
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن تجــافت عــن الرقـاد الجفـون
فســـتجري مـــن العيــون عيــون
زفـــــرات تحثُّهـــــا عــــبراتٌ
ليـــس يشـــفى بهــن داء دفيــن
وهـو الـدهر حيـن يجـري علـى الج
ور يُســام الوفــاءُ وهــو خــؤون
يقظــــات منيمــــة يقتضــــيها
حركــــات فـــي طيهـــن ســـكون
كـم أذلـت نفسـاً أدلَّـت بمـا نـال
ت وكـــــل بحبهـــــا مفتــــون
وهـي الحادثات لا عاجز يبقى عليها
ولا قــــــــــويّ أميــــــــــن
إن أبـــاحت حمــى فســيان للــي
ث زئيــــر وللــــذباب طنيــــن
ليـس تنجـي الحُصـْن العِـراب ولا تع
رب عــن منــع ســاكنيها الحصـون
فأذاهـــا وقــف علــى ســاكنيها
والليـــالي لمصـــطفيها متـــون
فــإذا مــا غــدت تهــول فـدعها
أو فعــدها بــالهجر فهــي تهـون
فضـــــلال لواثـــــق بزمـــــان
يظهــر البشــر كيــده المكنــون
يجمـع المـال فهـو يطمع في الخلد
وقـــد بـــاد صـــاغراً قـــارون
أعــداه ســهم الحــوادث أم أنـج
ى مــن المــوت مــاله المخــزون
أم ســـليمان ســالمته المقــادي
ر ووافــــاه بالبقـــاء ضـــمين
إن نوحــاً أنحـت عليـه يـد الحـي
يْــن ولــم يغــن فلكـه المشـحون
أحــوى يــونس وقــد باشـر اللـج
ة ثُقْبــاً لمــا احتــواه النُّــون
ولموسـى سـائل عـن الـدهر هـل خل
د أم دام بعــــــده هــــــارون
والليــالي إذا عتــت بـامرئ عـنَّ
ت وبـــاتت عهــداً عليــه تعيــن
ســـلمها مـــؤذن بحــرب فمــا غ
رت بصـــلح إلا أغـــار الكميـــن
لا تســل بالزمــان غيــري فعنـدي
مــن حــديث الفنــاء فيـه فنـون
كـل يـوم أزداد علمـاً بمـا يخفـي
ه دهـــري فالشــكُّ عنــدي يقيــن
فكــأن الــدنيا بمـا كـان منهـا
أنبـــأتني بعلـــم مــا ســيكون
أترجى فيها البقاء وقد بادت قرون
مــــــن قبلنــــــا وقـــــرون
لا الرشــيد اســتفاد رشــداً ولا ف
از بــأمن ممــا اتقــاه الأميــن
لــو صـفت مـن قـذى وراعـت وفيـاً
كـــان يعطـــى أمانهــا ميمــون
أســـلمته مــن بعــدما ســالمته
برهــة فاســتبيح منــه المَصــُون
ضعضـــعت طــوده الخطــوب فهــدت
ه بِرَغْــم العليــاء وهــو رصــين
مـا وقـت ملـده بـدفع الـردى عـن
ه ولـــم يَحْــم ســرده الموضــون
لا صـــعاد ســمر أفــادت ولا بــي
ضٌ حــــدادٌ ولا جيــــادٌ صــــُفُون
مـن لرعـي الأيتـام يـا فراس الدي
ن وأنـــت الكفيـــل والمـــأمون
مـن يضـم الأرامـل الشـعث مـن بـع
دك أم مــــن يـــؤمه المســـكين
فسـقى قـبرك الوفـاء الذي فيك فم
ن دونــــه الغمــــام الهَتُـــون
فجــدير أن يُتْحِــف اللـه بـالرحم
ة لحـــداً فيــه الهــدى مــدفون
أيهــا القــبر فيــك عـزم وحـزم
ووفــــاء جـــم وديـــن مـــتين
غـــاض فيــك البحــر الخضــمّ ال
ذي كـان شفاء الصادي وغار المعين
أيّ ليـث مـا كنـت أحسـب أنّ الـده
ر يغتــــاله فيخلـــو العريـــن
يــا غيــاث الـدين الـذي لأعـادي
ه قلـــوب لهـــا الهــديُّ يخــون
كـــل نفــس فــداء نفســك منــا
والمنــى فــي هـواك ذاك المنـون
إن دهـــراً أبقـــى علاك علينـــا
لحقيـــــق ألا يقــــال ضــــنين
أظهرتنـــي نعمــاك بعــد خمــول
قلنــا فــي حمــاك دنيــا وديـن
لا وهــى مــا رفعتــه مــن منـار
ليــس تســمو إلـى مـداه الظنـون
وتمتعـت بالـدوام مدى الأيام ما ش
اق للحمـــــــــام لحــــــــون
أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين.شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق.وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين.وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله ( ديوان كبير - خ ).