
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خـذ عـن دمـوعي مـا يجنّ جَناني
فالـدمع أصـدق مخـبر عـن شاني
فلئن كتمتـك فالمصـاب كما ترى
قـد جـلَّ أن يفضـي إلـى كتمـان
وإذا تعــذرت الـدموع وسـكبها
فاعــذر فتلـك سـجيّة الحيـوان
فلربمــا قهـرت بـوادر زفرتـي
دمعــي فعــاقته عـن الجيـران
وتجـاف عـن تعنيف قلبي إن بدا
لـك مـا يعـانيه مـن الخفقـان
أتلــومه هــل كـان إلا مفـرداً
حشــدت عليـه طـوارق الحـدثان
أَيقـرُّ والملـك المؤيـد قد غدا
رهـن البلـى في الترب والأكفان
جبــل تشــبثت المنـون بهضـبه
فهــوت قواعــده مــع الأركـان
بــدر أنـار فحيـن تـم كمـاله
حكـم الزمـان عليـه بالنقصـان
ليـث أخـافته الخطـوب ولم تزل
تخلــي مجـال الأفـق مـن خفـان
غيــث تعــرض للأمــاني صــوبه
فاعتــاقه قــدر عـن التهتـان
أودى ومـا اشـتهرت ظبا لتقارع
كلاّ ولا اعتقلــت قنــا لطعــان
والصــافنات شـوازب مـا سـوّمت
للكــرِّ تحــت قواضــب ولــدان
فعلام لــم تحطــم كعـوب مثقـف
لــدن ولـم تثلـم غـروب يمـان
وأرى السـهام نجومها لم تقترن
بهلال كــــل حنيـــة مِرْنـــان
فلمـن تصـان المقربات وقد مضى
مـن كـان يوردهـا طُلى الشجعان
لـو يسـتطيع غـداة مصـرعه غدت
يســتلُّ أنفســها مــن الأجفـان
أبقيـت نجـمَ الدين بين جوانحي
نــاراً لهـا لهـب بغيـر دخـان
أأجيـل فـي نظم المراثي خاطري
مــن بعـد صـوغ مـدائح وتهـان
قســماً بأيــام لبسـت نعيمهـا
فــي ظــل ملكـك معلـم الأردان
مـا شـحّ لـي دمـع عليـك وإنما
أفنـى البكـاء ذخـائر الأجفـان
أفقرتنـي مـن حسن صبري بعد ما
أدركـت فـي مغنـاك مـا أغناني
أقسـمت مـا فاز الحمام بمثلها
إلا لخيبـــة آمـــل أو جـــان
تعسـاً لجـدك يـا زمان لقد سطا
بـأغرّ مـن صـيد الملـوك هِجـان
وحمـائم كـم هيَّجـتْ مـن لوعـتي
فنّـاً وقـد سـجعت علـى الأفنـان
فقـدت هـديلاً فـانبرت في أيكها
تتلـو الحنيـن بأعـذب الألحـان
فشـجت فـؤادي مـذ شـدت فكأنها
فطنـت لمـا قـد شـفني وعنـاني
نـاحت ومـاحت بالصبابة فانثنى
مــن تحتهــا متــأود الأغصـان
وظللــت مكتئبـاً وقلـت تعجبـاً
والشــوق يجـذبني بفضـل عنـان
إيــه حمامــات الأراكـة رَجِّعـي
نغــم الحنيـن بـأبرق الحنّـان
للــه درك مــن حمــام ثاكــل
لـو كـان بكّـاك الـذي أبكـاني
هيهـات لا واللـه مـا عاينت ما
أخفيــت مـن حرقـي ولا أشـجاني
أسـفي لمـن كـانت مـواطئ جرده
يـوم الهيـاج معاقـد التيجـان
يـا مـن فُجِعْـتُ بـه وكنـت أُعِدُّه
عونـاً إذا طرقـت صـروف زمـاني
لـو كنـت تفـدى قام دونك معشر
يصــلون ســمر الخـط بالأيمـان
مـا حلَّقـوا في الحرب إلا خلّقوا
غـرر السـوابق بالنجيع القاني
ولعـاد وجـه الصبح أقتم كَالحاً
بــالنقع عنـد تصـادم الأقـران
وتشـاجرت ملـد تصول لدى الوغى
بِصــِلالها أســد علــى عقبــان
لكنــه الأجــل الــذي غـاراته
لـم تـرو غيـر مقاتـل الفرسان
شـنَّت علـى سـيف بن ذي يزن وما
هــابت حمــى كسـرى أنوشـروان
وابـتزت النعمـان ثـوب نعيمـه
بــالبؤس واجتـاحت بنـي غسـان
لكـن بأسـباب الليـالي أُنْسـِيَتْ
بـدوام ملـك الظـاهر السـلطان
محيي الهدى ومديم أنواء الندى
لمــن اجتــدى وممهـد الايمـان
ملــك إلــى أبــوابه وجنـابه
يَثْنِـي الرجـاءُ أزمـةَ الركبـان
مـن تسـتقي أشـطان سـمر رماحه
مهـج العـدا والزغـف كالغدران
أأبـا المظفـر لا تخطـت بعـدها
نـوب الزمـان إليـك يوماً ثاني
وبقيــت ممتـدَّ البقـاء ممتعـاً
بـدوام ملكـك فـي منـىً وأمـان
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).