
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا الملَّاحُ قـمْ واطوِ الشراعا
لِـمَ نطـوي لُجَّـةَ الليـل سـراعا
جَـــدِّفِ الآن بنــا فــي هِينــةٍ
وجهـة الشـاطىء سـيراً واتباعا
فغــداً يــا صــاحبي تأخــذنا
موجـةُ الأيـام قـذفاً وانـدفاعا
عبثـاً تقفـو خُطـى الماضي الذي
خلْـتَ أنَّ البحـرَ واراهُ ابتلاعـا
لــم يكــنْ غيـرَ أويقـاتِ هـوىً
وقفـتْ عـن دورةِ الدهر انقطاعا
فتَمَهَّــلْ تســعدِ الــرُّوحُ بمــا
وَهِمَـتْ أو تطـربِ النفـسُ سـماعا
وَدَعِ الليلـــةَ تمضـــي إنهــا
لـم تكـنْ أولَ مـا ولَّـى وضـاعا
سـوف يبـدو الفجـرُ فـي آثارها
ثــم يمضــي ودواليــكَ تباعـا
هــذه الأرضُ انتشــتْ ممـا بهـا
فغفــتْ تحلــم بالخلـدِ خـداعا
قـد طواهـا الليـلُ حـتى أوشكتْ
مـن عميـقِ الصمتِ فيه أنْ تُراعا
إنَّــهُ الصــمتُ الـذي فـي طيِّـه
أسـفرَ المجهـولُ والمستورُ ذاعا
ســَمِعَتْ فيــه هُتــافَ المنتهَـى
من وراءِ الغيب يُقريها الوداعا
أيهـا الأحيـاءُ غنُّـوا واطربـوا
وانهبـوا مـن غفلاتِ الدهرِ ساعا
آهِ مــا أروعَهــا مــن ليلــةٍ
فـاضَ فـي أرجائها السحرُ وشاعا
نَفَــخَ الحــبُّ بهــا مـن روحِـه
ورَمـى عن سرِّها الخافي القناعا
وجلا مــن صــُوَرِ الحســنِ لنــا
عبقريــاً لَبِــقَ الفــنِّ صـنَاعا
نفحـــاتٌ رقَــصَ البحــرُ لهــا
وهفَـا النجـمُ خُفوقـاً والتماعا
وســَرى مــن جــانب الأرض صـدىً
حَـرَّكَ العُشـبَ حنانـاً واليراعـا
بَعَـــثَ الأحلامَ مـــن هجعتِهـــا
كسـرايا الطيـر نُفِّـرْنَ ارتياعا
قُمْـنَ بالشـاطئِ مـن وادي الهوى
بنشـيدِ الحـبِّ يهتفـنَ ابتـداعا
أيهــا الهــاجرُ عـزَّ الملتقـى
وأذبـتَ القلـبَ صـداً وامتناعـا
أدركِ التـائهَ فـي بحـر الهـوى
قبـل أن يقتلـهُ المـوجُ صـراعا
وارعَ فـي الـدنيا طريداً شارداً
عنـه ضـاقتْ رقعـةُ الأرض اتساعا
ضــلَّ فــي الليـل سـُراهُ ومَضـَى
لا يَــرى فـي أفـقٍ منـه شـعاعا
يجتــوي اللافــحَ مــن حرقتــه
وعـذابٍ يشـعلُ الـرُّوحَ التياعـا
والأسـى الخالـدَ مـن مـاضٍ عفـا
والهـوى الثـائرَ في قلبٍ تداعى
فاجعــلِ البحــرَ أمانـاً حـوله
واملأ الســهلَ سـلاماً واليفاعـا
وامســــحِ الآنَ علـــى آلامِـــهِ
بيـدِ الرفقِ التي تمحو الدماعا
وقُــدِ الفلـكَ إلـى بَـرِّ الرِّضـى
وانشـر الحـبَّ على الفلكِ شراعا
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.