
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لوجهـكَ هـذا الكـونُ يا حسن كلُّهُ
وجـوهٌ يفيـضُ البشـرُ من قَسَماتِها
وتسـتعرضُ الـدنيا غريـبَ فنونها
وتعـرِبُ عـن نجـواكَ شـتَّى لغاتِها
ولـولاكَ مـا جـاشَ الدجى بهمومها
ولا افـترَّ ثغرُ الصبحِ عن بسماتِها
ولا سـَعِدَتْ بالوهمِ في عالم المُنَى
ولا شــَقِيَتْ بـالحبِّ بيـن لِـدَاتِها
ولا حَبَــتِ الفنَّــانَ آيــاتِ فنِّـه
ولا رُزِقَ الإبــداع مــن نفحاتِهـا
بكَـرْتَ إلى الروضِ النضيرِ فزاحمتْ
إليــكَ ورودُ الأرض نـوْرَ نباتِهـا
وألقـتْ بأنـداءِ الصـباحِ شفاهُها
علـى قـدميكَ العـذبَ مـن قُبلاتِها
تَشـهَّى خُطـىً فيهـا الرَّدَى وكأنها
تصـيبُ حيـاةَ الخلـد بعد مماتِها
ومِلْـتُ إلـى الأدْواحِ فانطلقتْ بها
صـوادحُ طـار الصـمت عن وُكُناتِها
ومَــدّ شـعاع الفجـر رَيِّـقَ نـورهِ
يحيّيك يا ابن الفجر من شَعفاتِها
فـوا أسـفا يـا حسنُ لِلحظة التي
تطِيـشُ لهـا الأحلامُ مـن وثباتِهـا
ووا أسـفا يـا حسنُ للفرقةِ التي
يعـزُّ علـى الأوهـامِ جمـع شتاتِها
وما هيَ إلَّا الصمت والبرد والدُّجى
ودنيـا يَشـِيع الموتُ في جنباتِها
فضـاءٌ يـروعُ الريـحَ فيه نشيجُها
وتفـزعُ فيـه البـومُ من صرَخاتِها
وتنتشــر الأزهـارُ مـن عـذَباتِها
وتَعْرى الغصونُ النُّضْرُ من ورقاتِها
ويغشى السماءَ الجهمُ من كلِّ ديمةٍ
تخــدِّد وجـه الأرضِ مـن عبراتِهـا
هنالِكَ لا الوادي ولا العالمُ الذي
عَرَفْــتَ ولا الأيـامُ فـي ضـحكاتِها
ولكـنْ ردَى النفسِ التي كنتَ حُبَّها
ونـافثَ هـذا السـحرِ في كلماتِها
مَضـَتْ غيـرَ شـعرٍ خلَّدتْ فيه وحيها
إليـكَ فخـذْ يـا حسنُ وحيَ حياتِها
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.