
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِــمَ أقبلــتِ فـي الظلامِ إلـيَّ
ولمــاذا طرقــتِ بــابيَ ليلا
لاتَ حيــن المـزار أيتهـا الأش
بـاحُ فامضـي فمـا عرفتكِ قبلا
أتركينـي فـي وحشـتي ودعينـي
فــي مكـاني بوحـدتي مسـتقلا
لسـتُ مـن تقصدينَ في ذلك الوا
دي فعـذراً إن لم أقُلْ لكِ أهلا
لا تُطيلـي الوقـوفَ تحـتَ سياجي
لــنْ تَـرَي فيـه للثَّـواءِ محلا
ضـلَّ مسـراك فـي الظلام فعـودي
واحـذري فيـهِ ثانيـاً أن يضلا
ذاك مـأوايَ فـي تخوم الفيافي
طلـــلٌ واجـــمٌ عليـــكِ أطلا
قــد تخلّيـتُ عـن زمـانيَ فيـهِ
وهـوَ بـي عـن زمـانِهِ قد تخلّى
لـن تَـرَى مـن خلالِـه غيـرَ خفَّا
قِ شـعاعٍ يكـادُ في الليل يبلى
وخيــالٍ مســتغرقٍ فــي ذهـولٍ
بـات يرعـى ذُبـاله المضـمحلا
إبرحـي بهـوَه الكئيـبَ فما في
هِ لعينيـــكِ بهجـــةٌ تتجلّــى
قـد نَزلـتِ العشـيَّ فيهِ على قف
رٍ جفَتــهُ الحيــاةُ مـاءً وظلا
كـان هـذا المكانُ روضاً نضيراً
جـرَّ فيـهِ الربيـعُ بالأمس ذيلا
كـان فيـهِ زهـرٌ فعـاد هشـيماً
كــان فيـه طيـرٌ ولكـنْ تـولّى
فاســلمي مــن شـقائه ودعيـهِ
وحــدَهُ يصـحبُ السـكونَ المملا
واطرقـي غيـرَ بـابهِ إنَّ رَوحـي
أحكمــتْ دونــه رُتاجـاً وقُفلا
أوقوفـاً إلـى الصـباح ببـابي
شــدَّ مــا جِئتِـهِ غبـاءً وجهلا
إبعـدي مـن وراء نافـذتي الآ
نَ ورفقــاً إذا انثنيـتِ ومهلا
إنَّ مـن تحتهـا هَـزاراً صـريعاً
سـامهُ الـبردُ في العشية قتلا
وأزاهيـــــرَ حــــوله ذابلاتٍ
مزَّقتها الرِّياحُ في الليلِ شملا
كـان لـي في حياتها خيرُ سلوى
فـــدعيني بموتهـــا أتســلَّى
فهــي بُقيــا صــبابةٍ ودمـوعٍ
جثيــا عنــدها شــعاعاً وطَلا
إن عينـي بهـا أحـقُّ مـن المو
تِ وقلـبي بهـا من القبرِ أولى
جُـنَّ قلـبي فاستضحكتهُ المنايا
حيــثُ أبكتنـي الحقيقـةُ عقلا
لا تُطيلـي الوقوفَ أيتها الأشبا
حُ فامضــي فمــا رأيتـكِ قبلا
أوَ لـم تسـمعي جهلتـكِ من أنتِ
فعــودي فمــا كــذبتكِ قـولا
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.