الأرضِ فــي عَرَصـاتهِ
ماشــِينَ كــالأقلامِ فــي القِرطــاس
مُتحلِّـــبُ للوفـــدِ خِلْــفُ نَــوالِه
أبــــداً بلا مَــــرْيٍ ولا إبســـاس
يُعطِـي فيُسـْرِفُ فـي الثّـوابِ وإنّمـا
وَزْنُ العِقـــابِ لــدَيْهِ بالقِســطاس
مُستَرشـــِدٌ بــاللهِ يُرشــِدُ خَلْقَــه
ويَســــوسُ بالإنعــــامِ والإبْـــآس
قُدْســـِيُّ مُلـــكٍ نُـــورُه مُتضــاعِفٌ
فــالطّرْفُ عنـه مـن المهابـةِ خـاس
مهمــا تَجلَّــى للعِـدا صـَعِقوا لـه
فَهُـــمُ لخِيفتِـــه علـــى إيجــاس
لمّــا غــدا شَمسـاً وكـان زَمانُنـا
ليلاً وقَـــلّ اللّيــلُ عــنْ إشــْماس
ضــرَبَ الحِجـابَ ونـابَ عنـه طالِعـاً
بَــدْرٌ هَــدَى بســَناهُ كُــلَّ أُنــاس
ووزيـــرُ صــِدْقٍ مُصــطَفيهِ خليفــةٌ
منــه الهُــدَى فــي ظِـلِّ طَـوْدٍ راس
تَهـدِي الجيـوشَ السـّودَ مـن راياتهِ
أبـداً كمـا تَهْـدي العيـونَ أَناسـي
ولـــه ريـــاحٌ مُســـْرَجاتٌ ســُخِّرَتْ
لِتَجــوسَ فــي الآفــاقِ كُــلَّ مَجـاس
بلُيـــوثِ غــابِ ذَوابــلٍ وصــَوارمٍ
غُلُـــبٍ لفُرســـانِ الــوغَى فُــرّاس
يَـدعون فـي الهيجـاء باسـْمِ مُؤَيّـدٍ
منــه يَليــنُ شــديدُ كــلَّ مِــراس
تَـــوقيعُه أبـــداً لــه تَفْســيرُه
فــي كُــلّ يَــومِ تَخــاذُلٍ وتَــواس
النّاصــِرُ اللــهُ المَجِيـدُ لـه وإن
لــم يــأْلَ حُســْنَ سياسـةِ السـُّوّاس
وكـذا إذا مـا اللّـهُ كـان مُحامِياً
عـــن دولـــةٍ حُرِســَتْ بلا أَحــراس
لــم يَجتــذِبْ لـرداء مُلكِـكَ هُـدْبَه
إلاّ لكــــأْسِ رداهُ صـــِرْفاً حـــاس
عُمـرُ العُـداةِ لكـمْ إذا ما جاهَروا
عُمــرُ السـّهامِ وُضـِعْنَ فـي الأعجـاس
لا يَظفَــرُ الفَــرّارُ منــك بمــأْمَنٍ
حتّـــى يَصــيرَ مُجــاوِرَ الــدِّيماس
وهُنــاكَ أيضــاً لا أمــانَ فــزائدٌ
قَطْعــاً عــذابُ عِـداك فـي الأرمـاس
طَهِّــرْ بســَيفِك ظــاهِرَ الأرضِ الـتي
نَجِســـَتُ بـــوَطْءِ أولئك الأرجـــاس
طَهِّـــرْهُ غســـْلاً منهــمُ بــدِمائهمْ
يَطْهُـــرْ مِــنَ الأنجــاسِ بالأنْجــاس
أَإمـــامَ أُمّــةِ أحمــدٍ وإمامُهــا
فـي الحَشـْرِ يَشـْفَعُ للـورَى ويُواسـي
رُضــتَ الزّمــانَ فلان بعــدَ تَصــعُّبٍ
وصــُروفُه قــد لِــنَّ بعــدَ شــِماس
وَورِثْـتَ مـن بُـردِ النّـبيّ المُصـطفَى
ولِبـــاسِ تَقْـــواهُ أَجـــلَّ لِبــاس
ومــنَ القضـيبِ ملَكْـتَ مَلْمَـسَ أَنمـلٍ
أَعـــداكَ ذاك الجُـــودُ بالإلْمــاس
ولــك المُصــلَّى والحطيــمُ وزَمـزَمٌ
ومُبــــدِّلُ الإيحــــاشِ بالإينـــاس
حيــث الحمامــةُ لا تُنـازَعُ طوقَهـا
والـــوَحْشُ يــأْمَنُ رَنّــةَ الأقــواس
والــبيتُ مَمــدودٌ إليــك يَمينُــه
لا زال يَستَكْســـي وأنــتَ الكاســي
يــا غارســي ونَــداكَ غيــرُ مُـوَّفٍ
فـي القرب أو في البعد سقْيَ غراسي
أمّـــا المديـــحُ فلا أَدُلُّ بحُســنِه
فَقليُبــــه مُتجــــاذِبُ الأمـــراس
لكــنْ وَرِثْــتُ لكــمْ قــديمَ مَـودّةٍ
أَضــــحَتْ قَواعـــدُها وهُـــنَّ رواس
وبنيـتُ بيـتَ هـوىً لكم فغدوتُ والتْ
تأْميــلُ ســَمْكي والــوَلاءُ آساســي
فـامنَع يـدَ الأيّـام مـن هَـدْمي وإن
تَنفَـــحْ بإنْعـــامٍ فَحُـــقَّ لِشــاس
تَشــبيهُ كَفِّــكَ بالبحـارِ إذا طمَـتْ
تَشــبيهُ نُــورِ اللّــهِ بــالنّبِراس
فأَعِــدْ إلــى الأيّـامِ نظْـرةَ حـازمٍ
نَطُـــسٍ لأدواء الزّمـــانِ نِطاســـي
واســْعَدْ بنَصــْبِ وَلـيّ عَهْـدٍ للـورى
فــالبيتُ يُــدعَمُ لـم يَـزَلْ بـأواس
دومــا معــاً فــي دَولـةٍ مَحروسـةٍ
تَبقــى علــى الأزمــانِ والأحــراس
فــدَوامُ مُلْكِكُمــا معـاً فـي غِبْطـةٍ
أَبـــداً لِمجـــروحِ اللّيـــالي آس
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.