
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَقِلّـي مـن اليـأس والمَطمـعِ
وزيــدي رجــاءً ولا تجزعــي
فــإن حياتَــك أجمــلُ مــن
ضــياعِك هيهــاتِ مـن مُرجـعِ
خلقـــتِ بصـــدريَ محبوســةً
تأبَّــد حبســُك فــي أضـلعي
فمهما يكن من ليالي الحياةِ
أهــوّنْ ســُراها وأنـتِ معـي
ففيــكِ الســعادةُ مكنــوزةً
وكــلُّ السـعادة أًن تقنعنـي
أّلا ادّرِعـي الصـبرَ لا كنفـوس
حواســـرَ فــي يأســها دُرّعِ
تـدبّ إليهـا المنـى فتراها
دوانــيَ باليــأس للمصــرعِ
فمنتحـرٌ مـن شـقاء الحيـاةِ
إلــى هــارب للـردى مُزمـع
فيـا ربةَ الصدر فيك الشقاءُ
وفيـك الشـِفاءُ فعِـي واسمعي
أطلّـي مـن العيـن والمِسـمعِ
وطيـبي بحسـن الربيـع وعـي
فــإن الريـاض معـارضُ حسـنٍ
فــذاتَكِ فــي حسـنها متّعـي
هنــاك الزنـابقُ فـي كِمهّـا
عَـذارى مـن الطيـب لم تفرع
يجـسّ الـدجى قلبَهـا بالنّدى
فتضــحكُ مــن عاشــق يـدَّعي
وتســتنجدُ اللّـه فـي سـرّها
ليــأْذنَ للفجــر بــالمطلع
فهـل أنـت مني مثلُ الزنابق
أَم لــي عنــدك مــن مرتـع
قفـي بـالحقول فغـذّي الحَشا
بــروح محاســنها المُشــبعِ
ونـاجي معـي زهرةً إذ رأتنا
تعــرّتْ مـن الكـمِّ تسـتطلعي
أزنبقـةَ الحقـلِ عَـمَّ احتجبتِ
أَحفــظُ الطهـارة فـي بُرقـعِ
عفافُــك يــا زهرتـي سـافرٌ
بطيـــب شــَذاك فلا تَفزعــي
فما في الحجاب حفاظُ الحياءِ
وإن كــان أحــوطَ للمقْنَــعِ
ولا فـي السـفور بلاءُ الحياء
وإن كــان أهــونَ للمطمــعِ
ومـا بيـنَ هـذا وذاك يكـون
مجـــالٌ لمعتــدلِ فــاتْبَعِي
هلمــي أبثَّــك سـرّ الحيـاة
أللســرّ عنــدك مــن مَوضـعِ
كلانـا مزيـجُ عناصـرَ تجمعها
ســـنّةُ الـــوقت والمَربــعِ
نــدلُّ بنطــق وأفضــل منـهُ
ســكوتٌ مــع العمـل الأَنفـعِ
ومـا خلـق الكـونُ للناطقينَ
ولكنّــــه بيـــد الأَمنـــعِ
وإن الطبيعــة أمُّ الجميــعِ
فصــلّي بهيكلِهــا واركعــي
هنـاك الحيـاةُ بكأس الربيعِ
تُــديرُ محاســنَها فــاكرعي
فـإن الجمـال غـذاءُ النفوس
فروحَــك مــن حبــه أَشـبِعي
لئن تنشـديهِ نشـدتِ الكمـال
وســِرتِ إلـى المثـلِ الأرفـع
أزنبقــةَ الحقـلِ هـذي يـدي
أمـــدُّ إليـــك فلا تَمنعــي
فهـل لـك مـن تربـةٍ كفـؤاي
ومـــاءٍ أرقَّ مـــن الأَدمــعِ
كِلانــا غريبــانِ فـي مـوطنٍ
هـوى الحـرُّ فيـه فكوني معي
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).