
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قرَّبــتُ للنـورِ المشـعِّ عيـوني
ورفعــتُ للّهــبِ الأحـمِّ جـبيني
ومشـيتُ فـي الوادي يمزَقُ صخرهُ
قـدمي وتُـدمي الشائكاتُ يميني
وعـدوتُ نحو الماءِ وهو مقاربي
فنـأى وردَّ إلـى السرابِ ظنوني
وبـدَتْ لعيني في السماءِ غمامةٌ
فـوقفتُ فارتـدَّتْ هنالـك دونـي
وأصـختُ للنسـماتِ وهـي هـوازجٌ
فسـمعتُ قصـفَ العاصـفِ المجنونِ
يـا صـبحُ ما للشمسِ غيرَ مضيئةٍ
يـا ليـلُ مـا للنجم غيرَ مبينِ
يـا نارُ ما للنارِ بين جوانحي
يـا نورُ أين النورُ ملء جفوني
ذهـبَ النهـار بحيرتـي وكآبتي
وأتـى المسـاءُ بأدمعي وشجوني
حـتى الطبيعـة أعرضتْ وتصاممتْ
وتنكــرتْ للهــارِبِ المســكينِ
إن لـم يكن لي من حنانِكْ موئلٌ
فلمــنْ أبـثُّ ضـراعتي وحنينـي
آثـرتَ لـي عيشَ الأسيرِ فلم أُطقْ
صـبراً وجُـنّ مـن الأسـارِ جنوني
فأعـدتني طلق الجناحِ وخلتَ بي
للنــور جنَّــةَ عاشــقٍ مفتـونِ
وأشرتَ لي نحو السماءِ فلم أطر
ورددتُ عيـن الطـائرِ المسـجونِ
نسـيَ السماءَ وبات يجهلُ عالماً
ألقـى الحجـابَ عليه أسرُ سنينِ
ولقـد مضى عهدُ التنقل وانتهى
زمنـي إليـكَ بصـبوتي وفتـوني
لـم ألقَ بعدكَ ما يشوقُ نواظري
عنـد الريـاضِ فليسَ ما يصبيني
فهتفـتُ أسـتوحي قـديمَ ملاحنـي
فتهـــدَّجَتْ وتعثَّــرَتْ بــأنيني
ونزلـتُ أسـتذري الظلالَ فعِفنني
حـتى الغصـون غـدونَ غير غصونِ
فرجعـتُ للوَكْرِ القديمِ وبي أسىً
يطغــى علــيّ وذلــةٌ تعرونـي
لمـا رأتـه اغرورقت عينايَ من
ألـمٍ وضـجّ القلـبُ بعـد سـكونِ
ومضـت بـي الذكرى فرحتُ مكذِّباً
عينــي ومتهمـاً لـديهِ يقينـي
وصـحوتُ مـن خَبَـلٍ وبي مما أرى
إطــراقُ مكــتئبٍ وصـمتُ حزيـن
فافتـح ليَ البابَ الذي أغلقته
دونـي وهـاتِ القيـدَ غير ضنينِ
دعني أروّ القلبَ من خمر الرضى
وأُنِـمْ علـى فجرِ الحنانِ عيوني
وأعِـدْ إلى أسر الصبابةِ هارباً
قـد آبَ من سفرِ الليالي الجونِ
عـافَ الحيـاةَ على نواكَ طليقةً
وأتــاك ينشـدها بعيـنِ سـجينِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.