
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُدّي ســلامي يــا فتــاةَ الحكمـةِ
فأَنــا تقـيُّ الـدينِ رأسُ الحِكمـةِ
وإذا جهلــتِ ســلي طروسـَك إننـي
بيــدٍ الوفـا سـجّلتُ فيهـا حُجّـتي
وإذا خشــيتِ مـن القضـاء صـروفَه
فأَنــا بفضـلك مـن قضـاةِ الجنَّـةِ
أو خفـت مـن مـرّ الزمان فليس في
شــرع المحـب إذا وفـى مـن مُـدة
ولئنْ خَفيـتُ عليـك مـن طول النّوى
فســتعرفيني بعــد وضــعي عِمَّـتي
إنــي مـتى احسـرْ لثـام عـواطفي
تتــبيني مــل تحتَــه مــن رقَّـةِ
أَوَلســتُ مـن أوفـى طيـورك كلمـا
غــردتُ جـاءت حكمـتي فـي سـَجعتي
وتركتنـي ودجـى الصـَّبا في مفرِقي
ولقيتِنـي وضـحى الهـدى فـي لِمَّتي
فلئنْ تَــرَيْ شــيخاً بغيـر عِمامـة
فلأننــي أبقيتُهــا فــي خَلــوتي
وخرجــتُ للــدنيا فـتىً متسـاهلاً
وملأتُ مــن نبــل المحبـة جُعبـتي
واممــتُ دارَك فــي حِلـى وطنيَّـتي
ومحبــة الأوطــان أفضــل حِليــة
وأَتيــتُ قبــل الأربعيــنَ مخافـةً
مـن أن تُحـالَ على الجمود قريحتي
إيــهِ ضــهورَ الأشـرفية كـم لنـا
مــن جلسـة فـوق الصـّخور ووقفـة
ولكــم رتعنــا فـي ربـاك أعـزّةً
والهــمُّ عــن أحلامنـا فـي غفلـة
ولكــم سـلبنا زهرَهـا مـن نُكهـة
ولكــم سـلبنا طيرَهـا مـن نَفحـة
ولكــم حفظنـا فيـك مـن أمثولـة
ولكــم نسـينا فيـك مـن أُمثولـة
فتــذكريني يــا منــابتَ حكمـتي
وتــذكريني يــا مقاعــدَ صـَبوتي
وإذا ذكــرتِ خــواطري وعــواطفي
لا تــذكري عبـثَ الصـِّبا بكهولـتي
بــل حـدثيها كـم وقفـتُ مناجيـاً
وطنـــي ومعـــتزاً بلبنـــانيّتي
جبلــي وأجمــلُ كــلِّ ربـعٍ ربعُـه
بلــدي وأبقــى كـلِّ صـَقعٍ بلـدتي
دارٌ رعيــتُ بهـا صـبايَ فكيـف لا
يبقـى إليهـا القلـبُ قيـدَ تلفُّـتِ
دار ترعــرع فــي حِماهـا خـاطري
أفلا يحـــدّث خـــاطري بالمِنّـــة
أّوَ لا أُدِلُّ بهــا علـى دُور الـورى
وهــي الـتي أبقـت علـى عربيـتي
أبقـت علـى لغـتي أمينـةَ فكرتـي
فكأنهــا أبقــت علــى قوميّــتي
لغـتي عُـرى قـومي فـإن أهملتُهـا
أَوهنـتُ فـي الأوطـان أوثـقَ عُـروة
فتعلمــوا لغــة البلاد وبعــدَها
مـا تبتغـون مـن اللغـات الحيّـة
إن اللغـاتِ حِمـى العلوم وكم أرى
مــن لؤلـوءٍ فـي بحـر أفرنسـيّتي
لغــةُ البيــان وحسـبها آدابُهـا
وغِنــى ذويهـا بالمبـادي الحُـرّة
يــا دارُ بالآثــار حســبُكِ غبطـةٌ
لا بالسـنينَ ومـا بهـا مـن غِبطـة
إن الســنينَ وإن تكــاثر عــدُّها
حُجــج علــى فضــل إذا هـي جَلَّـت
مـرت بـكِ الخمسـون أفضـلُ ما يُرى
والفضــل بالخمســين سـِنَّ هِدايـة
يــا روضـةَ الآداب حسـبُك أن تَـرَيْ
شــتَّى طيــورِك غُــرّداً فـي حفلـة
مـا إن يفيـك نشـيدُهم فـي حفلـة
وثنــاؤُهم لا ينتهــي فــي حِقبـة
وأنــا ضـعيفٌ لـو سـمحتُ لخـاطري
لأَطلــتُ فيــك ولـم أُطِـل تـائيتي
إيــه تلاميــذَ المــدارس إنكــم
فــي راحـة بيـن الطـروس ونِعمـة
أنتـــم رجـــاءٌ للبلاد فحققــوا
آمالَهــا بصــلاحكم يــا إخــوتي
إن البلاد كـــــثيرةٌ آلامُهـــــا
وتفــرّقٌ الأديــان أصــل العِلّــة
عجبــاً وروحُ الـدين ليـس مفرِّقـاً
لكــنَّ جهـلَ النـاس أصـل الفُرقـة
واليــن خيــر فــي سـنى آدابِـه
لكنّمــا الــدنيا أسـاسُ الفِتنـة
والــدين أن يُفهــمْ صــلاحٌ للملا
والـدين أن يتبـعْ هُـدَى البشـرية
داء يــــرى الاجمـــاعُ أَن دواءَه
فـي وَحـدةِ التعليـم روحِ النهضـة
يـا وحـدَةَ التعليم يا خير المنى
أنـتِ الصـفا وعليـك أَبنـي بيعتي
فابنوا المدارس تبتنوا استقلالكم
إن المـــدارسَ مَنبِـــتُ الحُرّيــة
وأْتـوا بيـوتَ الـدّين إن طريقهـا
خيــرٌ وخــوفُ اللّـه رأسُ الحِكمـةِ
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).