
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
على الصخرةِ البيضاءِ ظللني الدُّجى
أســِرُّ إلـى الـوادي نجيَّـةَ شـاعرِ
سـمعتُ هـديرَ البحر حولي فهاجَ بي
خوالــجَ قلـبٍ مُزبـد اللـجِّ هـادرِ
وقفـتُ أشـيعُ الفكـرَ فيهـا كأنما
إلـى الشاطئِ المجهولِ يسبحُ خاطري
وقـد نشـرَ الغـربُ الحزيـنُ ظلالَـهُ
علـى ثَبَـجِ الأمـواجِ شـُعْثَ الغدائرِ
ومـن خَلْفهـا تبـدو النخيلُ كأنها
خيـــالاتُ حِـــنٍّ أو ظلالُ مســـاحرِ
ألا مـا لهـذا البحر غضبانَ مثلما
تنفَّـسُ فيـه الريـحُ عـن صدرِ ثائرِ
لقــد غمـر الأكـواخَ فـوق صـخوره
ولــجَّ بهـا فـي مـوجه المـتزائرِ
وأنحـى علـى قطَّانهـا غيـرَ مُشـفقٍ
بهـم أو مجيـلٍ فيهمـو عيـنَ باصرِ
ومـا لـي كـأني أبصرُ الليلَ فوقه
يـرفُّ كطيـفٍ فـي السـماواتِ حـائرِ
ألا أيــنَ صــيادوهُ فــوق ضـفافِه
يهيمــون فـي خلجـانهِ والجـزائرِ
وبحــارةُ الـوادي تلفَّـعُ بالـدُجى
وتُنْشـِد ألحـانَ الربيـع المبـاكرِ
لقـد غرقـوا فـي إثر أكواخهم به
ومـا لمسـوا مـن حكمِـه عفوَ قادرِ
وســجَّاهمُ بــاليمِّ زاخــرُ مــوجهِ
وأنزَلهــم منــه فسـيحَ المقـابرِ
أصـِخْ أيهـا الوادي أما منك صرخةٌ
يـدوِّي صـداها فـي عميـق السرائرِ
أتعلـمُ سـِرَّ الليـل أم أنـت جاهلٌ
بلـى إنـه يـا بحـرُ ليلُ المقادِرِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.