
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَخفيّــــاً خُلقـــتَ أَم تتـــوارى
رقـــةً أَم مخافـــةً أَم وَقـــارا
فيــراك الفــؤاد طيفــاً وتهـوى
العيـنُ أن تسـتبين منـك العِـذرا
وإذا مـا رنـت إليـك ورام القلب
أن يجتليــــك بِنــــتَ فِـــرارا
وعلام الفِــرارُ مــن هــائم فيـك
يقـــود المُنــى إليــك أَســارى
فـــإذا كنــتَ طــائراً ففــؤادي
طـــائر يشــتهي نظيــرَك جــارا
وإذا شــــِمت نــــارَه تتلظـــى
فهــي نـار القِـرى تسـامت نـارا
لا تخــفْ جِيــرة الكــرام فإنَّــا
نفتــدي ضـيفَنا ونرعـى الجِـوارا
يـا هـزاري مـن الخـوافي أعرنـي
ريشــة أَعتلــي بهــا الاقمــارا
فرفـــــاقي بلابــــل وظلــــوم
مــن دعــاني إلـى عُكـاظ هـزارا
وجَنــاحي مــن الليــالي مَهيــض
أَأُجــــــاري بلابلاً لا تُجـــــارى
فـــإلى حكمــتي حملــتُ جَنــاحي
لأُحيّــــي بأَضــــغريَّ الــــدَّارا
أيهــا الطــائر الخفــيّ تمثــلْ
لفــؤادي وخــلِّ عنــك النِّفــارا
سـِرتُ فـي الـروض أبتغيـك وقلـبي
فــي يـدي فالتجـا إليـك وطـارا
فســأَلت الأزهــار عنــك ففــاحت
فهــداني مــا تــودع الازهــارا
وســأَلت الاطيــار عنــك فنــاحت
فشــجاني مــا تُفهــمُ الاطيــارا
كــل حـيّ يهـوى سـناك فمـن أنـت
وحتّــــامَ تُــــدهش الابصــــارا
قـال إنـي الخيـالُ والمثلُ الأعلى
فقلـــت اتخــذ فــؤادي مطــارا
أَنت بيتُ القصيد والضائع الموجودُ
والنـــاس فـــي رضــاك حيَــارى
أَنـت سـرّ الحيـاة والأمـل الشافي
فــــأَودع فــــؤاديَ الاســـرارا
أَنـت معنـى الجمالِ يفهمك الشاعر
والشــــعر ناظريـــك اختـــارا
أَنـت طيـفُ الضـمير تقـرع نـاقوس
هـــواه إلــى الهــدى إِنــذارا
فــإذا صــمّ خــال صــوتك ركـزاً
وإذا رقَّ خــــــاله إِعصـــــارا
عبثــاً يــذهب النــداء إذا لـم
يُنصـت القلـب هـل تنـادي الجِدار
ربِّ انصـــت قلــبي إلــى الحــق
واجعلـه خَيـالي وقبلتي والمزارا
وانـثر الشـعرَ فـي فـؤادي ودعني
أنظــم العــدلَ للخصــوم نضـارا
قــد حملـتُ القضـاء عـبئاً ثقيلاً
لــم أحمّــلْ نفســي بــه أَوزارا
وســــأَبقى منزّهــــاً بقضـــائي
حــاكم الصـلح كنـت أَم مستشـارا
ايـه يـا طـائري السـجينَ لمـاذا
تشــتكي هــل مللــت صـدريَ دارا
مـــا حبســناك للعقــاب ولكــن
لنرقّــــي بشــــجوك الافكـــارا
ربَّ حبـــسٍ يكــون عنــوان فصــلٍ
وقيـــودٍ تبقــى حلَّــى وســُوارا
قفــصٌ فيــه مــن دمــائي طعـامٌ
ودمــوعي الميــاهُ فاشـفِ الأُوارا
وانتحـب فيـه مـن ضـلوعي غصـوناً
مــائلاتٍ تســلو بهــا الاشــجارا
وعلامَ الشـــكوى وأَنـــت أميـــر
لا يُعـــادى وصـــاحبٌ لا يُمـــارى
قــال أَبغــي حرّيــتي وهـي حقِّـي
فخـذوا قصـرَكم وهـاتوا القِفـارا
قلـت مهلاً يـا طـائري ليـس يُعطـي
القلـبُ فـي تـرك عنـدليبٍ قـرارا
وإذا طـــرتَ مـــن يكــون كفيلاً
برجـــوعٍ مَــنْ يكفــلُ الاطيــارا
كــلُّ قلــب يـدري الحيـاة سـجينٌ
طــائرٌ ينشــد الســُّهى أَوكــارا
ويحــبُّ الآلامَ فــي النفــس قوتـاً
ويــرى فــي جمالهــا الأوطــارا
إنمــا الطــائرُ الــذي أتحـراه
عصــيٌّ يهــوى النفــوس الكِبـارا
يــا خَيــالاً يفتــش القلـبُ عنـه
ويجـاريه فـي الهـوى كيـف سـارا
لا تفــارق نفســي فــأَنت مُناهـا
وبنجــــواك أصـــرفُ الاكـــدارا
وإذا كنــتَ مغرمـاً بهـوى القـوة
جـــــرَّدتُ رقـــــتي بتَّـــــارا
وإذا مــا نبــا ســللت عفــافي
وأَتيـــت الزمـــانَ والأقـــدارا
وجعلـــتُ التّقــى مِجــن دفــاعي
وإذا مــا غُلبــت حســبي فَخـارا
ربَّ حِلــم يخــاله النــاس ضـَعفاً
وتــراه عيــنُ اللـبيب اقتـدارا
هكــذا تنحنــي الفضـيلة للـدهر
اتضــاعاً كالغصــن يجنـي ثِمـارا
وهــي كالكهربــاء تُعطيـك نـوراً
إن تـــدبرتَها وتُعطيـــك نــارا
والقـــوى فـــي الحيــاة شــتى
وأقواهـا خَيـالٌ يرافـق الادهـارا
يعبــث الـدهر بالرواسـي ويبقـى
أَثـــرُ الفكــر خالــداً جبَّــارا
تلـــك آثـــارُ بعلبـــكَ خــراب
ومبــاني الحِجـى تَزيـد ازدهـارا
ليــس فــي قــوة الهياكـل شـيء
يســـتحق الإعجـــاب والإكبـــارا
فـإذا ما بنيتم فاتركوا الاحجارا
وابنـــوا مــن النُّهــى آثــارا
واجعلــوا خدمــةَ البلاد خَيــالاً
وطنيـــاً فـــي شــوطه نتبــارى
وإذا مـــا بليتـــمُ بــالقوافي
فانشــِدوا فــي جمـاله الاشـعارا
قفصـــي مـــوطني وغصـــني ارزي
وفـؤادي السـجين يهـوى الـديارا
أحمد تقي الدين.شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة.ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له ( ديوان شعر - ط ).