
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـان وجـهُ الـثرى كوجهِ الماءِ
رائقَ الحسـنِ مسـتفيضَ الضـياءِ
حيـنَ ولـى الـدّجى وأقبـلَ فجرٌ
واضــحُ النــورِ مشــرقُ اللألاءِ
بَهَـجٌ فـي السـماءِ والأرض يُهدى
مــن غريـب الخيـالِ والإيحـاءِ
صــفَّقتْ عنـده الخمـائلُ نشـوى
وشـدا الطيـرُ بيـن عـودٍ وناءِ
مَظْهَــرٌ يبهــرُ العيـونَ وسـحرٌ
هَــزَّ قلـبَ الطبيعـةِ العـذراءِ
وجلا مــن بـدائع الفـنِّ روضـاً
نمَّقَتْـــهُ أنامـــلُ الإغـــراءِ
ما الربيعُ الصَّناعُ أوفى بناناً
مِنْــهُ فــي دِقــةٍ وحسـنِ أداءِ
نَســـَقَ الأرضَ زينـــةً وجلاهــا
قَســَماتٍ مــن وجهــهِ الوضـَّاءِ
ربــوةٌ عنــد جـدولٍ عنـد روضٍ
عنــد غيـضٍ وصـخرةٌ عنـد مـاءِ
فَزَهـا الفجـرَ مـا بـدا وتجلَّى
وازدهـى بـالوجودِ أيَّ ازدهـاءِ
قـال لم تُبْدِ لي الطبيعةُ يوماً
حيـن أقبلـتُ مثـلَ هذا الرُّواءِ
لا ولـم يَسـْرِ مِلـءَ عيني وأذني
مثـل هـذا السَّنى وهذا الغناءِ
أيُّ بشــرى لهــا تجمَّلــت الأر
ضُ وزافـتْ فـي فاتناتِ المرائي
علَّهـا نُبِّئَتْ مـن الغيـب أمـراً
حَمَلَتْــهُ لهــا نجـوم المسـاءِ
قــال مــاذا أرى فـردَّدَ صـوت
كصـدى الـوحي في ضمير السماءِ
إنَّ هـذا يـا فجـرُ ميلادُ شـاعِرْ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.