
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـبحانَ مـن علّـم الإنسـان بـالقلمِ
ســبحانه خالقـاً للكـون مـن عـدمِ
ســبحانَه مالكــاً للمُلــك أجمعِـه
ســبحانه بــاعث الأرزاق والقِســم
ســبحانه مَلِكـاً فـي الخُلـد سـدّته
وعرشــُه فــوق عـرش النـاس كلِّهِـم
ســبحانه حاكمــاً جلَّــت شــريعتُه
وحكمُـه فـي البرايـا غيـر حُكمِهـم
سـبحانه مُنـزلاً فـي العقـل حكمتَـه
والعقـل أفضـل مـا يُعطي من النِعم
ســبحانه واهبــاً للنفــس عزتَــه
وعـزة النفـس أصـل الجـود والشِيم
سـبحانه مودعـاً فـي الرُسـْل كلمتَه
وكلمــة اللــه تقــديس لكتبهِــم
تَبـارك الرسـل بَـرّوا فـي رسالتهم
مــن سـابق ثـم مـن تـالٍ ومختتِـم
الجَــدّ جــاء بفتــح فـي خيـالهمِ
فأصــبحوا المثـلَ الأعلـى بـدينهم
فجــاء موســى بتــوراة مباركــةٍ
حــوت صـنوفاً مـن الآيـات والحِكـم
وجــاء عيســى بإنجيـل حـوى درراً
مــن التعــاليم والآثـار والكَلِـم
وجــاء أحمــدُ بــالقرآن معجــزةً
أَعيـت علـى الناس من عُرب ومن عجم
تبـارك اللّـه أعطـى الخلـق كلمتَه
كالبدر يُهدى به الساري لدى الظُلَم
اللّـه فـي الكـون موجـود ومسـتتر
سـامي الحقيقـة لـم يُدرك ولم يُرم
كـالرّوح في الجسم لا تُدرى حقيقتُها
ونورُهــا ســاطع فــي مقلـة وفـم
كــأنه النّـور فـي الأسـلاك مختـبئ
يبـدو ويخفـى ويُعيـي فطنـة الفَهِم
ســبحانه وتعــالى عــن مـداركنا
وعــن خَيـالٍ وعـن وصـفٍ وعـن حُلُـمِ
ســبحان ربِّــك ربِّ العــزّ والكـرم
ســبحانه واهبـاً للخيـر مـن عـدمِ
يـا لابسـينَ حِلـى التّقـوى وشارتَها
الـدّين بالصـِّدق ليس الدين بالكَلِمِ
صـلّوا ببـاطنكم مـن قبـل ظـاهركم
فالفــائزون ذوو التقــوى بسـرِّهم
كونـوا أَجاويـدَ فـي قـولٍ وفي عملٍ
إن الدّيانــة فــي الأخلاق والشـِيم
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).