
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن كنـتِ خـاذلتي فمَن هو مُسعدي
يـا ظبيةَ الوادي ومَن هو مُنجدي
أَوَ ترغـبينَ عـن الـذي في قلبه
وجـدٌ ليشـقى فـي رضـاكِ ويفتدي
إن الجفـا طبـعُ الظبـاء وبعضُه
يحلـو إذا اسـتثنى كِرام الوُرَّدِ
أَوَ تجهلينـي والليـاليَ جئنَ لي
بالبيَّنــات وإن سـألتك تشـهدي
إن كـان حقـاً مـا أقـول فحقّقي
أملـي بقـرب أو بقـرب الموعـدِ
أَوَ لـم تَـرَيْ أَنـي وقفت عواطفي
فــي مَصــرفِ للصــالحات مؤبَّـد
وعشـقت فـي الماضي ثلاثاً مُشرِكاً
واليـوم عـدت إليـك عـودَ مُوحِّدِ
أنسـيتِ غـاداتي الثلاث بعامنـا
الماضـي وخـوفي مـن بَلاء تعـدُّد
وتريننـي أَسرفت في الشكوى ومن
يسـمع يَخـلْ أَنـي قتيـلُ الخُـرَّد
لا والــذي أبكَـي واضـحكَ إننـي
قــاضٍ أَضــنُّ بعفــتي وتجلُّــدي
ما ظبية الوادي التي أهوى سوى
وطنيــتي وبهــا حَمِـدتُ توجُّـدي
وطنيــتي مـن يسـتطيع غوايـتي
عنهـا ومـا شـأني إذا لم أُحمَد
وطنيّـتي يـا مـن يـبيع فاشتري
لأَبــرَّ بــالإخلاص نعمــة مولـدي
وطنيـتي يـا مـا اقـلَّ رجالَهـا
فــي موقــف صـعب ويـوم أسـود
كـلْ يـروم نوالهَـا فـإذا نبـت
هَجَـرَ المبـادئَ في سبيل المقصِد
يـا مـن يعلمنـا المبـادئَ حرةً
حــتى نعززهــا وإن لـم نَسـعَد
إن الــذين يبــايعون بلادهــم
نـزرٌ يـروح الهـمُّ فيـه ويغتدي
منهـم فـتىً لـم ألق أسمي مبدأ
منـه عنيـتُ رئيـسَ هـذا المعهد
ألقـى بهـذا الصـرحِ حُسنَ بذوره
فنمـت ومـا تـزرع بكفـك تحصـُد
أَوَ لـم يَبِـنْ فضلُ الاساتيذ الأُلى
يختــارُهم كالصــائغ المتشـدِّد
يكفيــك مـارونُ المـديرُ فـإنه
بعُلـى المبـادئِ قـدوةٌ للمقتدي
ســمّى فتــاهُ محمــداً أمثولـةً
لـذوي التعصـّب والجمود المُفسدِ
ولكـمْ تـرى عجباً بربعك أن ترى
مــارونَ أصــبح والـداً لمحمـدِ
عجــبٌ وكفـرٌ فـي ربـوع تقهقـرٍ
وهِدايــةٌ وتُقــىً بربــع تجـدُّد
يــا مـن يبشـّر بـالاله موحِّـداً
للكــلِّ إيمانــاً بــدينٍ أَوحـد
وبجنــةٍ للكــلّ أي لمـن اتّقـى
وجهنـــمٍ للكــلِّ أي للمعتــدي
أمفــرِّقَ الأديــان عفـواً إننـا
مـن كـثرة الأديـان قيـدُ تبـدُّد
أفلا تجــوز لــدى جلالِـكَ وحـدةٌ
حســماً لبلــوى مُشــرك وموحِّـد
مــاذا يضــيرُ عُلاك جَــلَّ جلالـهُ
توحيـدُ موسـى والمسـيحِ وأحمـدِ
يتقـــاتلون ديانــة وجهالــة
ومريـدُ هـذا القتـل أكبرُ مُلحِد
اســتغفر الرحمـن إِن اللّـه لا
يــوحي بتفريــق المَلا فَلْنهتـد
إِن الــذي أوحـى وفـرّق بيننـا
سـُقمُ العقـول وسقمُ وعظِ المرشد
يـا ظبيـةَ الجبـل الأشـمّ الأَجردِ
لا تنفـــري مــن رائد متجــرّد
إِنـي غزالُـك جئت ربعَـك سـائلاً
مـاذا أقـول غـداً لفتيان الغد
أَوَ مـا أقـدّم مـن فعـالي حُجـةً
لا مـن مقـالي فـي نضـال منقِّدي
إن المؤيَّــد بالبيــان مجـرَّداً
لا كالمؤيَّــدِ بالبيـان المُسـندِ
يا أيها النشئُ الجديد المنتهي
علمـاً وفي علم الحياة المبتدي
نعـمَ الشـهادةُ وهـي خيـر علامة
لجنـى المعـارف والسلوك الجيّد
هـي خطـوة فـي سُلّم الدنيا فلا
تتهـوروا بسـلوك هـذا المِصـعد
وإذا سـئلتُ ولـي فتىً ما بينكم
فشــهادتي مجروحــةٌ إن أشــهد
وإذا حكمــت لكــم فمتَّهـم وإن
كتبـتْ يدي حُكمَ العقاب على يدي
إِنـي أخـاطب فيكـمُ ولـدي فـإن
جمـحَ اليـراع فهفـوةٌ مـن مُرشد
أَبنــيَّ إن تقنـع بنصـحي مُجمَلاً
إِعمـل بحسـن شـعار هذا المعهد
أو شــئتَ تفصــيلاً فـإني شـارح
لـك مـا بـه من داعياتِ السؤدُد
أَوَ لـم تجـده للطـوائف جامعـاً
ليــذيبَها بوطيســه المتوقِّــد
فـاحفظ مبـاديه الثلاثـةَ إِنهـا
مرقــاة كـل فـتىً لأَعلـى مقصـِد
خُلــقٌ فعلــمٌ ثــم فعــلٌ جيـدٌ
نهــجُ الفلاح وغايـةُ المسترشـِد
واخـرج إلى الدنيا عصاميّاً فلا
فــوز لمغــترّ بطيــب المحتـدِ
إن الـذين تفوقـوا خرجـوا مـن
الأكـواخ لا مـن عاليـات المَولدِ
وأخـرج إلى الدنيا فتىً متودِّداً
لبقـاً فنصـفُ العقـل حسـنُ تودُّد
واجعـل من الخُلُق الكريم دريئةً
فمكــارمُ الأخلاق أكــبرُ منجــد
واصبر على الدنيا حكيماً فالذي
لا تجتنيـه اليـوم يُجنـي في غد
واحـذر مـن العـادات فهي سلاسل
فمحاســنَ العـادات طبعَـك عـوِّد
وإذا حسسـتَ الشـعر وهـو عواطف
فاضـننْ ولا تنطـق بغيـر الجيِّـد
إن القريـض مُدامـةٌ لذوي النُهى
فـدع المُدامـةَ واشـتغل بالأَفيد
ودعِ الوظــائفَ إننــي جربتُهـا
فوجــدتُها للحــرّ أَنضـبَ مـورِد
واعلـم بـأَن جميـع مـا حصـلتَه
وَشـَل مـن البحر المحيط المزبد
فتعلــمِ العلـم الـذي تختـارُه
لتجيـــدَه فالســَبْقُ للمتفــرِّد
وإذا أردتَ كرامــةً مــن مهنـة
أَتقــنْ فــإن أتقنتهـا تتسـوَّد
فــأَعزُّ أغـراض الحيـاة كرامـةٌ
تبقـى وهـل تبقـى إذا لم تُحمَد
وأهــمُّ أســباب السـعادة عفّـةٌ
فـاتبع تعـاليم الفضـيلة تَسعَد
وابـرُّ أعمـال الفـتى فـي دهره
حفِـظُ الجميـلِ وذكرُ فضلِ المُرشدِ
فــاْحفظ جميــلَ معلــمٍ ومهـذّبٍ
وبحســن رأي الوَالــدين تقيَّـدِ
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).