
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نعـم جادت الدنيا بما أنت آمله
فحسـبك مـن آمالهـا مـا يقابله
إذا مـا هناء قال قوم قد انقضت
أواخــره كــرّت عليــه أوائلـه
فيـا حبـذا دهـر بملكـك أشـرقت
علــى أهلــه أسـحاره وأصـائله
فلســنا نـرى إلا نعيمـاً يـديمه
صـنيعك فينـا أو سـروراً يواصله
فمـن نعـم تضـفو علينـا ظلالهـا
ومـن كـرم تصـفو لـدينا مناهله
فنـوء نـداك الغمـر يروي ركامه
إذا مـا غمـام أظمأتنـا مخائله
فللـه مولـود أنـار بـه الهـدى
وأسـفر وجـه الملك واشتدَّ كاهله
بـه أصـحب الحظ الذي كان جامحاً
وأثمــر داعيــه وأخصـب مـاحله
تباشــرت الــدنيا بغـرة وجهـه
فبـورك مـن نجـل وبـورك نـاجله
أتـى ومحيـا الـدهر أزهـر مشرق
كطلعتـه والزهـر تزهـو خمـائله
فبشــرى لأبكــار البلاد فإنهــا
علــى ثقـة عمـا قليـل تراسـله
كـأني بـه والجيـش خلـف لـوائه
وقـد حجبـت شـمس النهار قساطله
ســيملأها عــدلاً وقســطاً كفـاحه
وتكلأهـــا أرمـــاحه ومناصــله
وتحمــد منــه ســيرة ظاهريــة
بهـا تشـمل الآفـاق طـرّاً شمائله
عليــه جلال مــن أبيــه وجــدّه
يــدل علــى أن البلاد معــاقله
أيـا ملكـاً كـل الملـوك عبيـده
وبحـر نـدىً كـل البحـار سواحله
لـك اللـه مـا أسماك نفساً وهمةً
ومجـداً غدا صعباً على من يحاوله
أنالــك رب العـرش أسـبغ نعمـة
فنــوعت منهـا عـاجلاً لـك آجلـه
فكـم نعمـة فرعـت منهـا تبسـمت
فُـروض النـدى عنها وعمت فواضله
أضـفت إلـى خير المواليد موسماً
دعمـت به الملك الذي أنت كافله
فحمــداً لأيــام هــدتنا بأحمـد
إلى منهج يدعو إلى النُّجح سائله
فكـم صـلحت بالصالح الملك حالة
لمـن كـان لا يجـدي عليه وسائله
فــأي طُهـور كـان للخلـق رحمـة
ويــوم سـرور أثقلتنـا فواضـله
تهلــل وجــه الأفـق فيـه طلاقـة
وأهـدى من الألطاف ما أنت قابله
فأقبـل ركـب الـدجن يحجـب شمسه
ويلقـي من الغيث الذي هو حامله
كـأن الحيـا قد كان سَفْراً مهنئاً
فمـذ شـارف الشهباء حطَّت رواحله
وظلـت عقـود المـزن ينـثر دُرها
سروراً بمن يغني عن النيل نائله
وليـس ابتسـام الـبرق إلا بشارة
بإقبــال جــدّ واضــحات دلائلـه
ورثـت خليـل اللـه منصـبه الذي
سما فالنجوم الزهر ليست تطاوله
فــأحييت بـالتطهير سـنته وكـم
تَبِعْـتَ نَبِيّـاً فـي الذي هو فاعله
فيـا مـن نهى صرف الزمان مؤدباً
فَفَــرَّت عــواديه وقــرَّت زلازلـه
بـك ابتهـج الإسـلام واشـتدَّ أزره
وشــيدت مبــانيه وقـوِّم مـائله
فلــم ينعقــد إلا عليـك ضـميره
ولا عُقـــدت إلا عليــك محــافله
ســمحت فكـم بـاب فتحـت وعـائل
منحـت وميعـاد الزمـان ممـاطله
أمنـتزعي مـن قبضة الدهر عندما
رآنــي وقـد ضـُمَّت علـيَّ أنـامله
ألفـت لـي الأيـام حـتى تركتنـي
أحـامس مـن قد كنت قدماً أغازله
وأعليـت ذكري بعد ما كنتُ خاملاً
وجـوهر فكـري فيض ما أنت باذله
فلا غــرو أن عـدت لشـعري قربـة
ومـن بحـرك الزخـار مدت جداوله
فـدم يا غياث الدين للخلق رحمة
تعمهــم كــالغيث طبــق وابلـه
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).