
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــدَّدتِ يــا قيثــارتي أنغـامي
ونســيتِ لحــنَ صـبابتي وغرامـي
مــرَّتْ ليـالٍ كنـتِ مؤنسـتي بهـا
وعــــزاءَ نفــــسٍ جمَّـــةِ الآلامِ
تروَيـن مـن طـرب الصـِّبا وحنينه
وتُـــــذهِّبينَ حواشـــــيَ الأحلامِ
كالبلبـل الشـّاكي رويـتِ صبابتي
لحنــاً تمشـَّى فـي دمـي وعظـامي
أنشــودةُ الـوادي ولحـنُ شـبابه
ذابـتْ علـى صـدر الغديرِ الطامي
شـاقَ الطبيعـةَ مـن قـديمِ ملاحني
أصــداؤُك الحيــرى علـى الآكـامِ
وشـجا البحيـرةَ واسـتخفَّ ضفافها
لحــنٌ كفـائرِ موجهـا المـترامي
يـا ربَّـةَ الألحـان غنِّـي وابعـثي
مــن كــلِّ مــاضٍ عــاثرِ الأيـامِ
هـل من نشيدكِ ما يجدد لي الصِّبا
ويعيــدُ لمحــة ثغــره البسـَّامِ
ويصـــور الأحلامَ فتنـــةَ شــاعرٍ
تُــوحي الخيـالَ لريشـة الرسـَّامِ
وادي الهـوى ولَّـتْ بشاشـةُ دهـرهِ
وخَلَـــت مغـــانيهِ مـــن الآرامِ
طــارت صــوادحهُ وجــفَّ غــديرهُ
وذوى بشــطَّيهِ النضــيرُ النَّـامي
واعتـاضَ مـن هَمْـسِ النسيم بعاصف
داوٍ يشـــــقُّ جـــــوانبَ الأظلامِ
وهـو الصَّدى الحاكي لضائع صرختي
وصــداكِ بيــن الغــورِ والآكـامِ
قــد كُــنَّ أُلَّافـي ونزهـةَ خـاطري
وســماءَ وحــي الشـعرِ والإلهـامِ
مــا لـي بهـنّ سـكتنَ عـن آلامـي
أنســينَ عهــدَ مــودتي وذمـامي
يـا ربَّـة الألحـان هـل مـن رجعةٍ
لقــديم لحنـكِ أو قـديم هيـامي
فـاروي أغـانيَّ القُـدامى وانفثي
في الليل من نفثات قلبي الدامي
عــلَّ الــذي غنيـتُ عـرشَ جمـاله
وطفقــتُ أرقـبُ أفقـه المتسـامي
تُشــجيه ألحــاني فيسـعدني بـه
طيـــفٌ يضـــنُّ علــيَّ بالإلمــامِ
مـا لـي أراكِ جمـدتِ بين أناملي
وعصــيتِ أنّـاتي ودمعـي الهـامي
خرسـاءَ لا تتلـو النشـيدَ ولا تعي
ســرَّ الغنــاءِ ولا تعيــدُ كلامـي
يغـري الكآبـةَ بـي ويكسفُ خاطري
أنـــي أراكِ حبيســـةَ الأنغــامِ
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.