
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فلســطينُ لا راعتــكِ صــيحةُ مُغتــالِ
ســـلمْتِ لأجيـــالٍ وعشـــتِ لأبطـــالِ
ولا عــزّكِ الجيــلُ المُفــدّى ولا خبـتْ
لقومـــكِ نــارٌ فــي ذوائبِ أجبــالِ
صــَحَتْ باديـاتُ الشـرق تحـت غبـارهم
علـى خلجـات الـرّوح من تُربِكِ الغالي
فـــوارسُ يَســـْتهدي أعِنَّــةَ خيلهــم
دمُ العـرب الفـادين والسؤددُ العالي
بكـــلِّ طريـــقٍ منــه صــخرٌ مُنضــَّرٌ
وكـــلِّ ســـماءٍ جمــرةٌ ذاتُ إِشــعالِ
هـو الشـرقُ لـم يهـدأ بصبحٍ ولم يَطِبْ
رقــاداً علــى ليــلٍ رمـاكِ بزلـزالِ
غــداةَ أذاعــوا أنَّـكِ اليـوم قسـْمةٌ
لكـــلِّ غريــبٍ دائم التِّيــهِ جــوَّالِ
قضــى عمــره جــمَّ المـواطن واسـمُهُ
مواطنُهــا مــا بيــن حــلٍّ وترحـالِ
ومــا حـلَّ داراً فيـكِ يومـاً ولا هفـتْ
علـى قلبـه ذكـراكِ مـن عهـد إِسـرَالِ
محـا اللّـه وعـداً خطَّهُ الظلمُ لم يكنْ
ســوى حُلُـم مـن عـالم الـوهم ختَّـالِ
حمَتْــهُ القنــا كيمـا يكـون حقيقـةً
فكــان نــذيراً مــن خطـوبٍ وأهـوالِ
وفتَّــحَ بيــن القــوم أبـوابَ فتنـةٍ
تُطِـــلُّ بأحـــداث وتُــومِي بأوجــالِ
أراد ليمحــو آيــةِ اللّــه مثلمــا
أراد ليمحو الليلُ نُورَ الضحى العالي
فيـا شـمسُ كُفِّـي عـن مـداركِ واخمـدي
ويـا شـهب غُـوري فـي ديـاجير آجـالِ
ويــا أرضُ شـُقِّي مـن أديمـكِ وارجعـي
كمـا كنتِ قبل الرُّسْل في ليلكِ الخالي
ضــلالاً رأوا أن يســلوَ الشـرقُ مجـده
ومـا هـو بالغـافي ومـا هو بالسَّالي
ألا يـا ابنـةَ الفتح الذي نوَّرَ الثرى
وطهَّـــرَ دنيــا مــن طُغــاةٍ وضــُلَّالِ
وأكــرمَ قومــاً فيــكِ كـانوا أذِلَّـةً
فحرَّرهــــم مــــن بعـــد رِقٍّ وإِذلالِ
لـكِ الشـرقُ يـا مهد القداسة والهُدى
قلوبـــاً تُلبِّــي فــي خشــوعٍ وإِجلالِ
لـكِ الشـرقُ يـا أرضَ العروبة والعلى
شــعوباً تُفــدِّي فيـك ميـراثَ أجيـالِ
ومـا هـو مـن مسـتعمرٍ جـاءَ بـالهوى
ولا هُــوَ مــن مسـتثمرٍ جـاءَ بالمـالِ
هـو الشـرقُ أَلقـى عـن يـديهِ قيـودَه
فلا تحســــبيهِ فـــي قيـــودٍ وأغلالِ
ســَلِيهِ تَهِـجْ مـا بيـن عينيـكِ أرضـُهُ
مخـــالبَ نســرٍ أو براثــنَ رئبــالِ
ســَلِيهِ يمُـجْ مـا بيـن سـمعيكِ أُفقُـهُ
زئيـــرَ أســودٍ أو زمــاجرَ أشــبالِ
سـَلِيهِ الـدمَ المهـراقَ يَبـذُلهُ غالياً
ويضــربْ بـه فـي الحـقِّ أروعَ أمثـالِ
ألا أيُّهـا الشـادي الـذي أطربَ الورى
بحلــو حــديثٍ عــن حقــوقٍ وآمــالِ
وقــال لنــا فـي عـالمِ الغـدِ جَنَّـةٌ
غزيــــرةُ أنهــــارٍ وريفـــةُ أظلالِ
ســمعْنا خُــدِعْنا وانتبهنـا فحسـبُنا
لقـد مَلَّـتِ الأسـماعُ قيثـارك البـالي
ويـا أيُّهـا الغـربُ المواعـدُ لا تـزِدْ
كفـى الشـرقَ زاداً مـن وعـودٍ وأقوالِ
شــبعا وجعنــا مــن خيــال مُنَمّــقٍ
ومنــه اكتسـينا ثـم عُـدْنا بأسـمالِ
فلا تنــدبِ الضــَّعفى وتغصـبْ حقـوقهم
فتلــكَ إذاً كــانت شــريعة أدغــال
علي محمود طه المهندس.شاعر مصري كثير النظم، ولد بالمنصورة، وتخرج بمدرسة الهندسة التطبيقية، وخدم في الأعمال الحكومية إلى أن كان وكيلاً لدار الكتب المصرية وتوفي بالقاهرة ودفن بالمنصورة.له دواوين شعرية، طبع منها (الملّاح التائه)، (وليالي الملاح التائه) و(أرواح شاردة) و(أرواح وأشباه) و(زهر وخمر) و(شرق وغرب) و(الشوق المائد) و(أغنية الرياح الأربع) وهو صاحب (الجندول) أغنية كانت من أسباب شهرته.