
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن مُجيري في الهوى أَو مُنجدي
إنـــه فـــتّ بقلــبي وَيَــدي
أَوَ لـم تلـقَ الجـوى بـرّح بـي
ونضــت عنــي الليـالي جَلَـدي
والـــذي يَرمُقُنـــي يَحســَبُني
فـي هـوى الغِيـد مُـذيباً كبدي
والهـوى قيثـارةُ النفـس وكـم
وتــرٍ فيهــا لغيــر الخُــرَّدِ
والهــوى صـنَّاجةُ القلـب وكـم
نَغمــةٍ فيهــا لأَســمى مقصــِدِ
أَنا قاضي العدلِ لا قاضي الهوى
فــدعيني يــا مَهـا واْبتعـدي
إن آيــات السـَّنى فـي مَفرِقـي
هــي آيــاتُ الهــدى والرُّشـُدِ
وتخطّيــتُ الصـِّبا قيـدَ الحِجـي
فــي فــؤادٍ بــالعُلى متَّقِــدِ
ولقلــبي غــادةٌ ليــس لهــا
مـن شـبيهٍ فـي البَهَـا والغَيَدِ
لا تراهــا مقلــتي وهـي بهـا
ذاتُ خـدر فـي فـؤادي المُوجَـدِ
أنــا أدعــو لسـفور وهـي إن
ســَفَرَتْ بـانت كـأن لـم تُوجَـدَ
أوَ يــدري خــاطرٌ مَـنْ غـادتي
هــي نفســي عِلَّـتي فـي جسـدي
هــي نفسـي مـن تـرى يعـذِلُني
فـي هـوى نفسـي مـا مـن أَحـدِ
لســت فيهــا بأنــانيٍّ يــرى
نِعمــةَ الغيــر بعيـن الحُسـَّدِ
إنمــا أعشــق فيهــا صـِدقَها
ورضــى النـاس وإنصـافَ الغَـدِ
أنـا فـي الـدّين تقـيٌّ ذو حِجيٌ
وهـي فـي علمانيـةٌ لـم تُلحِـدِ
عجبــاً للمـرء كـم يحمـل فـي
رأْســه مِــن فاســد المعتقـدِ
إنمــا المــرء فـتى عـاداته
وبهـــا تلقــاهُ كالمُســتعبَدِ
عَــوِّديني يـا فتـاتي كـلَّ مـا
اشــتهي مــن مُصــلحٍ لا مُفسـِدِ
ولنفســــي غـــادةٌ ثانيـــةٌ
ســلبتْ عقلــي وتســبي ولـدي
هــي فـي طَرفـي وطِرسـي وفمـي
لُغَـتي الفصـحى لسـانُ السـُّؤدُدِ
لغــتي قــد أَلِفَتْهــا أُذُنــي
وفـــؤادي ولســـاني ويـــدي
لغــتي تاريــخُ مجــدي فـاذا
صــُنتُها أبقيـتُ عـالي مَحتِـدي
لغــةُ الشــِّعرِ وفــي أفصـحِها
أُنــزِل القــرآن أقــوى عَضـُدِ
نبــذوها جانبــاً واعتقــدوا
عُقمَهــا عـن وضـع لفـظِ مُفَـرَدِ
ولهــا بــابُ اْشــتقاقٍ واسـعٌ
فــاْدخلوه مَــنْ يفتِّــش يَجِــدِ
ليــس فيهــا قِصـَرٌ عـن حاجـةٍ
وهــي للــوارد أصــفى مـورِدِ
وهــي كـالبحر لمـن غـاصَ بـه
ظَفَـــرٌ فـــي دُرِّه والعَســـْجَدِ
والــذي عــام يلاقــي صــدفاً
أيــرى العــائمُ غيـرَ الزَّبَـدِ
وزعمتـــم إذ ضــَعُفتُم أَنهــا
ضــَعُفت وهــي بكـم لـم تَسـعَدِ
وكــذا ينبــو حُســامٌ صــارمٌ
فـي يـد الخـوف ومـن لم يَعتَدِ
يـا بنـي أُمّـي أمـا مـن مُتهِمٍ
بينكــم للضـاد أو مـن منْجِـدِ
هــي أقــوى صـلةٍ مـا بينكـم
فاجعلوهــا قِبلــةَ المسترشـِدِ
ليــس مـن جامعـةٍ فيكـم سـوى
أن تَـدينوا بالِّلسـانِ الأَبجـدي
ولقلــــبي غـــادةٌ ثالثـــةٌ
يـــالقلبي مــن َبلاء العَــددِ
إنّمــا ثــالثتي بيـن المَهَـا
بلــدي لبنــانُ أحلــى بلــدِ
بلـــد خُــصَّ بآيــات الرُّبــى
وخلا مــــن أيّ عقـــل ويـــدِ
وفشـا التفريـق فيـه والـونى
فهـو سـهل الكسـر مثـلُ القِدَد
ليــس فيــه غيـر يـأس إنّمـا
أنتــم الآمــال فتيـان الغـد
إن نهضــتمْ فهـو فيكـم نـاهضٌ
أو قَعـــدتُمْ فحِمــاكُم يَقعُــدِ
فــأَقيموا إنّمـا الـدهر علـى
فـــاتر العــزم ثقيــلُ الأَوَدِ
وأَقيمــوا للمعــالي أَمرَكُــم
بمبــادي العلــم أقـوى سـَنَدِ
وعلــى الأخلاق شــِيدوا مجـدَكم
فهــي كــالطّود مـتينَ العُمُـدِ
وإلـى الأعمـال سـيروا فالفتى
بســَنا الأعمــال لا بالمَحْتِــدِ
يـا بنـي أُمـي خذوا اْستقلالَكُمْ
باْتحــادٍ فهــو أقــوى عَضــُدِ
واجعلـوا للعلـم بيتـاً واحداً
ودعـــوا أديــانَكُم للمَعْبَــدِ
واْغرسوا في النشءِ خُلقاً سامياً
وعلـــــى الأخلاقِ فَلنَعْتَمــــدِ
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).