
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
منَحتُــكَ فاشــكَرْها مقالــةَ ناصـحٍ
كمـا شـكَرتْ ثِقْـلَ الشـُنوفِ المَسامعُ
تَنـاسَ الأسَى وامسَحْ على القلبِ مَسحةً
كما انقادَ مَزْموماً إلى الصَّبرِ جازع
فلا غـابِرٌ فـي الـدَّهْرِ يَرجـوهُ آمـلٌ
ولا غُبَّـرٌ فـي الخِلْـفِ يَمْريـهِ طـامع
نظَرْنــا ومِلْـءُ الجَـوِّ والأرض ليلـةً
نجـــومٌ وأصـــبَحْنا وكُــلٌّ بَلاقــع
ولكنّهــا غــابَتْ ليــومٍ وعــاودَتْ
وغـابوا وما فيهم إلى الحَشْرِ راجع
فبــتُّ أُراعيهــا وأنــدُبُ معشــَراً
شـَأْوها إلـى العُلْيـا وهُـنَّ طَوالـع
يُقلّبْــنَ تقليــبَ الأرانــبِ أَعيُنـاً
مُفتَّحـــةَ الأجفــانِ وهْــي هَواجــع
لَقِيـتُ صـُروفَ الـدَّهْرِ وهْـي تَنوشـُني
أُطاعنُهــا والقلــبُ بالصـّبرِ دارع
وأَســتَجلِبُ الأقلامَ رِزْقــي وغَيرُهــا
إلـى الـرّزْقِ لو أيقظْتُ عَزْمي ذرائع
جــرَتْ وأعاليهــا أســافِلُ خِلْفــةً
فلا خالفَتْهــا مــن كريــمٍ أَصـابع
ألا هـل إلـى نَيْـلِ الغنى من وسيلة
يَمُــتُّ بهــا إلاّ السـُّيوفُ القَواطـع
شــُموسٌ تَهــاوَى فـي رؤوسٍ فَيعْتلـي
لهــا شـَفَقٌ مـن حيـثُ تَغـرُبُ طـالع
فحَتّــامَ أَكســو البــاخلينَ قلائداً
وفــوقَ أَكُـفِّ اللُّـؤْمِ منهـمْ جَوامـع
ومـا الدُّرُّ في مُستودَعِ البحرِ ضائعاً
ولكنّــه فــي أَخمَـصِ الوَغْـدِ ضـائع
مَــدائحُ أمثــالُ الرُّقَـى نَفَثاتُهـا
لتُكفَـى الأذايـا لا لِتُسـْدَى الصّنائع
وقَـــرْعٌ لأبـــواب اللّئامِ تَعِلَّـــةً
ومُضــطَربُ الأحـرارِ فـي الأرضِ واسـع
ألا قاتــلَ اللــهُ المطـامعَ إنّمـا
تُــذِلُّ عزيــزاتِ النّفـوسِ المَطـامع
سـأُظهِرُ أقصـَى اليـأسَ منهـمْ نَزاهةً
وأرضـَى بـأدْنى العَيـشِ والحُرُّ قانع
وأَدفَـعُ عنّـي طـارِقَ الهـمِّ بـالمُنَى
وأَنظُـرُ هـذا الـدَّهرَ مـا هـو صانع
ناصح الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني القاضي.شاعر ولد في أرجان وطلب العلم بأصبهان، ويكرمان، وقد تولى منصب نائب قاضي قضاة خوزستان، ثم ولي القضاء بأرجان مولده.وكان يدرس في المدرسة النظامية في بغداد.وقد عاصر الأرجاني خمسة من الخلفاء، وتوفي في عهد الخليفة المقتضي لأمر الله. عن أربع وثمانين سنة.وجل شعره حول المديح والوصف والشكوى والحكم والأمثال الفخر.له ديوان مطبوع.