
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا خَلِيلَــيّ خَلِّيــانِي ومَـا بـي
أَوْ أعِيــدَا إِلَــيَّ عَهْــدَ الشـَّبابِ
حُلــمٌ قــد مَضــَى وَأَيّــامُ أُنْــسٍ
ذَهبـــتْ غيــرَ مُزْمِعــاتِ الإِيَــابِ
وَأَزَاهِيـــرُ كُـــنَّ تَـــاجَ عَــرُوسٍ
عُفِّــرَتْ بَعــدَ لَيْلـةٍ فـي التُّـرابِ
وبِســــاطٌ للشــــَّاربينَ يُصـــَلِّي
فيــــه إِبْريقُهـــم بلا مِحْـــراب
فـي حَـدِيثٍ أَحْلَـى مـن الأَمَلِ الْحُلْوِ
وَأَصـــْفَى دِيباجَـــةً مِــنْ شــَرابِ
كــلُّ فَصــْلٍ كــأَنه صــَفْحَةُ الـرَّوْ
ضِ وَعِنْــد العُقَــارِ فَصـْلُ الْخِطـابِ
ومُجُـــون يَحُـــوطُه الأَدَبُ الْجَـــمُّ
فمـــا رَاعَـــه اللّســانُ بِعَــاب
يَتَغَنَّــــوْنَ بالنُّواســـِيِّ حِينـــاً
وَبِشــِعْر الفَتَــى أَبــي الْخَطَّــابِ
كُلَّمـــا هَــزَّتِ المُــدَامُ يَــدَيْهِمْ
قَهْقَهَـــتْ ثُلَّـــةٌ مِـــنَ الأكْــوَاب
صـاحَ فيهـم دِيـكُ الصـَّباحِ فَطارُوا
كـــلُّ جَمْـــعٍ لفُرْقَــةٍ واغْتِــرابِ
يـا شـَباباً أَقـام أَقْصـَرَ مِنْ حَسْوَةِ
طَيْـــرٍ عَلَـــى وَحـــىً وَارْتِيــابِ
لَـكَ عُمْـرُ النَّـدَى يَطِيـرُ مَعَ الشَّمْسِ
وَعُمْــرُ الْبُــرُوقِ بَيْــنَ الســَّحابِ
كُنْــتَ فِينـا كمـا لَمَحْنَـا حَبابـاً
فَنَظَرْنَــا فَلــمْ نَجِــدْ مِـن حَبَـاب
وَعَرَفْنــاكَ مُـذْ ذَهَبْـتَ كمـا يُعْـرَفُ
فَضــْلث النُّبُــوغِ بعــدَ الــذَّهَابِ
مُـذْ خَلَعْنـا ثِيابَكَ القُشْبَ لم نَنْعَمْ
بِشـــَيءٍ مِــنْ مُنْفِســاتِ الثّيــابِ
وَرَأَيْنـا فـي لَوْنِـك الفَاحِمِ اللمّا
حِ هُـــزْواً بلَـــوْنِ كـــلِّ خِضــَاب
أَيْـنَ لَـوْنُ الْحَيَاةِ والقَهْرِ والقُوَّةِ
مِـــنْ لَـــوْنِ ناصـــِل الأعْشـــاب
يـا سـَوَادَ العُيُـونِ يا حَبَّةَ القَلْبِ
ويـــا خَــالَ كُــلِّ خَــوْدٍ كَعَــابِ
ســَرَقَ اللَّيْـلُ مِنْـك لَوْنـاً فأمْسـَى
مَســْرَحَ اللَّهْــوِ مَــوْطِنَ الإِطْــرَابِ
وَرَأَى فيــك أَحْمَــدٌ لَــوْنَ كــافُو
رٍ فَغَنَّــــــى خَوالِــــــدَ الآدَابِ
بَســـْمَةٌ للزَّمَــانِ أَنْــتَ ثلَتْهــا
كَشـــْرَةٌ للزَّمَـــانِ عَــنْ أَنْيــاب
كُلَّمــا رُمْــتُ خَـدْعَ نَفْسـِي بنفْسـِي
كَشـَفَتْ لـي المِـرْآةُ وَجْـهَ الصـَّوَابِ
رُبَّ صــِدْقٍ تَــوَدُّ لــو كَـانَ كِـذْباً
وكِــذَابٍ لــو كــانَ غَيْــرَ كِـذَاب
لَيْـتَ لـي لَمْحَـةً أُعِيـدُ بهـا مِنْـكَ
بَقَايــا تِلــكَ الأَمَــانِي العِـذَابِ
حَيْــثُ أَخْتَـال ناضـِرَ العُـودِ بَسـَّا
مـاً كَـثيرَ الهَـوَى قَلِيـلَ العِتَـابِ
فـي صـِحَابٍ مِثْـلِ الدَّنانِيرِ لا تبْلَى
مَــــودّاتُهم بطُــــولِ الصـــِّحَابِ
بوُجُـــوهٍ غُـــرٍّ تَرَاهــا فَتَتْلُــو
فـــي أَســَارِيرِها ســُطُورَ كِتَــاب
نَســْبِق الْخطْــوَ للســُّرُور وِثابـاً
لا تُنَــال المُنَــى بغَيْـر الوِثَـاب
وَنَجُــرُّ الــذُّيولَ فــي غَيْـرِ نُكْـرٍ
طَــاهِرِي النَّفْـسِ طـاهِري الْجِلْبـابِ
إِنْ دَعَانــا الهَــوَى لغَيْـرِ سـَدِيدٍ
ســــَدَّدَتْنا كَــــرَائمُ الأَحْســـَاب
زَيْنَــبٌ أَيْـنَ مِنْـك زَيْنَـبُ والشـَّملُ
جَميــعٌ والعَيْــشُ خِصــْبُ الْجَنَــاب
وَبنَـاتُ الثُّغُـورِ يَلْعَبْـن بالأَلْبـابِ
لِعْــــبَ الشــــَّمُولِ بالأَلْبــــابِ
يَتَظَـــاهَرْن بالْحِجَـــأب وَهَــلْ أَذ
كَـى الجَـوَى غَيْـرُ لُؤْمِ ذاك الحِجابِ
كَـــم وُجـــوهٍ تَنَقَّبَـــتْ بســُفُورٍ
ووُجُـــوهٍ قـــد أَســْفَرت بِنقَــاب
أَيْــنَ تِلْــك الأَيّـام بَـانَتْ وبنّـا
وَتَــــوَلَّتْ بَشَاشــــَةُ الأَحْبــــاب
لَيْــتَ شـِعْري أَيَرْجـعُ الأَمـسُ عَهْـداً
غَصـــَبتْه الأيَّـــامُ أيَّ اغْتِصـــابِ
عَهْـدَ دارِ العُلـومِ أَنْـتَ يَدَ الدَّهْر
جَمَــــالُ الــــدُّهُورِ والأَحْقَـــاب
إنْ ذَكَرْنــاكَ هَزَّنـا الشـَّوْق للشـَّوْ
قِ وَلَهْـــوِ اللِّـــدّاتِ وَالأَتـــرَاب
أَنْتَ خِدْنُ الشَّبابِ بَيْنكما في الْوَهمِ
قُرْبَـــــى وَشــــِيجةُ الأَنْســــابِ
فكـــأنِّي أَرَى الزَّمَــانَ وَقَــدْ دَا
رَ وَعــادَ الصــِّبا نَضــِيرَ الإِهَـاب
وَأرَى الْجَـارِمَ الفَتِـيَّ يَقُودُ الْحَشْدَ
فـــــي جَحْفَـــــلٍ مِــــنَ الطُّلاَّب
وَاثِبــاً لاهِيــاً لَعُوبــاً ضــَحوكاً
غيْـــرَ مَـــا وَاجـــلٍ وَلا هَيَّــابِ
وَاثقـاً بـالإِله لَيْـسَ يَـرَى الصـَّعْبَ
ســِوَى أَن تَهــابَ خَــوْضَ الصــِّعَاب
فَهْــوَ كالطَّــائرِ الطَّلِيـقِ فَحِينـاً
فــي وِهَــاد وَمَــرَّةً فــي هِضــَاب
عــابِثٌ بالغُصــُونِ فــي ظِــلِّ رَوْضٍ
حَـــاكَ أَفْــوافَه مُلِــثُّ الرَّبَــاب
يَحْمِــل الكُتْـبَ فـي الصـَّبَاحِ وَلِلآ
مــالِ فــي صـَدْرِه نَئِيـجُ العُبَـاب
رَأْســُه رَأْسُ مــالِه وامتِلاءُ الـرَّأْ
س خَيْـــرٌ مـــن امْتِلاء الوِطَـــاب
كُــلُّ يَــوْمٍ فـي الامْتِحانـاتِ هَيْـنٌ
خَطْبُــهُ غَيْــرَ خَطْـبِ يَـوْمِ الْحِسـَاب
إِيــهِ دارَ العُلُــوم كُنْــتِ بِمصـْرٍ
فــي ظَلامِ الــدُّجَى ضـِيَاءَ الشـِّهَاب
فــي زَمـانٍ مَـنْ كَـانَ يُمْسـكُ فِيـه
قَلَمـــاً عُـــدَّ أَكْتَـــب الكُتَّــاب
أَنْــتِ أُمُّ الأَشــْبالِ إنْ غَـابَ لَيْـثٌ
صــالَ لِلْحَــقِّ بَعْــدَه لَيْــثُ غَـابِ
تَلــدين البَنِيــنَ مِــنْ كُـلِّ مـاضٍ
شـــــَمَّرِيٍ مُزَاحِـــــمٍ وَثَّـــــاب
شــاعِرٍ يُنْصــِتُ الوُجُــودُ إذا قَـا
لَ وَيَهْتَــــزُّ هِــــزَّةَ الإِعْجَــــاب
شــِعْره زَفْــرَةُ الغــرَامِ تَعــالَتْ
عــن قُيُــود الأَوْتَــأدِ والأَســْبَاب
تَتَغَنّــى بــه العَــذَارَى فَيْبعَثْـن
الهَـــوَى بعـــد صــَحْوةٍ وَمَتَــاب
تَخِــذَتْ فيــكِ بِنْــتُ عَـدْنَانَ داراً
ذَكَّرَتْهــــا بَــــدَاوَةَ الأَعْـــرَاب
عَادَهــا الْحُســْنُ فــي ذَرَاكِ ورَوَّا
هَــا عَلَــى غُلَّــةٍ نَمِيـرُ الشـَّبَابِ
وَغَــدَتْ فــي عُطَــاظَ بَيْــنَ شـُيُوخٍ
فَتَنَتْهــــــم بســـــِحْرِها الْخلاَّب
خَلَعُــوا فـي طِلابِهـا جِـدَّة العُمْـرِ
وقَـــدْرُ المَطْلـــوبِ قَــدْرُ الطّلاَب
وَدَنَــوْا مــن خِبَائهــا فَــأَرَتْهم
ثَمَــراتِ النُّهَــى وَســِرَّ الكِتَــاب
لَــكِ دَارَ العُلــومِ فـي كُـلِّ نَفْـسٍ
أَثَــرُ القَيْـنِ فـي صـِقَال الْحِـرَابِ
حَســـْبُ مُطْرِيـــك أَنَّ كــلَّ نَجيــبٍ
نَفْحَـــةٌ مِـــنْ رِجَالِــكِ الأَنْجَــاب
أنْــتِ كالنِّيــلِ كُلَّمـا مَـسَّ جَـدْباً
هَــــزَّهُ بالنَّمَــــاءِ والإِخْصـــَاب
كِيمِيــاءُ العُقُــولِ أنـتِ تصـوغِينَ
نضــاراً مــن النُحــاسِ المُــذَابِ
إنَّ خَمســِينَ حِجَّــةً قـد كَفَـتْ مِنْـكِ
لِمَلْـــءِ الـــدُنْيا بكــلِّ عُجــاب
نَهَضــَتْ مِصـْرُ نَهْضـَةَ النَسـْرِ فيهـا
واســْتَوَتْ فــوْقَ مُســْتَقرِّ العُقـاب
كُــلُّ عــامٍ كـأنَّهُ خُطْـوَةُ الْجَبـارِ
أو وَثْبَــــةُ الأُســـُودِ الغِضـــاب
كُــلُّ عــام كــأنَّه عَلَــمُ النَصـْرِ
بِكَـــــــفِّ المُظَفَّـــــــرِ الغَلاَّب
كُــلُّ عَــامٍ كَطَـالِعِ السـَعِدْ شـِمْنَا
هُ عَلَآ طُـــولِ غَيْبـــةٍ وَاْحِتجـــاب
كُــلُّ عــامٍ كــالفَجْرِ يَهْـزِمُ لَيْلا
نَــــابِغِيَّ الهُمُـــومِ والأَوْصـــاب
كُــلُّ عــامٍ كــأنَّهُ الأَمَــلُ الضـَا
حِــكُ وافــاكَ بعـدَ طُـولِ ارْتقـابِ
كُــلُّ عــامٍ كَوَافِـدِ الْغَيْـثِ تَلْقَـا
هُ وُجُـــوهُ الرِّيـــاضِ بالترْحــابِ
لا تَهـــابِي دارَ العُلُــومِ مُلِمّــاً
آفــةُ المجــدِ والعُلاَ أَنْ تَهــابي
إنّ ف مِصــْرَ لــو عَلِمْــتِ قُلُوبــاً
وَاجِفَــــاتٍ لقَلْبِــــكِ الوَجَّـــاب
ســــَتَنَالِينَ بالمَليـــكِ فـــؤادٍ
كـــلَّ مـــا تَرْتَجيــنَ مِــنْ آرَاب
لا تُرَاعِــي وفــي الكِنَانــةِ سـَعْدٌ
بَيْــنَ أشــْبَالِهِ الشــِدَادِ الصـِلاب
واطلـبي الْخَيْـرَ والمُنَـى مِنْ فُؤادٍ
ناشـــرِ الفَضـــْلِ ناصـــِرِ الآداب
لا خَلَـتْ مِصـْرُ مِـنْ نَـدَاهُ فَقَـدْ صـا
رَ عِنَــانَ القُلــوبِ طَـوْقَ الرِقـاب
علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم.أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر.ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942)، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي.وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش.له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية.و(فارس بن حمدان-ط)، (شاعر ملك-ط)، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط)، و(المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.