
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وقفـتُ بنبـع القـاع وقفـةَ شاعرِ
فعـادت إلـى نفسـي محاسنُ خاطري
وعـدتُ إلـى نبع الصفا فأَهاب بي
إلـى الشـعر حسـنٌ جاذبٌ للمشاعرِ
وقـد كـان يعصـيني القريضُ فردّه
إلـيَّ مطيعـاً وحـيُ تلـك المناظر
منـاظرُ نبـعٍ يسـحر العينَ حسنُها
ويجلـو عـن الأبصـار همَّ البصائر
ينـابيعُ حسـنٍ أرهفـت حـدَّ فكرتي
كمـا قـد نضـتْ عني حجابَ سَرائري
مرابــعُ أُنـس حـاقتِ الأُنـسَ كلَّـه
وقـد رتعـتْ فيهـا حِسـانُ الجآذِر
ظبـاءٌ سـفوراتٌ ومـا أن يضـيرُها
ســُفورُ وجـوهٍ فـي نقـاءِ ضـمائرِ
كـذاكَ تـرى ذاتَ النقـاب يقودُها
قريــبٌ تــراه فـي تيقُّـظ حـاذِر
هنــاك حـديثٌ واْفـترارٌ وهاهنـا
أحــاديثُ همـس واحتبـاسُ محَـاجِر
تُـراثٌ مـن العـادات أرخى سدولَه
علينـا وهـل بالسـهل إصلاح غابر
علـى أَن للتهـذيب حزبـاً سيعتلي
ويمشـي إلـى الإصـلاحِ مِشـيةَ ظافرِ
وليـلٍ قضـيناه على النبع لا نرى
سـوى البـدر يرعانا بلحظٍ مُسامرِ
يجاذُبنــا فيـه الأحـاديثَ صـاحبٌ
جديــدٌ أَتانـا حبُّـه غيـرُ فـاتر
زميــلٌ تخــذناه أَخــاً لــولائه
وطيــبِ خصــالٍ فـي رقـيَّ خـواطر
لعمــرُك أن الحــبَّ حسـنُ تفـاهمٍ
وأُلفـــةُ أرواحٍ وجــذبُ نــواظر
وأسـعدُ عيـشِ المـرءِ أُلفـةُ صاحبٍ
جميـلِ المزايـا صـادقٍ غيرِ ماكر
لــذاك ترانــي بــاذلاً لمحبـتي
لكــلِّ فــتىً راقٍ ولســتُ بخاسـر
ولسـت وهوبـاً للهـوى غيـرَ أَهلِه
وليـس الهـوى غيرُ الصحيح بآسري
وإنـــيَ قــاضٍ عــادلٌ بمحبــتي
كمـا أَنَّ حكمـي عـادلٌ غيـرُ جائر
فلا تحسبيني يا ظِبا القاع ظالماً
ولا تَرغـبي عـن راغـبٍ غيـرِ نافر
لِئنْ هجرتنـي فـي القضاء قريحتي
فليـس جمـالُ الشعر يوماً بهاجري
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).